خصصت الصحافة الفرنسية حيزا هاما من صفحاتها الأولى للزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي جاك شيراك واصفة إياها بأنها زيارة صداقة وأخوة وتضامن متين. وركزت الصحف الفرنسية، التي اعتمدت في تحاليلها على الحديث الذي خص به الرئيس الفرنسي وكالة المغرب العربي للأنباء بباريس، على الطابع المتميز للعلاقات المغربية الفرنسية المتجذرة في أعماق التاريخ، مذكرة بأن الرئيس شيراك خص المغرب بأول زيارة له للخارج في إشارة قوية لما يمثله المغرب بالنسبة لفرنسا من أهمية كقطب مركزي للاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأكدت صحيفة لاتريبون الاقتصادية الاهتمام الذي توليه فرنسا لسياسة الإصلاح السياسي والتحديث الاقتصادي التي ينهجها المغرب ودعمها الكامل لهذا المنحى، مبرزة أن الرئيس الفرنسي سيغتنم فرصة هذه الزيارة لإعطاء زخم جديد لفكرة الفضاء الأورمتوسطي، الذي يحتل فيه المغرب مركزا أساسيا باعتباره إحدى الحلقات الرئيسية في التعاون بين البلدان المتوسطية. واستدلت الصحيفة على الأهمية البالغة لهذه الزيارة بالمستوى الرفيع للوفد المرافق للرئيس الفرنسي، والمكون من ستة وزراء وعدد هام من أرباب المقاولات والمنعشين الاقتصاديين، مذكرة في هذا السياق بأن المغرب يأتي في مقدمة الدول المستفيدة من الدعم الاقتصادي الفرنسي، وخاصة على مستوى الوكالة الفرنسية للتنمية، التي قررت مضاعفة مساعدتها للمغرب من 150 إلى 300 مليون أورو للفترة ما بين 2004 و.2006 وأكدت صحيفة لومانيتي، من جهتها، أن المواضيع الاقتصادية ستحتل الصدارة في المباحثات بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي، مذكرة بأن حجم المبادلات التجارية أربعة ملايير أورو، ووجود 700 مقاولة فرنسية بالمغرب، وهو ما يجعل فرنسا المستورد والمزود والمستثمر الأول بالمغرب. أما صحيفة ليبيراسيون فأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي يعتزم من خلال هذه الزيارة إعادة التأكيد على تأييده لسياسة الإصلاح والتحديث، التي قطع فيها المغرب أشواطا هامة، مؤكدة على الطابع المتين للروابط القائمة بين البلدين، كما يشهد على ذلك التعاون بينهما في شتى مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وشددت صحيفة لوباريزيان بدورها على ما لهذه الزيارة من أهمية في ترسيخ أواصر الصداقة العريقة بين البلدين مستطردة أن المغرب بصدد كسب رهانات كبيرة في مجال التنمية، من خلال النهج الذي اختاره بجرأة وعزم كبيرين في ما يخص التحديث الاقتصادي وتعميق الممارسة الديمقراطية. وفيما ركزت جريدة لوفيغارو هي الأخرى على مسلسل التحديث الذي ينهجه المغرب بنجاح والمستوى الرفيع للوفد المرافق للرئيس الفرنسي، واستعرضت لوفيغارو إيكونوميك من جهتها الحصيلة الهامة للمبادلات التجارية بين البلدين، والتي تجعل من فرنسا أول زبون للمغرب. وأكدت في هذا الشأن أن فرنسا ستكون في مقدمة المدافعين عن المصالح الاقتصادية للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي. وعبرت جريدة ليزيكو من جهتها عن يقينها بأن زيارة الرئيس الفرنسي، التي تأتي بعد تلك التي قام بها الوزير الأول الفرنسي جان بيير رافاران للمغرب في يوليوز الماضي، ستسهم في إعطاء زخم جديد للعلاقات بين البلدين. وبعد أن استعرضت المنجزات التي حققها المغرب في ما يخص برامج الخوصصة والمواصلات وإقامة مناطق صناعية، والتي أسهمت إلى حد كبير في إنعاش الاقتصاد المغربي، أوضحت ليزيكو أن المغرب يسعى إلى كسب رهانات عديدة مرتبطة بالإقلاع التنموي، ويعتمد في هذا الشأن على الدعم الفرنسي، وخاصة لدى الاتحاد الأوروبي لأخذ مطالبه الاقتصادية بعين الاعتبار. كما لاحظت بهذا الخصوص أن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والاتفاقية التي يتفاوض بشأنها المغرب مع الولاياتالمتحدة، تمثلان تحديات هامة بالنسبة للمملكة، وتعرضان الصناعة المغربية للمنافسة الدولية التي تستدعي تحديث الاقتصاد المغربي.