سانشيز يشكر المغرب على جهود الإغاثة    هذه توقعات أحوال الطقس نهاية الأسبوع بالمغرب.. و"الأرصاد" توصي بالحذر    السعدي: شرعية الحكومة مستمدة من 5 ملايين ناخب وإصلاحات عميقة قيد التنفيذ    مجلس النواب يصادق على مشروع قانون المالية 2025 بأغلبية كبيرة    جورج عبد الله.. مقاتل من أجل فلسطين قضى أكثر من نصف عمره في السجن    استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء    الصحراوي يغادر معسكر المنتخب…والركراكي يواجه التحدي بقائمة غير مكتملة    عارضه 56 برلمانيا.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية    انطلاق المؤتمر الوزاري العالمي الرابع حول مقاومة مضادات الميكروبات "الوباء الصامت" (فيديو)    المغرب: زخات مطرية وتياقط الثلوج على قمم الجبال ورياح عاصفية محليا قوية اليوم وغدا بعدد من الأقاليم    المهرجان الدولي للفيلم بمراكش يكشف عن قائمة الأسماء المشاركة في برنامج 'حوارات'    خناتة بنونة.. ليست مجرد صورة على ملصق !    جدد دعم المغرب الثابت لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة :جلالة الملك يهنئ الرئيس الفلسطيني بمناسبة العيد الوطني لبلاده    حماس تعلن استعدادها لوقف إطلاق النار في غزة وتدعو ترامب للضغط على إسرائيل        إجلاء 3 مهاجرين وصلوا الى جزيرة البوران في المتوسط    جثة عالقة بشباك صيد بسواحل الحسيمة    لوديي يشيد بتطور الصناعة الدفاعية ويبرز جهود القمرين "محمد السادس أ وب"    حماس "مستعدة" للتوصل لوقف لإطلاق النار    "السودان يا غالي" يفتتح مهرجان الدوحة    مكتب الصرف يطلق خلية خاصة لمراقبة أرباح المؤثرين على الإنترنت    قتلى في حريق بدار للمسنين في إسبانيا    هذه اسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    اقتراب آخر أجل لاستفادة المقاولات من الإعفاء الجزئي من مستحقات التأخير والتحصيل والغرامات لصالح CNSS    المركز 76 عالميًا.. مؤشر إتقان اللغة الإنجليزية يصنف المغرب ضمن خانة "الدول الضعيفة"        كارثة غذائية..وجبات ماكدونالدز تسبب حالات تسمم غذائي في 14 ولاية أمريكية    الطبيب معتز يقدم نصائحا لتخليص طلفك من التبول الليلي    التوقيت والقنوات الناقلة لمواجهة الأسود والغابون    "خطير".. هل صحيح تم خفض رسوم استيراد العسل لصالح أحد البرلمانيين؟    وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاج ضد ألزهايمر بعد أشهر من منعه    بمعسكر بنسليمان.. الوداد يواصل استعداداته لمواجهة الرجاء في الديربي    مدينة بنسليمان تحتضن الدورة 12 للمهرجان الوطني الوتار    ارتفاع كبير في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023    رصاصة تقتل مُخترق حاجز أمني بكلميمة    رئيس الكونفدرالية المغربية: الحكومة تهمش المقاولات الصغيرة وتضاعف أعباءها الضريبية    وليد الركراكي: مواجهة المغرب والغابون ستكون هجومية ومفتوحة    نفق طنجة-طريفة .. هذه تفاصيل خطة ربط افريقيا واوروبا عبر مضيق جبل طارق    ترامب يواصل تعييناته المثيرة للجدل مع ترشيح مشكك في اللقاحات وزيرا للصحة        الأردن تخصص استقبالا رائعا لطواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية    تصريح صادم لمبابي: ريال مدريد أهم من المنتخب    حرب إسرائيل على حزب الله كبدت لبنان 5 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية    أسعار النفط تتراجع وتتجه لخسارة أسبوعية    وفاة الأميرة اليابانية يوريكو عن عمر 101 عاما    محكمة استئناف أمريكية تعلق الإجراءات ضد ترامب في قضية حجب وثائق سرية    اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المخرج والسيناريست والملحن محمود فريطس ل «التجديد»:الذي يتحدث عن تقدم السينما المغربية واهم
