أبدى رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية استعداد حكومته للعمل والتعاون من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري. جاء ذلك خلال استقبالهن ظهر الخميس 29-3-2012، وفدا برلمانيا مصريا يزور غزة للمرة الأولى من أجل الإطلاع على الأوضاع والأزمات التي يعاني منها القطاع. وحول ما يثار من تخوف مصري من غزة، وأن الاحتلال يريد القاء غزة في حجز مصر سياسياً، قال هنية: "غزة جزء لا يتجزأ من الكيان الفلسطيني والدولة الفلسطينية، ولا يمكن أن نمرر أي مشروع من قبل الاحتلال لسلخ غزة عن فلسطين، ولكن هناك التزامات اخلاقية واخوية لمصر ومن هنا نطرق باب مصر". وأضاف "نقدر خشية بعض الأطراف المصرية من غزة ولكن الأمن القومي المصري محل اهتمام الشعب الفلسطيني ونعلن أننا مستعدون للتعاون مع أي جهة لحماية الأمن القومي المشترك بين فلسطين ومصر"، مشيراً إلى بعض التصريحات من قبل الاحتلال وأمريكيا التي كلها تأتي لإيجاد موطئ قدم لهم في سينا "وهذا الأمر الذي لن نسمح به". وقال :" إن لهذه الزيارة لها دلالات من بينها تدعيم وتكريس الدور التاريخي لمصر في القضية الفلسطينية، فقدر مصر أن تكون بوابة التحرير لفلسطين كلما وقعت تحت الاحتلال"، موضحاً ان الشعب الفلسطيني ينظر إلى هذه الزيارة بكثير من التقدير والاعتزاز والاحترام. وأشار إلى دور مصر الكبير في الأمة، "حيث ننظر إلى هذه الزيارة بكثير من الأمل، لا سيما وأن مصر ستكون أفضل من المرحلة السابقة"، موضحاً أن ذلك سينهي الحصار والعدوان ويمتد إلى تحرير الأرض، لافتاً إلى العلاقات والارتباطات التاريخية لغزة في مصر. وأكد خلال اللقاء على أن الشعب الفلسطيني شعباً وحكومة وتشريعي متمسكون بالحقوق الفلسطينية كاملة، "فلا تنازل ولا تفريط تحت أي ظرف من الظروف وعلى رأس الحقوق حق العودة"، مجدداً التمسك بخيار المقاومة الصمود باعتباره خيار استراتيجي للتحرير. وأشار إلى ما وصل إليه طريق المفاوضات والتسوية وأنه ثبت أنه لا يمكن أن يتم الوصول من خلاله إلى أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني، مبيناً أن الحل الامثل هو المقاومة بكل أشكالها. وقال :"نحن متمسكون بالوحدة الفلسطينية واتمام المصالحة وانهاء الانقسام، وقد سرنا خطوات مهمة في هذا الاتجاه ومصر لها دور كبير في ذلك"، مشيراً إلى وجود عقبات ولكن لا تؤثر على الاستراتيجية وهي ضرورة المصالحة التي تحمي الحقوق والثوابت. وجدد التأكيد على أن قضية فلسطينية قضية عربية إسلامية، ولا بد أن تستعيد هذا العمق "فنحن نعول كثيراً على مصر وأمتنا والربيع العربي"، مشيراً إلى ما لمسه من الشعوب العربية ومنها الشعب المصري في الأزهر وميدان التحرير من ارتباط مع القضية الفلسطينية. وقال :"نؤكد أنه لا غنى لنا عن مصر بكل أشكال الدعم السياسي والمعنوي ونؤكد على احترامنا وتقديرنا وتمسكنا لدور مصر في كل الملفات الفلسطيني المركزية، مثل ملف المصالحة والحصار وتحرير الأسرى، واختيارها لتكون مساهمة في نهضة منظمة التحرير من جديد"، موضحاً انه عندما يعلو صوت الشباب الفلسطيني فهو من باب الامل لحل الأزمات. وأكد على أن الشعب الفلسطيني يشعر بأمل من الحراك المصري لإنهاء أزمات غزة، مقدراً الجهود المبذولة من البرلمان المصري، مشيراً إلى مواقف الشعب المصري مثل طرد السفير الإسرائيلي وغيرها التي جعلت الاحتلال يتخبط ويعيد حساباته. وأشار إلى ما يجري الحديث عنه من أن الاحتلال يجهز لعدوان جديد على غزة، "الأمر الذي يتطلب تسريع المصالحة وتجهيز المقاومة وعلى مصر أن تقوم بجهد دبلوماسي للجم نوايا الاحتلال"، موضحاً أنه لا يتمنى الشعب الاحتلال أي عدوان ولكنه مستعد للصمود والمقاومة. وقدر هنية بقاء الوفد المصري للمشاركة غداً في مسيرة القدس العالمية، موضحاً ان هذه المشاركة تعني للشعب الفلسطيني ولأهل القدس الكثير، متمنياً أن تكون غزة أقرب الطرق إلى القدس. من ناحيته؛ عبر السيد محمد السعيد ادريس رئيس لجنة الشئون العربية في البرلمان المصري عن سعادته الغامرة بوجوده وزملائه في أرض فلسطين في غزة، متمنياً أن تكون الزيارة إلى القدس. وقال رئيس لجنة الشئون العربية في البرلمان المصري :"جئنا إليكم اليوم انه انتهى عهد الحصار على غزة، ولن تكون مصر ابداً شريكة في حصار غزة"، مشيراً أن الثورة المصرية كانت من أجل تحرير فلسطين ومن أجل الأمة بأسرها. وأوضح أن أعضاء لجنة شئون العربية في البرلمان هم من صاغوا بيان فلسطين، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي لن يكون في يوماً صديق أو شريك لمصر، بل هو عدو. وقال :" على من يريد تحرير الأمة عليه تحرير فلسطين ومن يريد تحرير فلسطين عليه أن يحرر قراره الوطني، ولن يعزل الشعب المصري والبرلمان المصري عن أي قرار"، مؤكداً أن سيناء لن تكون منطقة فراغ أمني، وأنها ستكون درع حامي للأمة كلها وسنرتقي بمصر من خلال سيناء ومنها غزة. وأشار إلى أن الوفد التقى الكثير من الشخصيات الرسمية والوطنية والمؤسسات وسيحملوا من غزة لمصر رسائل عدة وسيتم العمل على حل الكثير من الإشكاليات التي يعيشها قطاع غزة.