من المقرر أن تكون الرباط شهدت أمس الإثنين الجولة الخامسة من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والولاياتالمتحدة، والتي من المنتظر أن تكون الأخيرة أو ما قبل الأخيرة للوصول إلى إعلان الاتفاقية قبل متم هذه السنة. وتعتبر هذه الجولة، بحسب المتتبعيين، من أصعب الجولات في سلسلة المفاوضات منذ أربع سنوات، وذلك لإصرار المغرب على ضرورة التوصل إلى اتفاق مغربي أمريكي يتناسب وخصوصيات المغرب وإكراهاته ووضعه الاجتماعي والاقتصادي. وهو ما فتئ المغرب يؤكد عليه من داخل المفاوضات أو من خارجها في عدة مناسبات دولية. وقد شارك المغرب في المنتدى الاقتصادي العربي الأمريكي الأول أواخر الشهر المنصرم، الذي دعت له أمريكا وأطراف عربية في إطار بحث حلول اقتصادية للمنطقة العربية المشتعلة، وكان المنتدى فرصة للتأكيد على إبراز خصوصيات المغرب، باعتبار أنه إذا كان منفتحا من الناحية التجارية ومن ناحية الاستثمارات، فلا بد من اعتبار خصوصية القطاع الفلاحي، نظرا لحساسيته وتأثيره على التوازن الاقتصادي والمجتمعي. ويصف المسؤولون، سواء من الطرف المغربي والأمريكي، المفاوضات السابقة بكونها متقدمة، وهو ما أكده وزير المالية والخوصصة المغربي في تصريح سابق لالتجديد بمناسبة انعقاد المنتدى الاقتصادي العربي الأمريكي. كما أكد وليام برنز الأمر نفسه، في جواب عن سؤال لالتجديد بالمنتدى، عندما قال إن مشروع الاتفاقية بين المغرب والولاياتالمتحدة يشكل واحدة من القضايا التي ستحظى بالتركيز في أشغال المؤتمر... وإن الجميع سينتفع من التجارة الحرة، وأكد أن هناك قطاعات يجب أن تهيئ ذاتها... وكان وزير المالية والخوصصة أوضح في كلمة ألقاها أمام المشاركين في المنتدى أن المغرب بادر إلى تحديث ترسانته القانونية والمؤسساتية من أجل تشجيع الاستثمار وخلق المناخ المناسب لتطوير القطاع الخاص، مستشهدا بهذا الخصوص بالقوانين الجديدة المتعلقة بالتجارة والخدمات والجمارك والمقاولات الصغرى والمتوسطة والملكية الصناعية والتجارية والشغل والتأمينات والقطاع البنكي والمحاكم التجارية. وأشار الوزير إلى أن المغرب يولي أيضا أهمية كبرى للشباب ولوضعية المرأة وتنمية الموارد البشرية وحماية البيئة ومكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال. كما أشار إلى أهمية قطاعات السكن والفلاحة والتقنيات الجديدة والسياحة والاتصالات والنسيج في الاقتصاد المغربي. وتطرق السيد ولعلو لقضية تحرير سوق الطاقة والنقل والتنقيب عن النفط والتجارة الإلكترونية. وفي ما يتعلق بالتعاون العربي الأمريكي اعتبرالسيد ولعلو أنه تعاون واعد، مشيرا في هذا الصدد إلى المفاوضات المقبلة مع البحرين من أجل إقامة منطقة للتبادل الحر بين هذا البلد والولاياتالمتحدة سنة 2004 ومشروع اتفاق التبادل الحر بين بلدان الشرق الأوسط وأمريكا في .2013 من جانب آخر، تقدم الولاياتالمتحدة عدة مبرارت في تحركها على المستوى الاقتصادي في المغرب وغيره من دول الشرق الأوسط مقارنة بغياب تحرك جدي وحازم في مجال تقديم الحلول السياسية للنزاعات التي تهدد الاستقرار الحيوي لإقامة شراكات اقتصادية عالمية فاعلة وحقيقية تجمع أمريكا والدول الإسلامية. ففي تصريح سابق لالتجديد أوضح وليام برنز أن أمريكا لا تملك كل الإجابات لكل المشاكل، وأنها إنما تمتلك موارد يمكن أن تضعها رهن القيادات والجماهير التي ترغب في فتح فرص لشعوبهم، فرص اقتصادية وسياسية وتربوية... عبد الرحمان الهرتازي