نشر في التجديد يوم 23 - 04 - 2012

يوجه المخرج والسيناريست المغربي محمود فريطس صرخة من خلال هذا الحوار عنوانها كفى من سينما التهريج كفى من سينما العري وبلهجة مغربية صريحة قال يكفينا من سينما «التسلكيط»، واعتبر محمود حول موجة الجنس والعري بالسينما المغربية أنه مادام القائمون على الشأن السينمائي مع العري ، فمن الطبيعي أن ينعكس ذلك على الأفلام المدعومة وغيرها، فريطس بجرأة وصراحة قل نظيرها قال ل «التجديد» التي زارته في مصنع إنتاجه بسلا إن 90 بالمائة من الأفلام المغربية دون المستوى بما فيها فيلمه الأول «نانسي والوحش» وقال إن هذا الشأن يحتاج إلى قيادات حقيقية وإلى مخططات ومعايير واضحة بدل إغراق المؤسسات في نزوات وطبائع شخصية لأفراد بعينهم، مخرج فيلم «إكس شمكار» انتقد تدبير الشأن السينمائي بالمغرب خلال العقدين الأخيرين وأيضا لجنة الدعم وعدد من الأفلام التي اعتبرها لا تستحق المشاهدة من قبيل فيلم «كازانيكرا» أو «حجاب الحب» الذي قال أنه لم يكن متوازنا في التعاطي مع موضوع الحجاب وأنه أصر على الإساءة إلى المحجبة. في هذا الحوار يتناول فريطس جديد أعماله التي تعكس تجربة خاصة في عدم الإستفادة من دعم الدولة ويناقش الجوائز الوطنية والعربية بين الإستحقاق والمجاملة إلى جانب عناصر عدة تهم الفن السابع وهمومه بالمغرب.
 حاوره: محمد لغروس
 لنتعرف بداية عن تقييمك للسينما المغربية خاصة من خلال العشرية الأخيرة؟
❍ السينما في كل العالم لها مكونات رئيسية أولها أن يكون لهذه السينما جمهور، وهذا أول ما تفتقده السينما المغربية فالجمهور في حالة فرار مما يُقدم، كما أن هناك مشكل التوزيع على مستوى الخارج وحتى على المستوى الداخلي هناك إشكالات كبيرة على مستوى التوزيع، وبالتالي الذي يتحدث اليوم عن تقدم وازدهار السينما المغربية فهو فقط يتوهم ذلك، والمعضلة الكبرى أن جل الأفلام المقدمة في السينما المغربية منقولة أو مقتبسة بإخراجها وقصتها وباقي التفاصيل.
 هل يمكنك تقديم بعض من هذه الأفلام المنقولة أو المقتبسة؟
❍ «بيكاز» الذي هو فيلم البوراق، منقول عن فيلم روسي و»كازانيكرا» منقول عن فيلم إيطالي «ألو 15» منقول عن فيلم مصري قديم...، وأخرى كثيرة لها نسخها الأمريكية والفرنسية وأتحدى من يدعي أصالة الفكرة في هذه الأفلام، والدليل على الضعف والهزالة الفنية لهذه الأفلام أنها لا تقبل ولا يرحب بها على مستوى الخارج، وعندما لا تتوفر هذه الأفلام على القبول الأجنبي وحتى درجة الإقبال عليها على المستوى المحلي يبقى جد ضعيف، فهذا دليل على الرداءة والضعف الذي تعاني منه السينما المغربية. ومن عناصر هذه الأزمة أن أفلامنا المغربية تبقى دائما بدون نهاية في حين أن النهاية هي نقطة قوة السيناريو.
 لكن كيف تفسر حصول أفلام مغربية على عشرات الجوائز في مهرجانات دولية مختلفة كما جاء ذلك في الحصيلة السينمائية التي يقدمها المركز السينمائي المغربي كل سنة، بصرف النظر عن مضمون هذه الأفلام؟
❍ أين هي هذه الجوائز، هل في مهرجان طنجة.
