وصدق من قال:المقال شخص يعبر عن الحياة بلغة الحياة. وبهذا نختزن حقيقة المقال الصحفي. وسبق وان عرفنا أن اللغة تستخدم في الكتابة على ثلاث مستويات:أدبيه، وعلمية، وصحفية، وإذا نظرنا إليها من زاوية أخرى فان هناك ثلاثة مستويات للتعبير اللغوي كلها تأسست على الفهم الوظيفي للاتصال وهذه المستويات هي: 1-المستوى التعبيري:وهو تذوقي فني جمالي يستعمل في الأدب والفن،والتحرير. 2-المستوى ألإقناعي ويستعمل في الدعاية، والعلاقات العامة. 3-المستوى الإعلامي:وهو مستوى عملي اجتماعي عادي يستخدم في وسائل الإعلام على نحو مانجد في التحرير الإعلامي والذي يكتب باللغة التي يفهمها اكبر عدد ممكن من القراء على اختلاف مشاربهم وتمتاز بالوضوح،والبساطة،واللطف،والإيناس،مبتعدة عن الغرابة في الأسلوب،والتطويل،وكل وسيلة اتصال لها مايناسبها من مستويات التعبير. فالصحيفة اليومية،تختلف عن المجلة عنها المجلة المتخصصة. فالمقال للصحيفة وفي رأي الخاص انه هو الذي يعالج قضايا المجتمع ويتفاعل مع الأحداث، ويضع اليد على الجرح بأسلوب يجمع فيه بين المستوى الأدبي، والعلمي. ومن هنا يجب على من يتصدى لكتابة المقال الصحفي ونقصد به (العمود الصحفي)وليس المقال الافتتاحي فهذا له شروط وضوابط وسياسات خاصة به ....وليس هذا هو حديثنا . نعود فنقول:لابد أن يكون كاتب المقال ملما بالقواعد الأساسية التي تمكّنه من كتابة مقال جيد. و الذي يجب أن نعرفه جيدا أن الألفاظ هي اللبنات الأولى في عملية التعبير عن الفكر فإذا لم تكن الألفاظ سليمة ومناسبة لنقل الأفكار، يصبح المقال كالبناء المتهاوي، ومن الأدباء من يعرف الإنشاء بأنه:القدرة على وضع الكلمة المناسبة في المكان المناسب. فالألفاظ عبارة عن رموزللأشياءالتي نراها،ونحسها،أو نسمعها أو نلمسها أو نشمها، أو نتذوقها وهي أيضا رموز للتجارب الإنسانية. الألفاظ تجعلنا نفكر في الأشياء التي نستعرضها في أذهاننا. إذا نعرف المقال بصياغة أخرى ليكون ذلك اقرب للفهم: يعرف المقال الصحفي بأنه:إنشاء قصير نسبيا يتناول موضوعا محددا. ولكتابة المقال الصحفي قواعد أساسية ينبغي لمن يمارس هذا الفن اويرغب في ممارسته أن يدرك تماما هذه القواعد ويجعلها إطار كلما شرع للكتابة،فضلا تكون لديه خبرة وثقافة،وثروة لفظية تساعده في توصيل الأفكار عن طريق اللغة،والأهم في نظري أن يتدرب كثيرا على كتابة المقال ويطّوع قلمه،ويتابع بعض المقالات لكبار الكتاب، وهم قلة في صحافتنا، ويبتعد عن قراءة كثير من المقالات التي ضررها أكثر من نفعها. وخطوة كتابة المقال هي وباختصار: 1-اختيار الموضوع:وهوامر طبيعي أن نعرف عن ماذا نكتب؟ وهذا يستلزم بالطبع أن تكون لديه قدرا كافيا من المعلومات. 2-تحديد هدف المقال:ويعني وضوحه في أذهاننا قبل البدء بالكتابة. 3-عنوان المقال:يجب أن يكون واضحا،ومباشرا،وبعيد عن الغموض،أو التأويلات وان كنت أرى ترك كتابة العنوان بعد الانتهاء من كتابة المقال حينها نكون عصرناه في كلمة أو كلمتين. 4-الإطار والخطة:ونقصد به بناء المقال وهنا يتميز بعض الكتاب عن بعض تبعا لمستوياتهم الثقافية،واطلاعهم على أحوال المجتمع. ولعلي أرى بعد جمع المعلومات والأفكار حول الموضوع أن يتم توزيعه في الذهن فكرة تبنى عليها فكرة أخرى حتى ينتهي المقال وقد أبرزت ما ترمي إليه في المقال الذي أرى أن يتم توزيعه إلى فقرات كل فقرة لاتتجاوز أربع اسطر –وبلغة صحفية –عمود في 4سم ولا تتجاوز الفقرات خمس فقرات كأقصى حد. واترك همسة أخيرة لمن يرغب في ممارسة هذا الفن اختصار المقال السبيل الوحيد لنشره وقراءته.خاصة نفتقر كثيرا الى الكتب الاعلامية التي تحاكي واقعنا الصحفي،ولاجتماعي. وهنا اعذروني إن أطلت عليكم لان الموضوع متشعب وهذا زبدته وأخيرا الوسيلة هنا تختلف عن الكتابة للصحافة.