هذا هو الجزء الثاني من الدراسة القيمة التي أنجزها الأستاذ محمد المساوي في التربية الإسلامية ببلادنا ليقدم رؤية جديدة لتدريسها والعناية بها ةإعادة الاعتبار لها. وفي عدد يوم أمس 247 تطرق المساوي إلى تجربة الميثاق ومكانة التربية الإسلامية فيه، ومكونات الوحدة (القرآن الكريم والعقيدة والعبادات والآداب والأخلاق والحديث والسيرة). وبعد ذلك شرع في عرض طرق تدريس المادة، وكان أول منهج تناوله هو التدريس الموضوعاتي الذي يعتمد على قضايا ومواضيع معينة يكون محورا للدراسة خلال سنوات التعليم الأساسي بشكل متسلسل متكامل. وركز المساوي على القصة ومكانتها ودورها الجذاب في التعليم والتشويق. ونتابع هذه الدراسة القيمة باستكمال العرض حول القصص القرآني ومكانته في التربية الإسلامية في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي. وانتقل العرض بعد هذا إلى طريقة أخرى من طرق التدريس، ألا وهي منهج التدريس الإقرائي، ثم منهج نظام الوحدات، ثم طريقة الأهداف والكفايات، وأخيرا الدعم والاسثمار. فإلى بقية الدراسة. الأستاذ عبد الرزاق المساوي القصص القرآني في التعليم الابتدائي ولهذا وزعنا برنامج مادة القرآن الكريم على مستويات التعليم الأساسي على الشكل التالي: من مستوى الروض (السنوات : 4/5 و 5/6) إلى المستويين الأول والثاني أساسي (السنوات : 6/7 و 7/8) نجد مجموعة من النصوص القرآنية التي تصور قصص مجموعة من الحيوانات الأليفة والمتوحشة، والحشرات النافعة والضارة.. وهو اختيار يحقق متعة تعليمية، واستفادة عقلية، تساعد على فتق خيال الطفل ومداركه الإبداعية وتوسيع آفاقه الوجدانية..أما المستوى الثالث أساسي (السنوات : 8/9) فنجد مجموعة من النصوص القرآنية التي تسرد علينا قصص الأصحاب، كصاحب الحوت، وأصحاب الجنة، وصاحب موسى، وصاحب الجنتين، وأصحاب الكهف. وقصص أخرى تهم موضوع الصحبة نجدها مبثوثة بين ثنايا الآيات البينات في القرآن الكريم.. وبين المستويين الرابع والخامس أساسي (السنوات : 9/10 و 10/11) تتوزع مجموعة من نصوص القرآن العظيم التي ترسم لنا المسيرة التاريخية لأفضل الناس، وأزكاهم من خلال قصص الأنبياء عليهم السلام، من لدن سيدنا آدم ( إلى سيدنا عيسى (.. مرورا بمجموع أنبياء الله تعالى موزعة قصصهم بين المستويين معا.. ويأتي المستوى السادس أساسي (السنوات : 11/12) لنجد الآيات الكريمات التي تشخص لنا قصة المصطفى ( في سيرته العطرة.. وأما بعد المستوى السادس أساسي فتأتي مرحلة الإعدادي لتتوزع بين ثلاثة مستويات (السابع والثامن والتاسع) مجموعة من النصوص القرآنية التي تصور لنا قصة الخلق والوجود والكون والمصير رابطة ذلك بوجود الإنسان وحياته ومآله.. ب-التدريس بالمنهج الإقرائي: وهو الاعتماد على القراءة أكثر والتعامل مع نصوص متنوعة وغنية، بجميع أشكالها وأنواعها وتجلياتها بحيث يجد المتلقي نفسه أمام ركام قرائي متنوع، وذلك عن طريق وضع وتيسير نصوص قرآنية، وتفسيرية، وحديثية، واستثمارية، واطلاعية (إن صحت هذه التسمية).. أو صويرات أو علامات قرائية.. مما يجعل أو يدفع