 لا.. في مهرجانات دولية وعربية مختلفة؟
❍ أنا سأقول لك قصة هذه الجوائز الأجنبية، أولا علينا أن نسجل في البداية أن هناك مهرجانات محترمة وفيها ديمقراطية وشفافية في الاختيار والتنقيط ومنح الجوائز إلى غير ذلك، وهناك مهرجانات أخرى متخصصة في تبادل الجوائز، فعندما تأتي عندي لمصر أو دبي أعطيك جائزة وعندما أحضر عندك تعطيني جائزة، وهذه أمور معروفة في كل الدول العربية وبدون استثناء، فمعروف أن هذه الدول تقدم جوائز مجاملة وليس جوائز استحقاق، وتصور كيف أن المغرب يشارك في مهرجان بالقاهرة أو الجزائر دون أن يحصل على جائزة، بالتأكيد لن يكرر العملية مرة أخرى، والدليل أيضا على ذلك هو أن هذه الأفلام عندما تشارك في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة تحصد الجوائز مثل «بيكاز» مثلا الذي حصل على سبعة جوائز والسبب المباشر بطبيعة الحال هو كون مدير المهرجان وهو من منحه الدعم وبالتالي من منحك الدعم يمنحك أيضا الجائزة وإلا سيكون قد حكم على اختياره بالفشل، عندما ذهب «بيكاز» إلى مهرجان مراكش الدولي المعروف بمعاييره الدولية وشفافيته لم يحصل فيلم «البوراق» ولو على جائزة واحدة فهل يعقل أن يحصل فيلم على سبعة جوائز في مهرجان وأن يحصل في نفس الوقت على صفر جائزة في نفس الدولة، ويأتي بعد ذلك فيلم صغير اسمه «ليباغون» ويحصل على الجائزة وهو الإنتاج الأول لصاحبه، لماذا؟ لأنه الإبداع واحترام المعايير السينمائية، كما أن الجوائز تقدم بطريقة ذكية حيث أننا نجد في لجنة التحكيم أربع مغاربة وأربعة من الخارج ووسطهم يوجد الرئيس المغربي وهكذا تصبح المحصلة خمسة ضد أربعة وهنا توجه الجوائز لاتجاهات معينة حسب رغبة القائمين على هذا الشأن.
حديثكم هنا عن استقلالية لجن التحكيم في مثل هذه المهرجانات؟
❍ ليس هناك أي استقلالية والأمور ترتب بعناية، كما أن اللجن السابقة للدعم السينمائي كان هناك ملاحظات كثيرة على العديد منها لا على مستوى معايير الاختيار ولا طريقته ولا عن طبيعة الأشخاص فكيف ستكون اختيارات أولئك.
 كنت تعدد في أزمة السينما وتطرقت إلى غياب الجمهور ومشكل التوزيع واستنساخ الأفلام هل من عناصر أخرى لهذه الأزمة؟
❍ هناك أيضا غياب الاستقلالية في الإنتاج والإخراج أي أن يتصرف المخرج والمنتج بنوع من الحرية ويعبر على ما يعتقده من أفكار ومواقف اتجاه المجتمع، هكذا نجد أن الدولة لا يمكن أن تدعم أفلاما لا تتماشا وخطها الفني كما لكم في «التجديد» خطكم التحريري، فهم أيضا لديهم خطهم الفني لكن هذا تدخل فيه السياسة إذا لا يعقل أن تكون كل الأفلام مدعمة من الدولة وهذا أحد أسرار عدم نجاح السينما المغربية لأن هناك توجه في الدولة يدعم أفلام على مقاسه وكيف يراها هو لا كما يريدها المغاربة.إذن الأزمة ستستمر في موضوع الإنتاج مادام هناك منتجين منفذين ينصبون أنفسهم كمنتجين على الرغم من عدم إنتاج بعضهم ولو لفيلم واحد طويل، ويبقى التفنن في نهب أموال الدعم السينمائي وإخراج أفلام مستنسخة وعلى المقاس. أضف إلى ذلك أن هناك الزبونية والمحسوبية «وباك صاحبي»، والخلاصة أن الأفلام التي تأخذ الأموال من الدولة هي غير مستقلة ولا يمكنها أن تكون كذلك.
 تستخدم مصطلح الدولة في حين أن القصة كلها قد تكون مرتبطة بلوبي أو توجه معين داخل الدولة وليس الدولة ككل بهذا الإطلاق الذي تتحدث به؟
❍ صندوق الدعم هو من يفضح هذه الأمور، والذي يمنح سنويا 6 ملايير درهم وهناك سعي ليصل هذا الرقم إلى 10 ملايير درهم، وهي تمنح كل سنة باستثناء مداخيل المختبرات إلى غير ذلك، ويقدم الدعم أحيانا حتى دون قراءة متفحصة ودقيقة للسيناريو.
