● أحد الأصدقاء وجه لي هذا السؤال وارتأيت أن أستشيركم علما أني نصحته بالصبر. لقد عارضت زوجته أن يرسل قدرا من المال لأمه وقالت أنه رزق أبنائها ولا يجب أن يذهب هدرا، مارأي الشرع في هذا، ورغم هذا فقد دعا زوجته للتسجيل معه في الحج فرفضت حيث أنها لا تريد مرافقته...وهو الآن في حيرة من أمره. ●● معلوم من الدين بالضرورة أن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ وبر الوالدين والإحسان إليهما من أفضل الأعمال وخير الطاعات بلا شك. وهذا الرجل الذي يصل أمه ويحسن إليها بماله على باب عظيم من أبواب الخير، لا محالة أن زوجته آثمة في منعها له؛ والذي ينصح به في هذا تحكيم حكمين من أهله وأهلها لعل الله يهديها بدعوتهما، اللهم إن كان الزوج لا ينفق على عياله وبيته ويهمل أسرته، فحينها يكون مثابا على بر والدته عاصيا بإهمال أسرته والبخل على زوجته وأبنائه؛ ومهما يكن، فلا شيء يمنع من الإحسان إلى الوالدين بالمال ولو كانا مستغنيين. أما امتناع الزوجة عن أداء الحج بسبب رفضها مرافقة الزوج فهذا ينبئ بأن الشقاق بينهما كبير والفجوة عميقة؛ لا بد من الإسراع للإصلاح، بشرط ألا يتجاوزا ضوابط القرآن وهداية السنة الشريفة. وأما إن كان رفضها الذهاب للحج لغير هذا السبب فلا بأس على مذهب من قال إن الحج يجب على التراخي، إن كان لها نية الحج فيما يأتي من أعوام؛ وإلا فالمذهب الراجح في المسألة إن شاء الله أنه يجب على الفور. والله يصلح حالهما ويهديهما إلى سواء السبيل ويؤلف بين قلوبهما ويذهب الشيطان من بيتهما وبيوت المسلمين أجمعين.