جمال الطبيعة بأوزود: شلالات شامخة في سلاسل الأطلس المتوسط الجبلية لا يخلو دليل سياحي مغربي أو أجنبي من الإشارة إلى شلالات أوزود باعتبارها إحدى الروائع الطبيعية الخلابة في سلسلة جبال الأطلس المتوسط المغربية. غير أن روعة الطبيعة ورونقها وجمالها لا يوازيها عمل ميداني من قبل القائمين على شؤونها يؤهلها ويرتفع ببنياتها التحتية من حيث الاستقبال والترفيه والتغذية وغيرها إلى ما تستحقه سلسلة بهذا المستوى. أوزود مصطاف دولي بتراب أزيلال يمكنك الذهاب اليه إذا كنت قادما من مراكش أو من بني ملال. الاولى على بعد 22 كلم من تنانت و150 الى الشمال الشرقي من مراكش وعلى طريق دمنات والثانية حينما تكون قادما من بني ملال حيث ستمر بالطريق الرابطة بين ازيلال ودمنات حوالي 14 كلم ثم تنعرج على طريق ضيقة هي التي توصلك إلى أوزود طولها حوالي 16 كلم. بعد قطع هذه المسافة تتراءى لك شلالات اوزود واقفة بشموخ في سلاسل الاطلس المتوسط الجبلية، لم تنل منها عوامل الظهر، مياهها منسابة من علو 110 امتار بدون توقف شتاء وصيفا. تلتقي تدفقات وادي اوزود المشكل من ثلاثة منابع لتشكل مجرى واحدا يصب بعد كيلومتر واحد في وادي العبيد وهو رافد اساسي لنهر ام الربيع الاهم بين انهار المغرب جميعا. وانت تزور هذه الشلالات لايمكنك ان تراها من غير قوس قزح الذي يضفي على مياهها جمالية خاصة مثلها في ذلك مثل شلالات فيكتوريا الجميلة. زوار شلالات اوزود يستمتعون بالمنطقة راجلين بعد ركن سياراتهم بساحة واسعة ثم يتوجهون الى احد المسالك النازلة الى سافلة أوزود التي يمكن الاستحمام بها والاستظلال بالظلال الوارفة لاشجار الزيتون المنتشرة فيها. يمرون بالمسالك سهلة الولوج والمهيأة على شكل ادراج بعدة مقاهي ومطاعم صغيرة تقدم طواجين ومرطبات يتم تبريدها بوضعها في المياه المتدفقة للشلالات . في الجوار يستمتع المصطافون الكثيرون بزيارة مطاحن قديمة للحبوب تعمل بفضل تدفق مياه الشلالات أو مشاهدة بعض سلالات القردة التي تنتشر في المنطقة خصوصا في المساء. كما يمكن المرور عبر مسالك هي عبارة عن متاهات تؤدي بهم الى قرية تنغمالت أو الاكتفاء بسلك طريق غير مهيأة وصعبة للوصول إلى طريق بني ملال بعد متعة سياحية تغري بالمغامرة. حينما تسأل أهل المنطقة عن سر تسمية هذه الشلالات بأوزود تختلف تفسيراتهم وكل واحد يريد اثبات صحة معلوماته فبعضهم يرى ان كلمة اوزود تعود الى كلمة ازيد بالامازيغية والتي تعني الدقيق الذي يخرج من المطحنة بعد عملية الطحن فيما يرجعها البعض الآخر لكلمة اوزو بالامازيغية التي تعني شجرة الزيتون التي كانت تتمتع المنطقة بوفرة فيها ومع كثرة الاستعمال خاصة من طرف غير الامازيغ اضيفت لها الدال فاصبحت تنطق اوزود بدل اوزو. كل شيء في أوزود يغري بالمشاهدة والتأمل فالزوار لايتوقفون عن زيارة هذه المطاحن التي تطحن القمح والشعير رغبة في اكتشاف خباياها فهي تعتمد في طحن حبوبها على الطاقة المائية والتي بقيت منها حسب أهل المنطقة مطحنتان فقط فيما الباقي تعرض للتدمير عقب فيضانات شهدتها المنطقة لازال السكان يتذكرونها جيدا سيما وانها نفس الفترة التي عرفت فيها منطقة أوريكة فيضانات موجعة. وانت تتحدث إلى أصحاب هذه المطاحن تكتشف أن طحن الحبوب بها يخضع للعرف بالمنطقة. وهكذا فإن الراغب في طحن قمحه لايدفع الاجر