حذرت منظمة الصحة العالمية بداية الأسبوع الماضي أكثر من 70 دولة بينها المغرب من وجود سلالات من مرض السل تقاوم الأدوية، ونشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية نقلا عن المنظمة الأممية «إن مرض السل يمكن أن يصبح غير قابل للشفاء في حالة فشل الحكومات في التصرف حياله». وكشف مصدر طبي بمستشفى مولاي يوسف بالرباط، وجود حالات إصابة ب»عصيات» من مرض السل مقاومة للمضادات الحيوية، مشيرا أن نسبة الإصابة بالمرض تشكل 2 في المائة من مجموع الحالات الحاملة للعصية المسببة لمرض السل. في حين أكد عبد الرحمان بلمامون رئيس قسم الأمراض المتنقلة بوزارة الصحة، أن حالات الإصابة بالمرض «ناذرة» في المغرب ولا تتجاوز حوالي 150 حالة سجلت السنة الماضية، بينها 40 في المائة، في الدارالبيضاء وحدها، وأوضح المتحدث في تصريح ل»التجديد»، أن الإصابة بعصيات المرض المقاومة للأدوية ترجع إلى وجود مرضى لديهم مقاومة أولية لكل المضادات الحيوية، وحالات أخرى لديها مقاومة ثانوية لمضاد حيوي أو أكثر، علما أن عدد الأدوية اللازمة لمعالجة مرض السل المعدي قد تصل إلى أربع مضادات حيوية. ويبلغ العدد الإجمالي لمرضى السل الجدد المسجلين السنة الماضية حوالي 27 ألف إصابة، أي 82 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة و35 حالة جديدة من السل الرئوي بالنسبة ل100 ألف نسمة، ووفقا للمعطيات التي كشفت عنها وزارة الصحة في اليوم العالمي لداء السل الذي يوافق 24 مارس من كل سنة، فإن 70 في المائة من الحالات التي تم تشخيصها تتركز بالمناطق المهمشة في المدن الكبرى، ويصيب هذا المرض الرجال بنسبة 58 في المائة أكثر من النساء (42 في المائة)، وفي 70 في المائة يصيب السل الساكنة الشابة والنشيطة المصنفة في الفئة العمرية ما بين 15 و45 سنة. وحسب قسم الأمراض المتنقلة بالوزارة، فإن التوزيع الجغرافي لحالات الإصابة بالسلالات المقاومة للأدوية يسير في منحى التوزيع الجغرافي لمرضى السل، وقال بلماموني، إن الوزارة في إطار خطتها لمعالجة السل المقاوم للأدوية هيأت جناحا خاصا بمتابعة حالاتهم الصحية في المصلحة المخصصة لمرضى السل بمستشفى مولاي يوسف بالرباط، وأخرى بمستشفى 20 غشت بالدارالبيضاء، تتوفر على المعايير الصحية اللازمة من تهوية وأطر طبية متخصصة، ولم يخفي المتحدث، وجود مشاكل تعترض العمل في مصلحة الرباط وتعوق انطلاق العمل بمصلحة البيضاء، خاصة عدم وجود أطر طبية كافية، وأشار أن بروتوكول العلاج جاهز، حيث تقدم كل الأدوية للمرضى بالمجان (أربع مضادات من الصنف الأول ومضادات أخرى من الصنف الثاني) ويتم إخضاع الأطر الطبية للتكوين. يذكر، أن الدارالبيضاء تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد حالات المرض بالسل المقاوم للدواء، تليها مدينة سلا، ثم فاس وطنجة وتطوان.