المتعلم لقراءة المادة المدروسة والاطلاع عليها بشكل مباشر ثم مناقشتها والتعامل معها بشكل تفاعلي يخوله المزيد من اكتساب الكفايات المطلوبة في الدرسين :الديني/التربية الإسلامية، والقرائي/اللغوي على السواء.. إن هذه النصوص المنتقاة التي تصور لنا القصص القرآني، تجعل المتعلم يقرؤها بفكره، وينشدّ إليها خاطره، وتميل إليها نفسه، ويناقشها عقله، ويتمثلها سلوكه.. خلافا لما ألفناه في الطرق العتيقة التي تتمسك بكون المعلم هو المصدر الوحيد والأوحد للمعرفة، وتجعل المتعلم مجرد مستقبل ليس إلا.. دون خلق أي نوع من التواصل والحوار المؤديين إلى الإبداع... لذلك أردنا أن تصبح التربية الإسلامية درسا قرائيا حاملا لمعلومات إسلامية تحقق أهدافها وزيادة، في حياة الأفراد والجماعات في ضوء علاقاتهم بالخالق والكون والممارسات والحياة والآخرة (مناهج التربية الإسلامية ص:77) كما سيتمكن المتعلمون من تحقيق أغلب أغراض وأهداف القراءة، انطلاقا مما يتمتعون به من احترام وتوقير وتقدير للنص القرآني والنصوص المرتبطة به، هذا التقديس سيدفعهم إلى إجادة النطق وتحسين الأداء وتمثل المعاني كما سيكسبهم الكفايات القرائية المطلوبة في أسرع وقت، مثل السرعة والاستقلالية وتنمية حصيلتهم من الأرصدة اللغوية والتراكيب الجديدة، وسيساهم أيضا في دفع المتعلم إلى التعبير الصحيح عن معاني المقروء، وعن كل ما يجول بخاطره ويتبادر إلى ذهنه بلغة عربية فصيحة/قرآنية، وقبل هذا كله فإنه سيربي فيه الميل إلى القراءة وحبها والشغف بها، انطلاقا من منطوق أول نص قرآني أنزل على الرسول ( والذي هو نفسه عبارة عن قصة شائقة ومثيرة: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق...( وفوق هذا وذاك فإن الدرس القرآني سيؤدي رسالته النفسية والاجتماعية بشكل موفق في التأثير على الفرد وفي التأثير على المجتمع أيضا.. وأخيرا، فإنه يجب أن تتضافر الجهود كي تكون كل المواد المقررة عبارة عن نصوص أو لوحات وصويرات قرائية بكل ما تحمل الكلمة من معاني وما توحي به من دلالات، وفي جميع تجلياتها، فليست القراءة مجرد نصوص لغوية بل هي أوسع من ذلك بكثير، إذ تتمظهر في أشكال عديدة ومتنوعة ويمارس عليها فعل القراءة بالحواس جميعها، فحتى إلقاء نظرة معينة من طرف متعلم على رسم أو صورة أو مجسم أو رمز أو شكل، وربط الصلة بين هذه النظرة وبين أجهزة الاستقبال والتفكيك والربط في الدماغ، هذا نفسه يعتبر في تقديرنا نوعا من القراءة التي يمارسها الإنسان كيفما كانت وضعيته.. هذا هو المفهوم الذي نقصده من المنهج الإقرائي فنحن نتعامل مع مستويات التعليم الأساسي من أسلاكه الصغرى إلى أسلاكه الكبرى... ومن هذا المنطلق نشجع على تبني المنهج الإقرائي المتعدد الوسائل ولو فقط: *لأن القراءة-على المستوى الفردي- هي أساس ولب وعمق كل عملية تعليمية/تعلمية، ومفتاح لأسرار كثير من المواد الدراسية الأخرى.. والثابت بالتجربة والعلم والفحص أن ضعف المتمدرس في القراءة أساس لإخفاقه في المواد الأخرى بل ولإخفاقه في علاقاته مع نفسه ومع المجتمع، بل وإخفاقه في الحياة نفسها.