جرى يوم الأحد 4 مارس 2012 بمدينة سلا، تشييع جثمان المجاهد الراحل أبو بكر القادري أحد رواد الحركة الوطنية البارزين الموقعين على عريضة المطالبة بالاستقلال، الذي توفي الجمعة الماضية بأحد مستشفيات الرباط عن عمر يناهز 97 سنة. وحضر مراسيم التشييع الأمير مولاي رشيد ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وعدد من مستشاري الملك وأعضاء الحكومة وزعماء الأحزاب السياسية ووزراء سابقون ووالي جهة الرباطسلا زمور زعير، وسفير دولة فلسطين المعتمد بالرباط، والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الأيسيسكو)، بالإضافة إلى تلامذة الراحل وحشد كبير من سكان العدوتين. وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء بعد انتهاء مراسيم الجنازة، قال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، إن الراحل كان علما من أعلام المغرب المعاصر، «يجد فيه الجميع أنفسهم، سواء الوطنيون أو أبناء الحركة الإسلامية، أو التقدميون». وأضاف بن كيران أن الراحل ظل طيلة حياته محافظا على الوفاء للمشروعية والملكية، كما ظل قريبا من الشعب ومدافعا عن قضاياه، مبرزا الخصال الإنسانية الرفيعة التي كان يتحلى بها أبو بكر القادري الذي يشكل فقدانه «خسارة عظمى لكل من يريد الخير لهذا البلد من مختلف التيارات والأحزاب السياسية». من جهته، أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن المجاهد الراحل كان «من خيرة رجال الحركة الوطنية والمقاومة والتحرير، وأستاذا مربيا كرس حياته لتنشئة الأجيال التنشئة المثلى المفعمة بقيم المواطنة الصادقة والدفاع عن ثوابت الأمة». وأضاف الكثيري أن الراحل ظل وفيا للعهد، متمسكا بالمقدسات الدينية والثوابت الوطنية ومدافعا عن قضية الوحدة الترابية للمملكة، مبرزا التضحيات الجسام التي قدمها رحمة الله عليه في مواجهة الاستعمار. من جانبه، أكد عبد الكريم غلاب، رئيس مجلس النواب وعضو مجلس الرئاسة لحزب الاستقلال، أن الراحل الكبير كان رجل نضال وكفاح وعلم وثقافة، معتزا بثقافته الإسلامية، كما كان رجلا وطنيا يضحي بالغالي والنفيس من أجل خدمة بلده. وكان الراحل، يضيف غلاب، أيضا معلما وأستاذا بارزا أنشأ مدرسة النهضة بحاضرة سلا، التي تخرج منها عدد كبير من الأطر الوطنية الصادقة المستقيمة في عملها، مبرزا، في الوقت ذاته، أن الفقيد القادري كان «كاتبا كبيرا يبحث في الحضارة الإسلامية وتاريخ الحركة الوطنية ورجالاتها ويؤرخ لهم». كما نوه غلاب بإسهامات القادري ونضاله لفائدة القضية الفلسطينية، ومثابرته في النضال من أجلها ما تأتى له ذلك، مبرزا أن الراحل الكبير يمثل «معلمة متعددة الجوانب والاختصاصات والنضالات الصعبة والقوية». وتليت بهذه المناسبة الأليمة، آيات بينات من الذكر الحكيم على روح الفقيد، كما رفعت أكف الضراعة إلى الله العلي القدير، بأن يتغمد الراحل بواسع رحمته، وأن يشمله بمغفرته ورضوانه، وأن يجعل مثواه فسيح جنانه، ويتلقاه بفضله وإحسانه في عداد الأبرار من عباده المنعم عليهم بالنعيم المقيم، وأن يحشره في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يثيبه عما قدم لبلاده من تضحيات وخدمات وعلى إسهامه القوي في تربية الأجيال المغربية على الغيرة الوطنية الصادقة الجزاء الأوفى. وكان الملك محمد السادس قد بعث ببرقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم. يشار، أن المناضل الراحل عرف بنشاطاته السياسية الكثير التي كانت تخدم القضايا الوطنية ، إذ كان عضوا بالمجلس الوطني الاستشاري الذي كونه الملك الراحل محمد الخامس ثم عضوا لمجلس رئاسة حزب الاستقلال وعضوا بأكاديمية المملكة، كما عرف المجاهد بمواقفه القوية من اتجاه قضايا عربية أهمها القضية الفلسطينية التي أسس لخدمتها الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني منذ الستينات.