 لكن هناك لجن للإختيار ومهمتها قراءة السيناريو ...؟
❍ أين هي هذه اللجنة، وهل يمكن الحديث عن لجنة دون إعلان للمعايير وطرق الإنتقاء؟ وهل يمكن الحديث عن لجنة دون حكامة وشفافية ونزاهة؟ إذن كان هناك نوع من الانتقاء في من يمنح له الدعم ومن يرفض فليذهب إلى البحر، والمعلوم في هذا المستوى أنه وفي الدول الديمقراطية أن هناك قدر كبير من الاستقلالية لدى المنتجين والدولة تكتفي بتحديد المجال العام مثلا وبعد ذلك تقام طلبات للعروض ويتقدم من له القدرة على الكتابة والإخراج والإنتاج إلى غير ذلك، أما عندنا فادفع لفيلم حول «عيشة قنديشة» ولتكن بالمغرب أو خارجه فالأمر لا يحدث فارقا، خاصة عندما تجد أشخاصا باللجنة لا علاقة لهم بالسينما.
 قد يقول قائل «أسي محمود» أن توجيهك سهام النقد للجنة الدعم فقط لأنك لم تتلقى الدعم بخصوص الفيلم الذي سبق أن قدمته لنيل الدعم؟
❍ بطبيعة الحال وهل هناك شك في الأمر، ويوم أحصل على الدعم سأسكت؟
 كيفاش، إذن لا مصداقية لما تقدمت به من ملاحظات في الموضوع؟
❍ لا ليس مسألة المصداقية، لكنني أعتبر أن اليوم الذي سأحصل فيه على الدعم، والذي هو مستحيل في ظل الظروف السابقة التي تحدثت عنها، لأنه يتم الإعتراف بي كمخرج وسيناريست لا يريد أن ينخرط في الخروقات فهذا مؤشر على أن هناك تغيير وأن أمورا ما تغيرت، لكن أن أحصل على الدعم بذلك فلن أقبل ولن أكون مسرورا وسأظل أسب طيلة حياتي، وسأجس نبض هذه اللجنة الجديدة أيضا لأرى حجم التغيير الذي ستحمله الحكومة الجديدة على الرغم من توفري على فلمين جديدين مدعومين من طرف منتجين مستقلين وأحدهم مع خليجيين ومصريين، وإذا تأكد لي استمرار نفس الوضع فسأغادر إلى جهة ما وأعيش مع أناس يقدرون ما أقدم.
ألا تشعر أن في كلامك نبرة من التهديد، وأنك مع الديمقراطية والشفافية فقط متى كانت لصالحك؟
❍ هذا مؤشر يخصني أنا لأنني عشت سنوات في السينما وأنا أشاهد أمور سيئة، اختلالات في الدعم وأفلام لا تستحق وتركيبات لجن عليها الكثير من علامات الاستفهام...، وهذا أمر تشهد به نتائج الإقبال على عدد من الأفلام ذات الإنتاج الخاص وما تدره من موارد فكيف يعقل الاستمرار في دعم أفلام دون المستوى ولا تعود بأي نفع أو ربح مادي وأنا ضد من يقول أن الفيلم ينبغي أن يكون فنيا فقط فلا بد من التجارة أيضا، بل إن الأصل في الدعم هو مساعدة الشباب والمبتدئين أما من راكم الأموال وأنتج أكثر من ثلاث أفلام كيف يعقل الاستمرار في دعمه ووفق هذا المعيار فأنا أيضا لا أستحق الدعم. وصندوق الدعم جاء أصلا في وقت لا يوجد فيه منتجين والمنتجين لن يكونوا مادام صاحب الصندوق يحاربهم والأمثلة هنا كثيرة ومختلفة. فأنا كتجربة لما دخلت من النرويج سنة 2006 وأنتجت فيلمي الأول بموارد خاصة كنت انتظر الحضور في التلفاز وأن لا تتم قرصنة الفيلم وأن يكون هناك تسهيلات في الإنتاج، فوجدت عكس كل هذا، وبالتالي هناك لوبي يحارب المنتجين الخواص وهو من يقف وراء قرصنة الأفلام وقد انطلق بقرصنة فيلم «لبانضية» كفيلم تجاري حقق إيرادات بمليار سنتيم في الشهر الأول من خروجه، والرسالة كانت قتل المنتج لأن دخول الخواص يعني تحرر المجال ووجود أفكار وعروض جديدة ومختلفة في الساحة السينمائية إذن فصندوق الدعم انبنت سياسته على بقاء المنتجين تحت رحمة الصندوق ويمثلون سياسة الدولة في هذا الباب.