(انظر الموجه الفني ص:85 ). فالعزوف عن القراءة وعدم إتقانها أو عدم القدرة عليها، له آثار سلبية لا حصر لها، مرتبطة بالدماغ كعضو والعقل كفاعلية، حيث يصعب التمييز بينهما على مستوى فعل القراءة... .. ( ديتاكتيك تدريس القراءة ص:5 ) *ولأن القراءة -في المجتمع- أشبه بأسلاك كهربائية تنتظم بناءه وتحمل التيار الذي يمده بالنور، ومثل العاجزين عن القراءة كمثل بقعة ليست مستعدة لتلقي هذا التيار الكهربائي لأنها لا تملك هذه الأسلاك.. (ص59 الموجه الفني). ولأن القراءة عملية دائمة ومستمرة وغير منقطعة، فهي عملية العمر إذا شئنا القول، وبهذا تمتاز عن سائر المواد الدراسية، ولعلها أعظم ما للإنسان من مهارات.. والعالم اليوم عالم قراءة واطلاع.. ( الموجه الفني ص:85) ج -التدريس بالوحدات ثم نأتي لندرس الموضوع المحدد من القصة القرآنية بالمنهج الإقرائي المبين أعلاه بعد توزيعه على وحدات متساوية أو متقاربة من حيث الكم والكيف، وتجمع كل وحدة خيوط عناصر عديدة لتؤلف منها كيانا متناسقا ومتكاملا ومستقلا بذاته من حيث الموضوع، كما قد يربط رابط معين بين مكوناتها ومكونات وحدات أخرى تصاحبها في رحلتها التعليمية/ التعلمية - كالربط بين مكونات وحدة التربية الإسلامية ومكونات وحدة اللغة العربية ووحدة النشاط العلمي وغيرها من الوحدات المكونة لمنهاج التعليم الأساسي- لتتعمق فكرة الوحدة على جميع المستويات في أذهان الناشئة انطلاقا من وحدة القراءة والتعليم والفكر والثقافة إلى وحدة الممارسة والعمل الاجتماعي والإنساني.. ولهذا وجهنا التربية الإسلامية وجهة التدريس بالوحدات تيسيرا لها وبسطا لمكوناتها حتى تتحقق الأهداف المرتجاة منها، ويتمكن المتعلمون المستهدفون من اكتساب كفاياتهم منها بشكل أجود وأحسن.. وتستغرق من حيث الغلاف الزمني كل وحدة للتعامل معها وبسطها للدرس والبحث، ثلاثة أسابيع من القراءة والدرس والمتابعة والبحث والاستقراء والاستثمار... ويتوزع الأسبوع الأول منها على حصص زمنية مخصصة للدرس الأول الذي هو عبارة عن: توطئة للدرس وتمهيد ثم قراءة للآيات القرآنية المصورة للقصة المقترحة حسب المستوى والسن، مع شرح الكلمات وضبط الآيات، وفهم معانيها فهما إجماليا وتفصيليا والوقوف على بعض ما تصوره من أخلاقيات وسلوكيات، ثم معرفة كل ما يمكن أن يستفاد من الآيات وبعد ذلك تأتي مجموعة من أسئلة التقويم والدعم والتثبيت... أما الأسبوع الثاني فيخصص للدرس الثاني من الوحدة نفسها وهو عبارة عن توطئة استذكارية للدرس الأول، ثم تقديم الدرس الثاني وقد تأتي فيه الآيات مكملة لآيات الدرس الأول أو مأخوذة من سورة أخرى ثم يتم اتباع مراحل الدرس الأول مرحلة مرحلة... أما الدرس الثالث فهو في الأسبوع الثالث والأخير من الوحدة وهو عبارة عن نص للمطالعة مختار غالبا من كتب اهتمت بموضوع الدرسين السالفين، ويكون هذا النص مصحوبا بمكونات للدعم والاستثمار، وهي عبارة عن مجموعة من الأسئلة والتمارين التطبيقية والمستخلصة من نص المطالعة الذي تم اختياره من قبل، وأيضا من الدرسين السابقين في الوحدة