القليل من المغاربة يعرفون بأن الديناصورات عاشت ببلدهم قرابة قبل 200مليون سنة . لكن بدمنات لم يعد الشباب يتخيلون الديناصورات كمخلوقات الخيال العلمي أو كشخوص الرسوم المتحركة بل يتحدثون عنها كما لوسبق لهم أن شاهدوها بشكل حقيقي ومباشر ويعطونها أسماء – ديناصور الأطلس- وأشكال لوجوهها . وبأبريل الماضي ثم تأسيس نادي أصدقاء الديناصورات من طرف جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض فرع دمنات- وهي جمعية غير حكومية – التي تدير مركز التربية البيئية بالمدينة ، النادي يرغب في إطلاع التلميذات والتلاميذ بالعلم والمعرفة بأن تاريخ الديناصورات كأطلزوريس Atlasaurus إحدى أقدم الأنواع المعروفة في العالم والتي عثر على أثر حوافرها على بعد أقل من 10 كلم من دمنات المركز ليس أسطورة كما فسر ذلك الأستاذ محمد شوقي رئيس فرع دمنات لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض والذي يرجع له الفضل في تأسيس النادي . وبمعية أعضاء النادي قدمت التلميذة صفاء أيت كرداس بقاعة دار الشباب محمد الزرقطوني اليتيمة بالمدينة والمزينة بمجسم من الخشب لهيكل عظمي للديناصور من انجاز الفنان السعيد الراقين . وهي مبتسمة ألحت التلميذة \" إننا عازمون على ايجاد أكبر عدد من الأصدقاء لديناصوراتنا \" كما ذكرت أمام الحضور المتابع باهتمام بأن دمنات هي بلاد الديناصورات كما تؤكده مشاهد الفيلم التي تبين وتقدم النتائج المبهرة لتحقيق انجز سنة 2002 بداية من دمنات ثم مدينة أزيلال المجاورة ( على بعد 65 كلم ) وانتاء بمدينة ورززات (على بعد 165كلم ) من طرف اختصاصين على مستوى عالمي ويتعلق الأمر بكل من الأستاذ فيليب تاكي Philippe Taquet من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس والأستاذ دال روسيل Dale Russel من جامعة كارولين الشمالية بالولايات المتحدةالأمريكية ، هذان الباحثان اكتشفا عظام أحد أقدم صوروبود Sauropodes لم يسبق لبعثة مهتمة أن عثرت عليه بالأطلس الكبير . كان المنظر جد ساحر وجداب خصوصا وأنه يعيد تشكيل صورة مركبة لحياة الديناصورات والنباتات الكثيفة التي كانت تغطي سهولا فسيحة ومنتشرة على امتداد البصر بدمنات ونواحيها منذ ما يزيد على 200 مليون سنة. إذ كانت البلاد تعطي حسب الباحثين صورة مشابهة لكاليدونيا الجديدة Nouvelle Calédonie اليوم ، بخضرتها ومناخها الرطب والممطر آنداك قبل ملايين السنين من ظهورالإنسان والأنواع الأخرى التي سبقته ، حيث بقيت الديناصورات وحدها المسيطرة بشكل مطلق على الغابات الكثيفة التي أصبحت الآن حقولا صخرية جافة . التلميذ ذو العينين اللامعتين القادم من الضفة الأخرى للمدينة لمشاهدة الفيلم سجل \" بأن هذا كان جد منور ومهم \" أما التلميذ ابراهيم فأقر بأنه لم يكن يعلم بأي شيء من هذا وسطر يونس البدوي بصفته المكلف بلجنة الاعلام بنادي أصدقاء الديناصورات \" بأن تقديم هذا الربورتاج يدخل في إطار برنامج أطلقنا عليه في بلاد الديناصورات والذي شرعنا فيه منذ ماي الماضي \" . وللحديث عن الديناصورات بدراية ومعرفة تابع التلاميذ مؤسسي نادي أصدقاء الديناصورات أثر العديد من علماء الإحاثة الذين وطئت أقدامهم أرض دمنات للتنقيب والكشف عن سر أطلزوريس Atlasaurus والأنواع الأخرى التي عاشت بالمنطقة وبهذا الصدد ذكرت هند الحديفي \" نظمنا يوم 26 ماي الماضي إلى موقع إيواريضن ( 10كلم عن مركز دمنات ) لمعرفة أين كانت تعيش الديناصورات وموقعت الآثار \" عارضة باعتزاز لصور خالدة \" هذه لحظات الاكتشاف ، وتتوقف عند صور أخرى شارحة بأن في يوم 02 يونيو 2007 ساهمنا في تحقيق أخذ قياسات الآثار بإيواريضن مع الباحث الايطالي الشهير ماتيو بلفدير Mateo Belvedére الذي لقننا كيف يمكن أخذ قياسات الآثار\" وأكذ الأستاذ محمد شوقي بأن القياسات المقصودة تتراوح بين 30 و40 سم بالنسبة لصوروبود Sauropodes وتصل 1.20 م بالنسبة لخلفها الذيروبود Theropodes . وأخرجت التلميذة خديجة حيايو صورة أخرى يظهر بها عدد من التلاميذ مصطفون على شكل دائري ياعاينون آثار بارزة على سطح تربة صخرية وقاحلة موضحة بأنه \" بتاريخ 26 غشت 2007 شاركنا في حوار آثار ديناصوراتنا بمعية فريق من الطلبة والباحثين المغاربة والإسبان ، وأضافت بأن هذه الصورة وغيرها سنقدمها للعديد من الشبان الآخرين لنقتسم معهم هذا الشغف\" . وإلى حدود الآن استفاد من نشاط نادي أصدقاء الديناصورات 1200 شابة وشاب حسب تقدير الأستاذ محمد شوقي ويتوقع ضعف العدد منةالفئات المستهدفة في المستقبل القريب كما ستنظم حسب قوله ورشات لتصاميم نموذجية ولوحات لعرضها بمختلف الإعداديات والثانويات بالمدينة وخارجها ابتداء من مراكش . ويهدف النادي كذلك توزيع مطويات وذلك من أجل التعريف بديناصور الأطلس . ومنذ 06 أكتوبر تاريخ عرض الفيلم تتقاطر على النادي وفود وأفواج من أجل الاستفسار حسب ما صرح به التلميذ طارق ماجوني المسئول عن لجنة البحث في حظيرة النادي . ومباشرة بعد مغادرة القاعة ثم استفسار العديد من التلاميذ حول انطباعاتهم وبتلقائية عبروا عن رغباتهم في معرفة المزيد من عن الديناصورات وعوالمهم في المستقبل القريب . ورغم أن المشاهد والصور كانت معبرة إلا أن البعض يتأسف فقط لكون الفيلم لم يكن مترجما بالعربية لأن الفرنسية غير مفهومة وعائق ، ولتلبية هذه الرغبة وعد الأستاذ محمد شوقي بأن تكون العروض المقبلة مصاحبة بشروح وافية بالعربية . مشروع في بلاد الديناصورات أثار الفضول العلمي لدى الشباب الذين لهم رغبة جامحة أن تتم المحافظة على هذه الآثار وتصبح منطقة دمنات قبلة للسياحة الثقافية