لم تفلح أسئلة الصحفيين في الكشف عن الجوانب الخفية في ملف ترشيح المغرب لمونديال ,2010 ذلك أن الندوة الصحافية التي نظمتها لجنة التفتيش التابعة للفيفا في ختام زيارتها للمغرب لم تدم غير 20 دقيقة تناول فيها السيد يان بتير رئيس اللجنة جوانب الاستقبال أكثر ما تناول صلب ملف ترشيح المغرب، وذلك تماشيا مع أخلاقيات الفيفا التي قال عنها أنها لن تكشف عن ملاحظاتها إزاء ملف الترشيح، وهذا ما لم يشبع النهم الفضولي للصحافيين في معرفة بعض الأشياء، حيث أجاب رئيس اللجنة بتحفظ كبير على أسئلة الصحافة الوطنية المكتوبة والمرئية التي كانت حاضرة بقوة. وعن الانطباعات العامة أضاف السيد بتير أنه وجد في المغرب عدة مفاجآت كانت أولها التأييد الكبير الذي يحظى به ملف المغرب من طرف جلالة الملك والحكومة المغربية، كما فوجئ بالحماس الكبير الذي شهده عند كل من التقاهم أثناء زيارته للمغرب، وقال إنه يعرف أن رهان 2010 ليس رهانا كرويا فقط بل هو رهان عام لمغرب جديد، انطلقت فيه إصلاحات اقتصادية وسياحية كبيرة، وقال إن المغرب قادر على رفع هذا التحدي الشامل، وبالنسبة لعمل اللجنة فقد ركز أنها انكبت على معرفة البنى التحتية من مستشفيات وغيرها، والملاعب والمركبات الرياضية، لأن أي بلد يجب أن يوفر نوعا من الإضافة تليق بكأس العالم. وحضر الندوة الصحافية كل من رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم السيد مفيد ورئيس اللجنة المغربية المكلفة بإعداد ملف ترشيح المغرب، سعد الكتاني، الذي اعتبر في وقت سابق أن ملف المغرب يستجيب لكل المقاييس الدولية ومن أفضل الملفات المنافسة التي وضعت لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم من حيث مضمونه. ويتكون الملف المغربي من ثلاثة أجزاء، يقدم الجزء الأول منه تعريفا بتاريخ كرة القدم في المغرب، ويتضمن الجزء الثاني الالتزامات الحكومية والضمانات المالية، ويعرف الجزء الثالث بالتجهيزات والمنشآت الرياضية المقررة لاستضافة مباريات المونديال. وأضاف: تم إعداد ملف المغرب تحت شعار التغيير وأن ثلاثة ملاعب جاهزة بالفعل وهي ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء ومجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط وآخر بفاس، في الوقت الذي بدأت فيه أشغال بناء ملاعب في كل من طنجة ومراكش أخيرا على أن تنطلق عملية بناء ملعب آخر بأكادير في شهر دجنبر المقبل. وأبرز الكتاني أن الرياضة الوطنية ستكون أكبر مستفيد من هذه البنيات الأساسية، وكذلك الاستثمارات المخصصة في هذا الإطار، والتي ستكون لها انعكاسات إيجابية وذات دلالة، مضيفا أن تنظيم نهائيات كأس العالم يتطلب مبلغا ماليا بقيمة ملياري يورو برمجت الحكومة ثلثيها، سواء حظي المغرب بشرف التنظيم أم لا، مما سيعود بفائدة قيمتها أربعة ملايين يورو، منها مداخيل ضريبية بقيمة زهاء مليار يورو وتوفير ما بين 300 ألف و400 ألف منصب شغل قار. وأوضح الكتاني أن اللجنة بصدد إعطاء الانطلاقة لحملة دعائية بواسطة وصلات في الإذاعة والتليفزيون بمشاركة ثلاثة من نجوم الرياضة المغربية (لاعب كرة القدم صلاح الدين بصير ونجم كرة المضرب يونس العيناوي والعداء العالمي هشام الكروج) وإعداد ملصقات دعائية تبرز المنجزات التي أنجزها المغرب لتنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير. وأضاف: من أجل إعطاء مصداقية لملف ترشيحنا وضعت اللجنة المكلفة بملف الترشيح نصب أعينها ما حققه المغرب من إنجازات جبارة على مستوى البنيات التحتية تجهيزات الأساسية (ملاعب وطرق سيارة وفنادق) والمشاريع المعدلة للتوجه الاقتصادي والمالي للمغرب الذي حدد مخططات التنمية في أفق سنة 2010 بشكل مستقل عن المونديال. وأوضح الكتاني أنه سواء حظي المغرب بشرف تنظيم مونديال 2010 أم لا فان المشاريع المحددة سيتم إنجازها لأن هذا الحدث يتزامن مع الاستحقاق الذي حددته الحكومة لإنجاح العديد من المخططات القطاعية ذات الأهمية الكبرى. ويحظى ترشيح المغرب بدعم قوي من قبل بعض الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي قال أميرها عبدالله بن عبد العزيز ولي عهد السعودية ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني تأييد السعودية لترشيح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقررة عام,2010 مبديا إعجابه بما تضمنه ملف المغرب من إمكانات واستعدادات لاستضافة المونديال ممثلا للعالم العربي والإسلامي ولإفريقيا. كما يحظى بتأييد إسبانيا وفرنسا التي زار رئيسها بلادنا في الأيام الأخيرة وأكد على ذلك. يذكر أن وفد الفيفا، المكون من 5 أعضاء برئاسة البلجيكي جان بيتر، وقف على مستوى جهوزية المشاريع المرتبطة بالاستضافة من بنية تحتية في قطاعات النقل وشبكات الاتصال والطرق وإنشاء الملاعب التي تستجيب للمعايير الدولية. وشملت زيارة وفد الفيفا ست مدن من بين ثمان مرشحة لاستضافة المباريات، هي الرباط وطنجة وأكادير وفاس والدار البيضاء، واختتمت أمس بمراكش. وجدير بالذكر أن أقوى المنافسين للمغرب لاحتضان هذه التظاهرة هما جنوب إفريقيا التي تلعب ورقة اقتصادية بإعلانها عن قرار التلفزيون الوطني شراء حقوق النقل التلفزي لمونديال 2006 الذي سينظم بألمانيا وأصبحت بذلك أول بلد إفريقي يشتري هذه الحقوق وله امتياز تسويقها لدى الدول الإفريقية الأنجلوساكسونية جنوب الصحراء، وثانيها جمهورية مصر العربية التي تلعب ورقة اقتصادية أخرى بإعفاء اللاعبين والجمهور، الذين سيحضرون المونديال من أداء ضرائب الجمارك، كما أنها شركة فنادق هيلتون الدولية أعلنت احتضانها لنهائيات كأس العالم 2010 إذا فازت مصر بهذه الاستضافة، وأنها مستعدة لتخصيص ألف غرفة مجانية من فنادقها لضيوف المونديال، كما أعلنت تخصيص قنوات على القمرين المصريين نايل سات1و2 لمواكبة هذه التظاهرة. عبد الغني بلوط/مراكش