كشفت صحيفة حريت التركية في عددها ليوم أمس النقاب عن أن الولاياتالمتحدة التي تبذل جهودا ومساع حثيثة لفرض أمر واقع والسيطرة على العراق تبذل في الوقت نفسه وبشكل مواز جهودا كبيرة لنشر الفعاليات التنصيرية في منطقة العراق. وأشارت الصحيفة إلى أنه تقرر في هذا الإطار عقد قمة في مدينة أفيون التركية وسط الأناضول في السابع والعشرين من شهر أكتوبر القادم لمدة ثلاثة أيام يشارك فيها مائة وستون عضوا يمثلون هذه الفعاليات التنصيرية، مؤكدة أن المشاركين في هذه القمة سوف يبحثون الفعاليات التنصيرية في العراق أيضا. وأشارت إلى أن الفعاليات التنصيرية للمسيحية تتقدم وتتخذ خطوات أكبر بالتوازي مع المخطط الأمريكي في العراق حيث يتم تقديم المساعدات الإنسانية مع الإنجيل. على صعيد متصل قدم رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي بورتر جوس تقريرا خطيرا حول الأوضاع في العراق أظهر أن جنود الاحتلال في حالة نفسية سيئة وقد طلبوا إنقاذهم من مصيدة الموت التي نصبتها المقاومة العراقية، أما الضباط فهم يلحون بقبول استقالاتهم ويقولون: إن ما حدث في فيتنام نزهة بالنسبة لما نشاهده في العراق. فقد ذكرت صحيفة الأسبوع المصرية في عددها الأخير أنه وبعد انتهاء زيارته إلى بغداد وعدد من دول المنطقة، قدم رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي تقريرا خطيرا حول الأوضاع في العراق إلى الكونغرس الأمريكي تمهيدا لبحثه ومناقشته، في ضوء تردي الأوضاع الراهنة على الساحة العراقية. وكان وفد الكونغرس المكون من 12 عضوا برئاسة بورتر جوس قد زار العاصمة العراقية لمدة خمسة أيام بحث خلالها حقيقة الأوضاع في العراق، كما بحث في بعض العواصم العربية الأخرى سبل المساعدة في إنقاذ سمعة الولاياتالمتحدة ومساندتها في الأزمة التي تتعرض لها بسبب تصاعد المقاومة علي أرض العراق. وقد بلغ مجموع الصفحات التي تضمنها التقرير-حسبما أكدته ذات الصحيفة- حوالي 260 صفحة، تضم شهادات لعدد من الضباط والجنود الأمريكيين، وأيضا بعض الشخصيات العراقية التي لها علاقة بقوات الاحتلال في العراق. وعلقت الصحيفة المصرية على التقرير الأمريكي بالقول إنه من المتوقع أن يثير ضجة كبرى في حال مناقشته بالكونغرس، وهو ما سينعكس على الخطوات الواجب اتباعها إزاء قوات الاحتلال على أرض العراق. ويستعرض التقرير -حسب المصدر نفسه- في البداية العقبات التي اعترضت زيارة وفد الكونغرس إلى العراق تحت زعم المخاوف الأمنية، والجهود التي بذلها رئيس الوفد لدى الإدارة الأمريكية حتى تم إقناعها بضرورة الموافقة. وأشار التقرير إلى أن اليوم الأول لوصول الوفد تضمن الاستماع إلى وجهات نظر كبار المسؤولين الأمريكيين بالإدارة المدنية الأمريكية الحاكمة في العراق حول صورة الأوضاع الراهنة على الساحة العراقية. وألمح التقرير إلى أن المعلومات التي حصل عليها أعضاء الوفد تشير إلى أن عدد القتلى من الجنود والضباط الأمريكيين يتراوح في اليوم الواحد ما بين عشرة و 12 شخصا، وأن ذلك يعني أن محصلة القتل الأسبوعي للجنود الأمريكيين تبلغ حوالي 70 شخصا، وأنها تصل في الشهر الواحد إلى 300 قتيل، وأن استمرار هذه المعدلات يعني أن القوات الأمريكية قد تفقد سنويا أكثر من 3000 قتيل. وأكد التقرير أن هذه النسبة العالية من القتلى الأمريكيين تعني أن هناك فشلا حقيقيا في إدارة العراق، وأن الإدارة الأمريكية عاجزة تماما عن أن تحمي الجنود والضباط الأمريكيين، وأننا ارسلنا أولادنا وذوينا لكي يقتلوا في العراق. وأشار التقرير -حسب الأسبوع دائما- إلى أن الإدارة الأمريكية لا تأبه لهذه الأعداد الكبيرة من القتلى، كما أنها فشلت في احتلال هذا البلد، أو إرغام شعبه على القبول بالقوات الأمريكية والتجاوب معها. وأضاف أن التضحيات التي سيقدمها الجيش الأمريكي في العراق ستزيد بأضعاف مضاعفة على النتائج، وعلى أعداد القتلي الذين خلفتهم الأعمال الإرهابية التي وقعت في الولاياتالمتحدة في 11 شتنبر من عام .2001 واختتم التقرير صفحاته بمطالبة الإدارة الأمريكية بالتحرك السريع لإنقاذ أرواح الجنود والضباط الأمريكيين الذين يتعرضون لنزيف دم يومي على أرض العراق، وحذر من أن تجاهل نداءات القوات العاملة بالعراق من شأنه أن يقود إلى تمرد واسع وعمليات هروب كبيرة لهذه القوات من الأراضي العراقية. يشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رمسفيلد حاول التقليل من شأن هذه هجمات المقاومة الراقية على الجنود الأمريكيين، وقال إن قواته المحتلة تحرز تقدما على الصعيدين العسكري والمدني في العراق لكنه شدد على أن النجاح يستلزم وقتا وصبرا. وأعلن في مؤتمر صحفي عقده في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) بواشنطن قبل يومين أن القوات الأمريكية قامت أخيرا بغارات عدة على موالين للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بناء على معلومات أدلى بها وشاة عراقيون، ولكنه رفض التأكيد إذا ما باتت القوات الأمريكية قريبة جدا للعثور على الرئيس المخلوع، وقال أيضا إنها تمكنت حتى الآن من قتل أو اعتقال 38 من أصل 55 عراقيا مدرجين على قائمة المطلوبين لديها. وكشفت مصادر عسكرية أمس أن المسؤول العراقي الذي نجا من عملية دهم أمريكية الأسبوع الماضي في الموصل في أقصى شمال العراق هو نائب رئيس الجمهورية عزت إبراهيم الدوري الرجل السادس في لائحة المطلوبين. أحمد حموش