 أين هو العيب في أن تكون للدولة سينما تعبر من خلالها عن انشغالاتها وتعكس ثقافة مجتمعها؟
❍لا بأس في ذلك لكن أن تكون أفلام تاريخية وثقافية «ماشي أفلام ديال التسلكيط» فمصر مثلا تدعم إنتاجات عن الاستعمار العثماني وعن حرب 6 أكتوبر وسيناء وحول العلاقات مع إسرائيل أما أن تنتج «حجاب الحب» وأفلام العري وما شاكلها فهنا يوجد المشكل وهذه هي الكارثة، إذ نجد أن التلفزيون الأول أو الثاني يكون مساهما في مثل هذه الإنتاجات فالقناة الأولى قدمت 150 مليون في فيلم «ليزيل دولامور» والذي يتحدث عن جزار يترصد النساء ليفسد معهن، فما هي الرسالة التي تريد مثل هذه الإنتاجات إيصالها. هل نقول للنساء افعلوا مثل هذه الأشياء أيضا ولماذا كل هذا العري.
بحديثك عن العري كيف تنظر إلى موجة الجنس واللغة الساقطة في كثير من الأفلام المغربية المنتجة في العقد الأخير ؟
❍ نفتقد في المغرب إلى مدرسة لتخريج القيادات القادرين على الحكم، بل لدينا تجارب أشخاص أعطيت لهم مناصب معينة ففعلوا فيها ما شاؤوا، فالمركز السينمائي المغربي اليوم كنموذج يسير بطريقة مشخصنة وينعكس ذلك على الإنتاج السينمائي بالمغرب، إذن نحن أمام تسيير شخصي لإدارة عمومية، ولا نتوفر على تسيير في هذا المجال وفق مخططات سنوية أو خماسية ولا عن دائرة متنوعة للتشاور، وهذا الأمر لا يمكن إلا أن ينتج أفلاما بهذا المستوى من الجنس واستهداف الدين، بل أعطيك مثالا صارخا على فيلم تسلم 330 مليون من المركز السينمائي وتسلم 100 مليون من القناة الثانية وداعمين وفي النهاية لم يعرض وهذا أول فيلم مغربي صنف على مستوى الخارج «جنسي» ، وهو فيلم «لحظة ظلام» وذلك سنة 2003 لأنهم اكتشفوا فيما بعد أن السيناريو مكرر وذلك بعد أن حصل على الدعم. وتم إيقاف هذا الفيلم ولم يذاع لأنه كارثة بكل المقاييس.
 أليس غريبا أن نسمع عن نقدك للعري في السينما المغربية وأفلامك الثلاثة خاصة الأول «نانسي والوحش» وأيضا «إكس شمكار»وفيلمك الجديد يتضمن أيضا إيحاءات جنسية وكلام جنسي واضح؟
❍ أعتبر أن أفلامي فيها شيء من ذلك لكنها أقل درجة عن الآخرين، إذن أنا أحوال توظيف الحد الأدنى والضروري مع الإشارة هنا إلى الفرق بين التلفزيون الموجود في المنازل والسينما التي يتحمل مسؤوليته كل من اقتنى التذكرة ودخل للمشاهدة، ثم أن طبيعة الموضوع المختار أحيانا تفرض عليك ذلك، وهنا يكون التوظيف مبررا، فشخصية شمكار في فيلم له كلام خاص لا يمكن أن يقول غيره بل إن أي كلام آخر أحيانا لن تكون له أي مصداقية، وبالتالي تبقى مسؤولية السيناريست وطبيعة المواضيع المكتوبة.