نقدا وانما يدفع كمية من المادة المطحونة تتماشى والكمية التي احضرت للمطحنة. لا تتوقف الزيارات لشلالات اوزود على مدار السنة. واكد بعض أصحاب المحلات التجارية بالمصطاف ان زوار الشلال كانوا في السابق من الاجانب فقط يأتون بكثافة على امتداد العام بدون توقف الا ان المصطاف انفتح في السنوات الاخيرة على زوار من المغرب خاصة قاطني المدن الساحلية الذين يرغبون في استبدال البحر بالجبل. وكذا من سكان جهة تادلا ازيلال الذين تمنعهم ظروفهم المادية من قضاء العطلة بإحدى المدن الشاطئية حيث يهرعون من شدة الحر إلى هذه الشلالات للاستحمام في مياه بحيرتها والاستمتاع برذاذها و بلحظة بين مصطافها الجميل الذي أعد بشكل رائع تحت ظلال الاشجار والتجول بين أدراجه الاسمنتية. بين المصطاف تصادف محلات للصناعة التقليدية يعرض أصحابها منتجاتهم في صمت وحياء لايقترحون عليك شيئا إلا اذا سألت . إن سحر شلالات اوزود التي لايخلو اي دليل سياحي وطني أو عالمي من صورها لاينسي الزائر المشاكل التي يعانيها من أجل الوصول إليها فالطريق المؤدية اليها عبر ايت تكلا محفوفة بالمخاطر يصعب فيها التجاوز أو التقاطع أو السرعة لضيقها وتآكل جوانبها وكونها مليئة بالحفر رغم خضوعها كل سنة -حسب بعض السكان - للترقيع لكن بدون فائدة . ولا ينسى السائح ايضا -حسب ذات المصادر- عصابات المشردين الفوضويين المسخرين من جهات معينة التي تفرض عليهم التوجه الى فنادق أو مقاهي معينة ويصل بهم الامر _تؤكد مصادرنا- إلى كسر بعض اللوائح الاشهارية حتى لا يكون هؤلاء السياح على علم بالمؤسسات الأخرى. ناهيك عن أن بعض الاشخاص استغلوا مواقعهم فبنوا مقاهي تقليدية في أماكن خطيرة وبدون ترخيص فشجعوا اقرباءهم على ذلك وحاربوا كل مستثمر غريب عنهم مما ولد مشكلا للقبيلة. والانكى من ذلك -تضيف ذات المصادر- انهم اتخذوا بعض المنازل مأوى مرحلية عند السكان رغم ان هذا النوع من المآوى لا يسمح به إلا في أعالي الجبال والمناطق النائية التي تنعدم فيها الفنادق وهو ما يشكل لا محالة خطرا محدقا بمستعمليها الذين لايتوفرون على ضمانات وحماية. ويعيش المصطاف ومعه الزوار من حين لآخر لحظات ظلام دامسة بسبب الانقطاعات التي تحدث في التيار الكهربائي ولا يجد السياح أمامهم إلا استعمال الفانوس أو أدوات أخرى للتنقل ليلا. وحسب العديد من الزوار تنعدم أية مراقبة على المأكولات والاثمنة حفاظا على صحة المستهلكين وحماية لهم من الابتزاز . ورغم ان الشلال يقصده المئات من السياح فإن المحافظة على الامن به لا تقوم بها سوى بضعة عناصر من القوات المساعدة لايتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة. وبالتالي يصعب عليها ضبط الامن به بسبب شساعة المواقع ونظرة الناس اليهم مقارنة مع الدرك الملكي.ناهيك عن ان جهل العديد من الزوار بالمواقع يتسبب في كل سنة في تعرضهم للغرق. ولا يختلف اثنان في كون شلالات اوزود تعتبر معلمة طبيعية سياحية فريدة من نوعها بلغت العالمية . إلا انها تظل في حاجة ماسة الى تدخل عاجل من الوزارة الوصية على قطاع السياحة لتوفير بنية تحتية بها تكون في مستوى السياح المتوافدين من كل اتجاه بهدف إخراج المكان من السياحة العشوائية وتوفير فرص شغل لأهالي المنطقة وفك العزلة عنهم والدفع بتنمية جماعتهم. الكبيرة ثعبان - الاحدات المغربية