استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، أول أمس، المكتب التنفيذي لاتحاد أئمة موريتانيا، في ما يمكن اعتباره محاولة من النظام لتوظيف الخطاب الديني في المساجد لامتصاص موجة الانتقادات الواسعة ومحاولات ''التململ'' في الشارع الموريتاني، وإقدام مواطن على حرق نفسه وتهديد آخرين بحرق أنفسهم جراء البطالة وغلاء الأسعار، فيما تصعد المعارضة ضد النظام الذي اتهمته بممارسة إقصاء قبلي وعرقي وجهوي وفئوي، مطالبة برحيل الحكومة وفتح حوار بين مكونات الطيف الموريتاني لحل مشكلات البلاد. ونقل يعقوب ولد دحود، الموريتاني الذي أحرق نفسه الاثنين الماضي، أمام القصر الرئاسي بنواكشوط، في طائرة خاصة استأجرتها عائلته لنقله إلى المغرب لتلقي العلاج، بينما أعلنت وفاة شقيقه موسى ولد دحود جراء نوبة قلبية في أحد مستشفيات نواكشوط. وكان ولد دحود قد أضرم النار في نفسه، مطالباً برحيل الرئيس ولد العزيز. ومن جهته، دعا زعيم المعارضة أحمد ولد داداه مناضلي حزبه إلى تحمل المسؤولية تجاه قضايا البلاد ''حتى يتحقق النصر''، واصفا الرئيس بأنه ''لا يتمتع بأي شعور بالمسؤولية''. وبحسب ''الخليج'' الإماراتية، عبّر ولد داداه في خطاب أمام أنصاره بمقاطعة عرفاتبنواكشوط عن استيائه مما وصلت إليه أحوال المواطنين ودعا لتشكيل لجان للتحقيق في الفساد ''الذي ينخر جسم الدولة''. وشنت أحزاب منسقية المعارضة هجوماً عنيفاً على النظام وحزبه الحاكم، متهمة قادته بأنهم ''مجموعة من الراقصين على بطون الجياع وأنين المفجعات بأبنائهم''. ودقت المعارضة ناقوس الخطر إزاء أوضاع أبناء أحياء الصفيح والطبقات المسحوقة و''حتى الموظفين المجوعين بسياسات الحكومة السخيفة''. واتهمت نظام عزيز بالمحسوبية وهدر ثروات البلاد وبيع سيادتها واحتكار للصفقات العمومية. وهدد الشاب الموريتاني محمد إسحاق ولد عبدي، وهو مهندس عاطل من العمل من فرنسا، بحرق نفسه أمام السفارة الموريتانية في باريس في غضون أسبوعين، إذا لم يستجب الرئيس لطلبين يتعلقان بمعادلة جميع الشهادات، وفتح تحقيق في مسابقة تعيين 70 مهندساً جرت في موريتانيا عام .2009 واعتصم موظفون من وزارة التهذيب أمام مبنى الوزارة، صباح أول أمس، وفي حوزتهم لترات من البنزين يهددون بحرق أحدهم بها ما لم تعمل الوزارة على تسوية مطالبهم. واندلعت مواجهات عنيفة بين وحدات من الحرس الوطني وطلاب ثانويات مقاطعة ''الميناء'' غرب العاصمة، المحتجين على غلاء الأسعار، كما حاولت مجموعات لصوص نهب متاجر في مقاطعة الميناء قبل أن تتدخل وحدات الحرس.