كشفت إحصائيات حصدرت أخيرا ببلجيكا أن 19 في المائة من البلجيكيين فكروا في الإقدام على الانتحار مرة واحدة على الأقل خلال السنة الفارطة. وأن 10 في المائة استطاعوا أن يقطعوا الخطوة الحاسمة بين التفكير والتنفيذ. وحسب هذه الإحصائيات التي تضمنها بحث ميداني ونشرتها الصحف البلجيكية الخميس الأخير فإن محاولات الانتحار غالبا ما تكون بدافع شد الانتباه الى الشخص الذي يحاول الانتحار وأسلوبا لاسماع صوته وطلب المساعدة على مواجهة مشاكل لا يملك وحده القدرة على مجابهتها. وبهذا الحجم المتنامي لظاهرة الانتحار التي تخلف ضحايا في بلجيكا يفوق عددهم ضحايا حوادث السير تحتل بلجيكا الى جانب فينلندا مقدمة الترتيب على الصعيد الاوروبي. وكان مركز مكافحة أسباب الانتحار في بلجيكا قد أشار في وقت سابق الى أن ما لا يقل عن 2100 عملية انتحار تتم سنويا في بلجيكا بمعدل ست انتحارات في اليوم. وتحتل الانتحارات داخل المنطقة الفرنكفونية للبلاد المرتبة الأولى للوفيات بالنسبة للفئة العمرية المتراوحة بين 25 و34 سنة والمرتبة الثانية في ما يخص الذكور المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة والمرتبة الثالثة للوفيات بالنسبة للإناث من نفس الشريحة العمرية. ينضاف إلى ذلك عدد جد مرتفع من محاولات الانتحار لدى الفتيات، لكن نسبة النجاح في تنفيذ العملية تبقى في حدود واحد على أربعة بينما تنجح محاولات الانتحار بالنسبة للذكور بنسبة ثلاث محاولات من أربع. وقد بدأت السلطات البلجيكية تستشعر خطورة تنامي هذه الظاهرة التي تحصد أرواح شباب في مقتبل العمر في بلد تتسم ساكنته الأصلية باتساع قاعدة المسنين. وفي هذا الإطار ستقدم بلجيكا خلال المؤتمر الدولي الثاني حول الوقاية من الأسباب المؤدية للانتحار نموذجا من البرامج التي تقوم بها في سعيها لتقليص مساحة هذه الظاهرة والتي رصدت لها ميزانية تتجاوز 90 180 أورو. على أن آفة الانتحار لا تستثني الأشخاص البالغين بل والمسنين الذين لا يستحملون إكراهات أرذل العمر خصوصا عندما تصبح حياتهم مرهونة بشفقة ومساعدات الآخرين. و م ع