يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وهذا دليل على أن عملية تعلم القرآن الكريم تحتاج إلى معلم أو شيخ متأدب بآداب القرآن، ومتخلق بأخلاقه، بغرض رضوان الله والدار الآخرة. ومن النصائح الواجب مراعاتها في معلم القرآن: -أن ويحاول بذر في قلوب طلابه أن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وأنه يقرأ تعبداً وتدبراً، وذلك بإشعار الطالب أنه في عبادة يثاب عليها، وإذا ما نشأ الصبي على ذلك في بدء حياته فإن هذا الشعور سيلازمه طوال مراحل حياته. كما يتعين على المعلم التدرج مع التلميذ في تعليمه حسن الأداء، فيحرص في البداية على إجادة التلميذ نطق الكلمات والحروف بصورة صحيحة، ثم يساعده على التخلص من صور اللحن شيئاً فشيئاً. ويترك للتلميذ فرصة اكتشاف خطأه بنفسه، وأن لا يرد عليه في كل خطأ يقع فيه، خاصة في درس التلاوة، ويكون ذلك - مثلاً خ عن طريق سؤاله عن الحرف أو الحركة التي أخطأ فيها أو العلامة التي لم يراعها ...الخ، وإذا صعب على التلاميذ نطق آية أو كلمة، فعلى المعلم أن يكتبها له في السبورة وينطقها نطقا صحيحاً. و يحض التلميذ على التزام المصحف الذي يقرأ فيه حتى نهاية العام، حتى يألفه ويتعود عليه، وتعريف التلاميذ بالفرق بين الرسم العثماني، والرسم الإملائي، وتدوين ذلك على السبورة. فالكلمات الصعبة يمكن كتابتها على السبورة ومطالبة جميع التلاميذ فردياً بقراءتها قراءة صحيحة. كما يجب على المعلم أن يرتل في أثناء قراءته على الطلاب، حتى يتعود التلاميذ بشكل جيد إعطاء الحروف حقها ومستحقها من أحكام التجويد وقواعده. وباستطاعة المعلم أن يحرص أثناء تلاوة التلميذ على النقاط التالية : 1 السعي إلى تخليص لسان التلميذ من عيوب النطق، كالفأفأة، والنأنأة.ونحو ذلك . 2 منع سريان اللهجات العامية إلى تلاوة التلميذ. 3 مراعاة أحكام التجويد وقواعده تطبيقياً فقط . 4 تعريف التلميذ بالمصطلحات والعلامات الموجودة في المصحف. 5 تعويد التلاميذ على تعظيم القرآن الكريم قولاً، وفعلاً خ مثل:عدم الكلام أثناء قراءة القرآن الكريم، ومراعاة آداب حمل المصحف ووضعه، والمبالغة في إرشادهم وزجر من يهمل مصحفه أو الكتابة عليه، وتعويدهم على وصف القرآن بالعظيم، أو الكريم، أو المبارك. ونظرا لدقة ملاحظة التلاميذ لحركاته، فعليه للمعلم أن لا يتحدث مع شخص آخر أثناء التسميع لأحد التلاميذ، وإذا أضطرر لذلك أوقف التلميذ حتى ينتهي من حديثه. امتثالاً لقوله تعالى:( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون). فالتزام المعلم بآداب التلاوة أثناء القراءة على التلاميذ، وتدريبهم على الالتزام بها مثل: الجلوس بوقار وسكينة، الطهارة قبل البدء في التلاوة، المحافظة على الإتيان بالاستعاذة والبسملة في مواضعها، التدبر والتفكر أثناء التلاوة، فهذه الأشياء على بساطتها تترك آثارا بليغة في نفوسهم. وعلى المعلم الانتظار عندما يخطئ الطالب حتى يكمل الآية، ثم يطلب منه إعادة قراءتها، فإن صحح خطأه فبها ونعمت، وإلا فيطلب من أحد زملائه( المجيدين) تصحيح الخطأ، ثم يقرأ مرة أخرى للتأكد من صحة قراءته. وباستطاعة المعلم تشويق التلاميذ إلى درس القرآن الكريم من خلال: -حسن التعامل مع التلاميذ، والعطف عليهم والرفق بهم ومحبتهم. - شهادات الشكر والتقدير المميزة والتي تثير فيهم التنافس الشريف. - الهدايا العينية المناسبة، ولكن بدون إسهاب . - العفو والتسامح عن هفوات التلاميذ، وإشعارهم إن ذلك من أجل إجلال القرآن الكريم. - اتخاذ أسلوبٍ مميزٍ لحصة القرآن الكريم يشعرهم بتميزها عن غيرها من المواد، ويزيدهم تشوقاً لها، واستخدام ما يمكن من وسائل الإيضاح في درس التلاوة . وعلى المعلم توجيه التلاميذ إلى ضرورة الالتحاق بحلقات القرآن الكريم في المساجد، وتشجيع المنتظم منهم فيها، مع العدل في توزيع الأسئلة والأجوبة على جميع الطلاب، وكذلك الحوافز التشجيعية، مراعيا الفروق الفردية في تدريسه ومعاملته للطلاب في جميع الأعمال التي يقوم بها، وتذكير طلابه بين الحين والآخر بالآيات والأحاديث التي تتعلق بفضل تلاوة القرآن الكريم وحفظه، وحثهم وتشيعهم على حفظها. إعداد: الأستاذ علي بن يحيى الشهري