تتواصل سلسلة الاحتجاجات التي يضطر سكان وقرى مداشر أزيلال ،للفت الانتباه لأوضاعهم المعيشية الصعبة،بعد التساقطات الأخيرة ،والاحتجاجات ليست من باب التقليد،بل هي استغاثة لسكان بسطاء لم يعد لهم مايضمن معيشهم اليومي ،وينتظرون من السلطات أن تتفهم صرخاتهم،وأن تعمم المساعدة لهذه المناطق،حتى تخرجهم من هذا الوضع الاستثنائي. أبلغ سكان جبال تمقيت (أيت أوتخويا حدو) المحسوبين إداريا على قيادة أنركي التابعة لدائرة واويزغت بإقليم أزيلال،أنهم\"سيقومون بمسيرة احتجاجية على الأقدام تجاه قيادة أنركي بإقليم أزيلال\"،وهي المسيرة التي تعمق مسار انتفاضة قبائل وجدت نفسها في مرحلة عوز وخصاص بعد التساقطات الثلجية الأخيرة التي قضت على كل الترقيعات التي كانوا يلجأون إليها. وتحول مطلب السكان بهذه المناطق إلى استغاثة أكثر منه احتجاج.فالأهالي الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة على الأقدام،يحتاجون لمن ينصت إليهم ويتفهم ظروفهم وأكثر من هذا وذاك أن يوفر ماهم في حاجة إليه،لأن البدائل لاتتوفر لديهم . السكان الذين أطلقوا صرختهم قالوا إنه إذا لم تلبى مطالبهم الضرورية والطبيعية سيضطرون لتنظيم مسيرة طويلة في اتجاه مقر عمالة إقليم أزيلال ،وخوض اعتصام بها على غرار ماقام به سكان تاسرافت نايت عبدي وتنكارف،حينما زحفوا على مدى أربعة أيام ببطون فارغة على أقدامهم نحو ولاية جهة تادلا أزيلال ببني ملال واعتصامهم بها لمدة أسبوعين حتى حققوا مطالبهم\". سكان جبال تمقيت الذين اتصلوا بالجريدة ،من أجل نقل استغاثتهم واحتجاجهم،نبهوا إلى خطورة الأوضاع المعيشية المزرية لهؤلاء السكان ،وانعدام أبسط البنيات التحتية .مشيرين إلى أنه \"مايزال في المنطقة من يسكن الكهوف!\"،في وضع لايمت بصلة للحياة الآدمية،ناهيك عن العزلة الطويلة التي عاشوها طيلة أسابيع. ويطالب السكان من السلطات الإقليمية لعمالة أزيلال ب\"حقوقهم الاجتماعية الضرورية والبسيطة التي حددوها في تزويد سكان المنطقة بمساعدات غذائية عاجلة،لوقف حالة المجاعة التي يكابدونها بفعل توقف كل الأنشطة الفلاحية والرعوية بفعل تساقط الثلوج،وغياب المساعدات لهم\". ويطالب السكان بفك العزلة عنهم عبر الطريق الرابطة بين تاكلفت وأنركي انطلاقا من تنكارف إلى تيدوا ،والممتدة لحوالي 15كلم،وتزويد المنطقة بشبكة الكهرباء ،إيجاد حلول جدرية لأزمة الماء خاصة في فصل الصيف والخريف ،حيث تتقلص الينابيع وتجف البحيرات الصغيرة المستحدثة من سكان إفرض نايت اسعيد،إضافة إلى بناء مدارس بمواصفات تقاوم الثلوج وبرودة الجو اعتبار للظروف القاسية التي عاشها التلاميذ طيلة فصول الشتاء السابقة،وانكشفت خطورتها واضحة خلال هذا الموسم الاستثنائي،فماهو موجود ،حسب السكان،هو مدرسة بنتها إحدى الجمعيات ذات سقف طيني والتي تفتقد لأبسط الشروط والسلامة ناهيك عن الظروف غير الملائمة للتحصيل. واعتبار للخصاص المهول الذي تعاني منه الساكنة والتي فقدت كل شيء خلال التساقطات الأخيرة ،يطالب السكان بالتعويض عن الخسائر المادية (انهيار العديد من البيوت،نفوق رؤوس من المواشي والذواب،ضياع الموسم الفلاحي لهذه السنة...)التي تسببت فيها كثافة الثلوج طوال فصل الشتاء،وعمق من فداحة هذه الخسائر تجاهل السلطة وغياب أي تدخل إنقادي من جانبها\". الكبيرة ثعبان الأحداث المغربية الثلاثاء،24مارس2009،ص.01/06،ع.3687