قالت صحيفة بريطانية في تقرير ميداني لها من حمص، إن الثورة السورية تتحول في هذه المدينة إلى معركة حياة أو موت ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وذكرت «الغارديان» أن صواريخ الأسد تدوي بانتظام فوق حمص والبلدات التي لا يمكن لسكانها الدفاع عنها أو مغادرتها، مشيرة إلى أن الأشهر الثلاثة التي استمتع خلالها بالحرية تحت حماية «الجيش السوري الحر»، قد باتت الآن وهم. وحسب التقرير، لم ينج من تلك الهجمات سوى جزء صغير من البلدة التي كانت صحيفة «الغارديان» موجودة فيها يوم الخميس الماضي، والأمر ذاته ينطبق على القرى المحرومة والمهجورة في المناطق النائية بالقرب من حمص. وأضافت أنه قد تم انقطاع الكهرباء هنا منذ شهرين، كما انقطعت خطوط الهاتف منذ الأسبوع الماضي. ويوم الأربعاء الماضي تم قطع الاتصال البري عن حمص لتكون بذلك ثالث مدينة سورية محاصرة ويكون مصيرها بمثابة تحذير لما ينتظر بقية المنطقة في المستقبل. وأوضحت الصحيفة أن البقية يواجهون مأساة كبيرة، حيث يتحصنون في المنازل الخرسانية التي تنهار في مواجهة الهجمات الشرسة التي وصلت الآن إلى الأراضي الزراعية والقرى القريبة. ويقول بعض سكان هذه البلدة، إن عددا قليلا من العائلات في المناطق الأكثر تضررا في حمص وبابا عمرو والخالدية تمكنوا من الهرب إلى مناطق أخرى من المدينة أكثر أمنا. ومع ذلك، لم يعد بإمكانهم التواصل مع ذويهم الذين تركوهم في المناطق الأكثر تضررا، والذين أصبحوا الآن يواجهون مصيرا مخيفا. وأشارت إلى أنه يوم الخميس، كان من الصعب للغاية الفرار من حمص، حيث لم ينجح سوى ثلاثة من سكان المدينة المصابين بجروح خطيرة في الهروب من قطاعات المدينة المدمرة إلى مناطق تتمتع بالأمان النسبي في لبنان. ومن المحتمل ألا يبقى اثنان من المصابين على قيد الحياة بسبب الإصابات البالغة التي يعانيان منها. وقال أحد الأطباء في مركز طبي مؤقت في قلب المدينة: «سوف نكون نحن الهدف التالي». وكان الأطباء والممرضات الموجودون هنا قد فروا من المستشفى الحكومي الموجود على بعد كيلومتر واحد وأقاموا مركزا وقسما للجراحة في أحد المنازل المهجورة، ويستقبلون بشكل يومي عددا كبيرا من القتلى والجرحى من جانب «الجيش السوري الحر» الذي يفتقر إلى التسليح بشكل جيد. وبالإضافة إلى ذلك، فقد قالت «الغارديان»: إن «قناصة النظام يعيثون فسادا في نقطة تقاطع قريبة على الطريق المؤدي إلى حمص. وعلى الجانب الآخر، تختبئ قوات المعارضة في بساتين المشمش والخوخ والمزارع وتنتشر على طول الطرق الموحلة».