نفسها، لتتكون بذلك مجموعة من الأنشطة القرائية والتطبيقية والكتابية... وأخيرا تتوج الوحدة بنص قرائي حر منتقى، أي أنه نص مختار من أحد الكتب الإسلامية حول القصة المدروسة في الوحدة... لا يخرج هذا النص عن المجال نفسه ولا يتعداه، بل يكون متمما له ومكملا أو حاملا لأفكار إضافية ومعلومات أخرى تدعم ما سبق في الوحدة، أو تفصل فكرة مرت فيها مجملة، أو تجمل أفكارا جاءت فيها متفرقة، مع الاهتمام بمجموعة من الألعاب القرائية التي تساعد المتعلم على ترسيخ موضوع وأهداف الوحدة.. د-التدريس بالأهداف والكفايات : وحدة التربية الإسلامية من طبعها وطبيعتها أنها هادفة وغائية، وأهدافها تنطلق من داخلها ومن ذاتيتها، من أصولها ومن أسسها، ومن مكوناتها بل ومن طبيعتها التكوينية أولا وقبل كل شيء. ثم تنطلق ثانيا مما يُنْشِدُهُ واضعو برنامج هذه الوحدة، ويتصورونه، ويخططون له أو يبرمجون، فهم دائما ينطلقون من أهداف يحددونها ويرغبون في تحقيقها وتحققها على مستوى أفق معين.. و ثالثا من رغبات أو حاجيات أو متطلبات المتعلمين أفرادا وجماعات، لأن المتعلمين هم أساس البناء التعليمي التعلمي، وهم بؤرة هذه العملية، منهم نقطة الانطلاق وإليهم المنتهى.. لذا وجب التركيز على حاجياتهم ومتطلباتهم.. مع ربط كل هذا وذاك بالواقع، الواقع المشهود للرقي به إلى واقع منشود... إذن المادة أو الوحدة بصفة عامة هادفة، وهادفة بشكل واضح، لذلك كان التدريس بالأهداف ليس مطلبا فقط، وليس طارئا عليها، بل هو نابع من أصلها، لذا فهي (أي الأهداف) فرض يجب أولا تسطيرها وتوضيحها وتبيينها، وتفعيلها وتحقيقها ولمسها في واقع التدريس وكذا في واقع المجتمع، ويساهم في ذلك كله المنظر/المربي والمدرس/المربي والمتمدرس/المربى..فالهدف - كما يقول محمد الدريج - سلوك مرغوب فيه يتحقق لدى المتعلم نتيجة نشاط يزاوله كل من المدرس والمتمدرسين.. (انظر التدريس الهادف ص86) وهذه الوحدة تتوخى تحقيق مجموعة كبيرة من الأهداف انطلاقا من الأهداف العامة إلى الأهداف الخاصة، أي انطلاقا من الفكري والنظري والمجرد إلى الواقعي والمحسوس والملموس، انطلاقا من النوايا العامة والمجردة إلى الإنجاز الفعلي والعملي الذي يتجلى ويتضح من خلال ما اكتسبه المتعلمون من تطور فكري ووجداني وسلوكي، بناء على أن هذه الأهداف المستقاة من طبيعة الوحدة أو المنتقاة من طبيعة كل مادة على حده، تعمل على تصحيح وتصليح أو تغيير وتبديل أو ترسيخ وتثبيت أو تطوير وتفعيل مجموعة من المكتسبات والقدرات والمهارات للسمو بنمو المتعلمين الديني من الشكلية الآلية إلى الممارسة العلمية الواعية والمسؤولة (ص5 أهداف وتوجيهات)... لذا وجب تحديد الأهداف جميعها ببالغ الدقة وفائق التمعن وشديد الوضوح و في غاية العناية والضبط والتركيز قبل الخوض في أي موضوع من مواضيع مواد وحدة التربية الإسلامية، لأن ذلك لا يعني إلا الوضوح في الرؤيا: أي الوضوح فيما نقوم به وكذا الوضوح فيما نريد أن نصل إليه (ص: 27 من الأهداف والتقييم في التربية ).. ثم تحديد أو رصد مجموعة من الكفايات التي يجب أن تتحقق