 هناك تجارب ولجت للعالمية كالسينما الإيرانية لكن من بوابة المحلي والخصوصية؟
❍ لا الأمر في السينما الإيرانية يرتبط بالموقف السياسي من النظام القائم، وهذا أحد أسرار تألق هذه السينما على مستوى الخارج، وإلا لم تعترف أمريكا يوما بمسلم ينتج فيلما
 أين الانتصار لقضايا المجتمع والناس وأين قضايا المغرب العميق ويحضر بهذا الصدد «أندرومان» لعز العرب العلوي وأفلام حكيم بلعباس ومحمد العسلي...؟
❍ أنا اتفق أن فيلمي الأول «نانسي والوحش» كان يعتمد الإثارة والمراد منه كسب المال والشهرة وتجرأت ووضعت فنانة ترقص بذلك الزي لكن كان قصدي بكل صراحة أن أجلب الجمهور لينجح الفيلم لأنه غير مدعم من طرف الدولة، ولا يمكنني أن أنتج فيلم حول عقبة بن نافع لأن الشباب اليوم يريد أفلاما من هذا النوع، لكن في فلمي الثاني لا «إكس شمكار» فهو يتحدث عن عذرية الرجل والشرف وأنه هو من يتحمل مسؤولية حماية شرف البنت لأنه في الحقيقة من يتوفر على ذلك الشرف وأن العنف هو من يدفع البنت إلى التخلي على الشرف، وبالتالي فحماية شرف البنت هو بتربية الأبناء وحماية الشاة هو بمحاربة الذئاب.
 لماذا لا تمتلك أفلامنا الجرأة على التطرق لقضايا الفساد والإستبداد والقضايا الحساسة للمجتمع، ولماذا ترتبط الجرأة دائما بالعري؟
❍ لقد أشرت إلى هذا سابقا في موضوع شخصنة المؤسسات، وهكذا لم نعد نتوفر اليوم على سينما نقية لأننا نتوفر على مسؤولين ومخرجين يريدون أن يعروا الممثلات لأغراض معروفة ومن المعلوم أن الممثلة عندما تتعرى بشكل فاضح لا تصبح لها قيمة، بل أحيانا يقع التدخل عند الأفلام المدعومة ويفرض على بعضها اختيار هذه الممثلة دون تلك، فالسينما المغربية اليوم هي سينما التهريج والعري.
 يرى البعض أن المرأة عندما تتعرى تفقد قيمتها، فلماذا قمت بتعرية بطلة فيلم نانسي والوحش؟
❍ لا أنا لم أعريها كاملة، بل حرصت على ستر النصف الأسفل ولم أظهر إلا مابدا لي ضروريا وعموما فراقصة لا يمكنها أن ترقص «بكاشا»، ثم هذا حكمته بدايات ظهوري الأولى، والدعم كان خصوصيا، أما عندما يكون الدعم عموميا فهنا أولوية مراعات أمور كثيرة، وأنا الآن سأقدم مشروع فيلم للجنة وهو حول الختان والمعاناة النفسية لطفل سيقع ضحية خطأ طبي لحظة الختان وبالتأكيد يتوفر على الشروط المطلوبة لفيلم مدعوم ولا يتوفر على أي لقطات خادشة. وأعتبر أن بقاء بعض الأشخاص على رأس تدبير الشأن السينمائي بالمغرب لا يعطي مؤشرات كبيرة حول تغيير جذري في هذا المجال.
❍ أريد منك تعليقات مقتضبة على هذين الفيلمين، الأول هو فيلم «كازانيكرا» وخرجة؟
 فيلم لا يستحق المشاهدة وقد التقيت مخرجه وقلت له لو كنت مسؤولا في هذه البلاد لن أعطيك الدعم . لأن الدار البيضاء لا يوجد فيها فقط ما تم تقديمه في هذا الفيلم من لغة ساقطة، ولدي سؤال لماذا أمريكا لا تشوه نفسها في أفلامها.
 فيلم «حجاب الحب»؟
❍ خطأه أنه صور فقط الصورة السلبية والسيئة حول الحجاب في الحين أن هناك متحجبات ومنهم بناتي على أساس الشريعة الإسلامية وشعرهم رطب وليس أحرش كما صور الفيلم المتحجبات ولسن فاسدات، وبدا أن ذلك مقصود، ولكن لو تحدث عن فتاة تتقي الله ومؤمنة وصالحة بالتأكيد لن يحصل على الدعم من طرف المركز السينمائي.
 نرجس النجار؟
❍ عليها أن تبتعد عن السيناريو وأن تتوقف عن الإساءة للناس مثل الصورة التي قدمت بها الإنسان الريفي في فيلم «عاشقة من الريف».
 مخرج مغربي يقنعك؟
❍ هو كمال كمال. في الإخراج وهو أفضل مني ويمكن أن أتعلم منه لكن عليه الإبتعاد عن السيناريو.
 .كلمة أخيرة
❍ 90 بالمائة من الأفلام المغربية السينمائي ضعيفة وهزيلة بما فيها فيلمي الأول «نانسي والوحش» الذي كان عاديا جدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.