لعل أكثر ما يثير انتباه عابر الشارع الرئيسي الوحيد في فم الجمعة هي اللافتات الجديدة التي تعلو بعض البنايات. لافتات لأحزاب سياسية افتتحت فروعا لها في هذه البلدة ابتداء من شهر فبراير و هي تباعا : العدالة و التنمية و الحزب العمالي و الاتحاد الاشتراكي ، الذي أعاد فتح مقره بعد إغلاق دام بضعة أشهر ، ثم حزب الاستقلال. و قد تجاورت شقتا حزبي العدالة و التنمية و الاستقلال في نفس العمارة. يبعد عنهما بأمتار مقر فرع الاتحاد الاشتراكي. و في الطرف الأخر من الشارع يقع مقر فرع الحزب العمالي.وقد تفانت هذه الأحزاب في كتابة لافتات مميزة مع التركيز على الرمز الانتخابي. و على العموم يبقى المشهد السياسي في هذه البلدة متعدد الأقطاب يصعب معه التكهن بالخارطة السياسية المستقبلية ، على عكس بعض المناطق التي تعرف سيطرة نفس الوجوه و نفس الأحزاب . أما حزب \" التراكتور\" فلم يظهر له لحد الساعة أثر على الساحة السياسية الجمعاوية. جماعة فم الجمعة تتكون من 13 دائرة، تترأسها الحركة الشعبية ،و يشاركها في التسيير الإتحاد الاشتراكي. عدد سكان الجماعة يقارب 10000 نسمة موزعة على 37 دوارا على مساحة 220 كلم مربع . و تصل نسبة الأمية إلى 75 في المائة في وسط النساء و 25 في المائة في وسط الرجال. و نظام الاقتراع فيها فردي . و قد بدأت الأحزاب في التحرك وسط السكان لشرح توجهاتها السياسية من جهة ، و من أجل إيجاد مرشحين باسمها في الانتخابات الجماعية المقبلة من جهة ثانية . و تتباين ردود أفعال السكان اتجاه خطاب هذه الأحزاب. فمنهم المستجيب الذي قرر الانخراط في العملية السياسية ناخبا أو مرشحا ، و هذا حال غالبية السكان، ومنهم المحايد الذي لم يحدد بعد وجهته السياسية، و منهم الناقم الذي فقد الثقة في السياسيين و السياسة برمتها. انتظارات الشباب كثيرة و أهم مطلب لهم هو بناء دار للشباب تستوعب أنشطتهم الثقافية و الفنية ، و هو الدور الذي تقوم به حاليا جمعيات التنمية المحلية . و تبقى السمة الأساسية للعملية السياسية في فم الجمعة ، شأنها في ذلك شأن باقي قرى و مداشر الإقليم ، هي نظرة أغلب الناخبين إلى المرشح كشخص و كقبيلة و كعائلة بغض النظر عن انتمائه السياسي و اديولوجيات حزبه و برنامجه الانتخابي. و لا شك أن وجود لائحة نسوية كمستجد في مدونة الانتخابات سيزيد لا محالة في إقبال النساء على العملية السياسية . غير أن المشكلة تكمن في صعوبة إيجاد مرشحات في هذه اللائحة نظرا لأعراف المنطقة ، و العالم القروي عموما ، الذي يعتبر العملية السياسية مجالا ذكوريا بامتياز. يونس حماد [email protected]