❍ أنا شاب أريد الحرص على النوافل والأذكار ولا أجد في كل ذلك مشقة ولكن بعض الأحيان أشعر بالفتور فأعود عاديا كما كنت وأريد أن أجد علاجا لهذا الفتور لأستمر على النوافل والطاعات طوال حياتي بدون انقطاع لأني أطمع في رضى الله تعالى والجنة إن شاء الله تعالى؟ ❍❍ أخي الكريم اعلم أولا أن شعورك بالقلق من هذه الجهة دليل على صفاء سريرتك ونور قلبك، فإنه لا يشعر بالتقصيرمن جهة الله والتفريط في طاعته إلا مؤمن صادق، زادك الله من أنواره وتثبتنا وإياك على دينه. واعلم ثانيا أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل واكلفوا ما تطيقون» (رواه الشيخان من حديث عائشة)، وهذا يعني أن المؤمن لا بد له أن يحرص من الأعمال ما يطيقها ويقدر على المداومة عليها حتى لا يكون ممن عاهد فأخلف، وأعظم الخلف ما كان مع الله عز وجل. و ثالثا اعلم أن الذي يخرجك من هذا الذي تشكو منه هو مصاحبة أهل الله والسلوك إلى الله على يد شيخ واصل مرب كامل داع إلى الله وناصح في الله، فإن الطريق إلى الله لا بد له من دليل، فمن لا دليل له على الله لا شك أنه يقع في مثل ما وقع فيه كثير من الناس مما ذكرت في سؤالك، وقد قال سيدي عبد الواحد ابن عاشر وهو يعدد أركان السلوك: يصحب شيخا عارف المسالك...يقيه في طريقه المهالك يذكره بالله إذا رآه...ويوصل العبد إلى مولاه وبصحبة الشيخ الناصح وأهل ود في الله صادقين تفوز بمزايا كثيرة وتتجنب تعثرات خطيرة، منها ما سألت عنه، وأسأل الله لك ولنا الهداية والتوفيق والله أعلم.