وتظهر آثارها أو أن تبرز في ذهن وعقل ووجدان وسلوك المتعلم -بناء على متوسط الكفايات في الأدنى - انطلاقا من مكتسباته الذاتية أي النابعة من فطرته وسليقته، ومن تفكيره المجرد والبعيد عن أي تأثير خارجي، ومن مكتسباته التي تنمو في نفسيته وذاكرته وتتزايد بفعل تأثير مجموع علاقاته الأسرية والعائلية، وأيضا من مكتسباته التي تساهم في وضعها ورسم خريطتها وترسيخها تواصلاته وعلاقاته الاجتماعية والبيئية والعالمية. كل هذه المكتسبات الذاتية والمحيطية الموجودة والمحتملة تتفاعل فيما بينها مصقولة بالأهداف المبيتة والمحددة والمقيدة والمسطرة.. لتصل بنا إلى تحديد كفايات المتعلمين والتي هي مختلفة اختلافهم أنفسهم، ثم لا ننسى أن كل هذا سلوك قابل لأن يكون موضع ملاحظة وقياس وتقويم (محمد الدريج ص86).. ه- التدريس بالتقويم والدعم والاستثمار: بعد التدريس بالمنهج الموضوعاتي - كما حددناه - لمواد التربية الإسلامية موزعة حسب مجموعة من الوحدات كما رسمناها تدريسا يعتمد المنهج الإقرائي - كما أوضحنا -، وعن طريق تحديد مجموعة من الغايات والمرامي والأهداف بجميع مستوياتها وفي جميع تجلياتها، ورسمها بشكل جيد وواضح، يأتي دور رصد مستويات كفايات كل متعلم مما نشط فيه من دروس، ومعرفة إلى أي حد استطاع إدراك واستيعاب ما قدم إليه أثناء القيام بالعملية التعليمية/التعلمية التي شارك فيها كعنصر فاعل، بل وكان هو بؤرتها، يأتي دور التدريس بمنهج التقويم والدعم والاستثمار، وهو وسيلة لمعرفة ما تحقق من الأهداف المسطرة، وما تم من اكتساب للمهارات وما توصّل إليه المتعلمون من قدرات - سواء تعلق الأمر بمواد وحدة التربية الإسلامية أو بمواد الوحدات المصاحبة لها كاللغة العربية والنشاط العلمي وغيرهما - ثم العمل على تثبيت وتركيز والدفع قدما بجميع الكفايات (المسطرة والمحتملة) ودعمها وتوسيع معطياتها وتفعيلها في إطار الممارسات اليومية للمتعلم وتحسيسه بمسؤولياته تجاه مكتسباته تلك حتى يعمل على ترويجها.. وحتى يكون هذا المنهج فاعلا في هذا المشروع المقترح خصصنا له الأسبوع الثالث من الوحدة، وهو عبارة عن مجموعة من الأنشطة التي تبدأ بنص للمطالعة والقراءة والتأمل والاستثمار وهو نص له علاقة بالقصة المقررة، في الوحدة مأخوذ من إحدى المصادر المعتمدة.. ومذيل بتمارين تطبيقية تبدأ بأشرح الذي يتمرس فيه المتعلم على البحث في القاموس عن مجموعة من الكلمات، ثم يأتي أجيب ليستذكر المتعلم هنا ما رآه خلال دراسته للوحدة فيجيب عن أسئلة تتعلق بما مضى من الدروس.. ثم أفكر ويستخدم المتعلم هنا فكره وذكاءه ليتمكن من تحرير الإجابة الصحيحة على أسئلة في الموضوع.. ثم أبحث حيث يبدأ المتعلم رحلة البحث في بطون الكتب للإجابة عن الأسئلة المطروحة.. ثم أستثمر وهنا تتجلى العلاقة الموجودة بين وحدة التربية الإسلامية ووحدة اللغة العربية - على الأقل- في المستوى نفسه، وذلك بالوقوف على بعض مكونات اللغة العربية كالتراكيب والصرف والتحويل والإملاء المضمرة أو المقعدة انطلاقا من النصوص القرآنية.. ثم أتدرب وهو عبارة عن تدريب