نظمت حركة التوحيد والإصلاح، وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان أول أمس الثلاثاء، تنديدا بالمجزرة التي ارتكبها النظام السوري في حق سكان»الحولة» في محافظة حمص. ورفع المحتجون شعارات تدين المجزرة، وتدعو المنتظم الدولي إلى تحمل مسؤوليته في ما يقع من تقتيل ضد الشعب السوري، من قبيل «سوريا أرض الأحرار اطلع برا يا بشار» و «سوريا للثوار لا شبيحة لا بشار» مؤكدين تلاحم الشعبين المغربي والسوري الشقيق، وهو ما جسده شعار «من المغرب لسورية كرامة وحرية، مطالبين في ذات الوقت الحكومة المغربية بطرد السفير السوري تأسيا بعدد من الدول الغربية، من خلال الشعارات المرفوعة، «وهذا صوت الجماهير والسفير يطلع فالحين» و «المغرب أرضي حرة والسفير يطلع برا». إلى ذلك طالب مولاي عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، بطرد السفير السوري، مؤكدا أننا «نقوم بواجبنا اتجاه الشعب السوري ونحن نعتذر له إذا لم نقم بواجبنا اتجاهه لأننا أمة واحدة ويعنينا ما يجري في سوريا». وأدان بنحماد صمت المجتمع الدولي أمام ما يجري من مجازر في سوريا، مؤكدا أن «أي طرف لا يريد حل هذه الأزمة هو شريك في هذه الجرائم اليومية التي يذهب ضحيتها العشرات من الشباب والنساء والأطفال.ونبه بنحماد في هذا الاتجاه إلى أنه «إذا كان المنتظم الدولي قد خذل القضية السورية، فإن الشعب المغربي سيظل ينتصر لكل الشعوب الإسلامية في العالم لأننا جزء منها، وأقل ما يجب أن نقوم به هو إيصال صوتنا للمسؤولين فذلك أضعف الإيمان.وأردف نائب رئيس الحركة «كنا نتمنى أن يحصل لنا الشرف، وأن نتفاخر بأن نكون من أوائل من يقومون بطرد سفير سوريا من المغرب»، مجددا دعوته إلى طرد سفير سوريا من المغرب. وبلغة بالغة التأثير طالب بنحماد بالتصدي لما يقع في سوريا بالقول «أنقذوا ما بقي من أطفال سوريا، واحموهم من ما يتعرضون له من تقتيل ومجازر».من جهته، قال الأمين العام للجالية السورية بالمغرب، إن الشعب المغربي أكبر الشعوب التي تقف وتتضامن مع القضايا العربية، محييا «الشعب المغربي على أشكاله التضامنية مع سوريا الحضارة التي لا تستحق ما يلحقها من مجازر»، يضيف الأمين العام.منسق الجالية السورية قال «إن معركة الدم في أرض الشام ستتفوق على السيف»، مستغربا مما وصفه بصمت، العالم مما يجري في سوريا مؤكدا أن النصر قادم مهما كان الثمن غاليا لأن مصير الشعب السوري هو الانتصار في ثورته. إلى ذلك صعدت عواصم غربية من موقفها ولهجتها تجاه نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد مجزرة الحولة، فقد قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أول أمس الثلاثاء، إن التدخل المسلح في سوريا ليس مستبعدا، في وقت قررت فيه أكثر من عشر دول غربية طرد ممثلي سوريا لديها. فقد طردت واشنطن القائم بالأعمال السوري زهير جبور ومنحته 72 ساعة لمغادرة البلاد، مبررة ذلك على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند الخطوة بأنها رد على «المذبحة الحقيرة والخسيسة التي لا يمكن الدفاع عنها ضد أطفال ونساء أبرياء أطلق عليهم الرصاص من مسافة قريبة من قبل بلطجية النظام الشبيحة». واتخذت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا خطوات مماثلة في إطار إجراء منسق، كما فعلت الشيء نفسه أستراليا وكندا وبلجيكا وسويسرا وهولندا وبلغاريا. وعربيا أعلن وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح أن اجتماعا وزاريا عربيا سيعقد السبت في الدوحة لمناقشة تطورات الوضع في سوريا بحضور الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان.