خرج آلاف الموريتانيين مساء أول أمس في مسيرة حاشدة للمطالبة برحيل نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يحكم البلاد منذ 2008، حين قاد انقلاباً عسكرياً على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله قبل أن ينتخب رئيساً للبلاد في الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 2009. ورفع المتظاهرون في مسيرة «الحشد الكبير من أجل الرحيل» التي انطلقت من أمام ملعب العاصمة باتجاه ساحة بن عباس، شعارات تطالب برحيل النظام ولافتات كتب عليها «ارحل» و»لا نريد حكم العسكر» وغيرها. والتحق زعماء أحزاب المعارضة الموريتانية بالمسيرة التي انتهت بمهرجان خطابي جدد فيه المعارضون الدعوة للرئيس ولد عبد العزيز بالرحيل وتجنيب البلاد ما لا تحمد عقباه، والبحث عن حلول توافقية لإدارة البلاد خلال المرحلة القادمة. وهذه هي ثاني مسيرة تنظمها المعارضة في ظرف ثلاثة أيام للضغط على نظام ولد عبد العزيز، وسط صراع سياسي واستقطاب وتوتر يحذر المراقبون من آثاره، وكانت بعض الأحزاب الداعمة للرئيس ولد عبد العزيز قد اقترحت مؤخراً تشكيل حكومة وحدة وطنية وتنظيم انتخابات تشريعية وفتح حوار سياسي بين أحزاب المعارضة والنظام، لكن المعارضة رفضت هذه المبادرة التي اقترحتها رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير، وتمسكت بعزل الرئيس وتشكيل حكومة وطنية لإدارة البلاد خلال الفترة القادمة. وقال الرئيس الدوري لمنسقية المعارضة مولاي العربي ولد مولاي امحمد في مهرجان: «الحشد من أجل الرحيل»، إنه لا بديل عن رحيل النظام الحاكم، وأضاف أن نظام ولد عبد العزيز فقد الشرعية لقيادة البلاد وعليه الرحيل بعد انقلابه على نظام ديمقراطي وانقلابه على رئيس المحكمة العليا وانقلابه الثالث على الدستور بتمديد صلاحيات البرلمان، وإضافة إلى تلاعبه بمصالح البلاد وعدم اعتراف بموجود مشاكل كالجفاف والبطالة وارتفاع الأسعار. وتحدث زعماء المعارضة بإسهاب عن الوضع السياسي في البلاد واتهموا نظام الرئيس الحالي محمد ولد عبدالعزيز ب»تدمير الاقتصاد وجرّ البلاد لحرب بالوكالة داخل الأراضي المالية، وإعاقة العمل الحكومة، فضلاً عن تعطيل المؤسسات الدستورية». وقال زعيم المعارضة أحمد ولد داداه إن النظام الحاكم فقد مصداقيته في الخارج وأساء لعلاقات موريتانيا مع جيرانها، كما أساء إدارة البلاد حيث يعاني المواطنون من البطالة وارتفاع الأسعار والأوضاع الاقتصادية المتردية، مشيراً إلى أن الشعب الموريتاني أوضح في أكثر من مناسبة أنه يريد رحيل هذا النظام، وأن «الاستفتاء واضح لأن جماهير الشعب الموريتاني قالت كلمتها اليوم خاصة شبابها، وهو أن على ولد عبدالعزيز أن يرحل». وانتقد ولد داداه بشدة التدخل الموريتاني في دولة مالي متهماً النظام بتفكيكها، ما قد يعطي نتائج سلبية على البلد. أما الرئيس السابق أعلي ولد محمد فال الذي تنازل عن السلطة طوعاً بعد أن أزاح الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، فقد أكد في مهرجان المعارضة أن ولد عبد العزيز سيرحل في وقت قريب جداً وأقرب مما يظن الجميع، داعياً جميع الموريتانيين إلى المشاركة في ترحيل ولد عبد العزيز والالتحاق بصفوف المعارضة.