المتعلمين على الخط العثماني المغربي وذلك بنقل آية أو أكثر من الخط العادي المطبعي إلى الخط العثماني.. ثم يأتي أطبق لتصاغ هناك مجموعة من قواعد القراءة والنصائح التي تفيد المتعلم في قراءته للقرآن الكريم الذي يتميز عن غيره من النصوص القرائية.. الخلاصة: إذن هناك إحساس وشعور ووعي بوجوب إصلاح المنظومة التربوية في بلادنا بصفة عامة، وإصلاح وحدة التربية الإسلامية بصفة خاصة، ومن هنا كانت هذه الرؤية الجديدة لمكونات وحدة التربية الإسلامية وطرق تدريسها، نقترحها ونرجو إثراءها وإغناءها بالحوار الهادف المشبع بأسس وخصائص الإسلام، والملم بمعالم ومرتكزات ومبادئ التربية، والواعي بمقومات بناء وطننا المجيد، والعارف بما جد في عالم العلوم الإنسانية التي يمكن أن تساهم في تفعيل مواضيع التربية الإسلامية بشكل أمتن وأسرع، ولا ينسى هذا الحوار الجاد أن يكون منبثقا عن عقلية استفادت بشكل إيجابي من الأحداث الدامية- بهرجها ومرجها- التي أصابت العالم المعاصر كي يعطي لدرس التربية الإسلامية الدور الحقيقي الذي يضطلع به - كدرس جامع مانع- في بناء النفوس بناء قويما بعيدا عن كل إفراط أو تفريط، وذلك من خلال مكونات هذه المادة أو الوحدة التي أشرنا إليها مكونا مكونا وأوضحنا منطلقاتها جميعها، وانطلاقا من طرق تدريسها، تلك الطرق التي حاولنا تركيزها في ما سبق من القيل، وهي قابلة بطبيعة الحال لكل نقد وتصويب وإغناء.. فما على الجهود إلا أن تتضافر.. والله الموفق لكل خير.. المراجع: .1 أهداف وتوجيهات تربوية للسلك الأول من التعليم الأاساسي المملكة المغربية وزارة التربية الوطنية.. مطبعة النجاح الدارالبيضاء الطبعة الأولى 1995 .2 مشروع الميثاق الوطني للتربية والتكوين.. المملكة المغربية اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين أكتوبر ,.1999 .3 الموجه الفني لمدرسي اللغة العربية.. عبدالعليم إبراهيم.. دار المعارف مصر الطبعة العاشرة بدون تاريخ.. .4 ديداكتيك تدريس القراءة بالسلك الأول من التعليم الأساسي المرحلة الأولى.. سلسلة التكوين التربوي رقم ,.12يشرف عليها خالد المير وإدريس قاسمي الطبعة الأولى ,.2000 .5 مناهج التربية الإسلامية والمربون العاملون فيها.. سلسلة أصول التربية الإسلامية للدكتور ماجد عرسان الكيلاني مؤسسة الريان بيروت لبنان طبعة 1998 .6 القراءة أولا... محمد عدنان سالم دار الفكر دمشق سورية ودار الفكر المعاصر بيروت لبنان.. الطبعة الثانية معادة..1994 .7 الخطاب التربوي بالمغرب.. أحمد احدوثن.. سلسلة المعرفة للجميع العدد: ,.28 يناير فبراير2003 .8 إصلاح نظام التربية والتعليم.. الدكتور عبدالله ساعف.. المعرفة للجميع العدد: ,.20 أبريل ماي 2001 .9 الكفايات في التعليم.. للدكتور محمد الدريج.. المعرفة للجميع العدد: ,.16 أكتوبر 2000 .10 التدريس الهادف.. للدكتور محمد الدريج.. مطبعة النجاح الجديدة الدارالبيضاء-0991 .11 طرق منهجية التدريس الحديث للدكتور محمد زياد حمدان.. ضمن سلسلة التربية الحديثة -12- .. دار التربية الحديثة الأردن - عمان.. طبعة 1985