قدم المرصد السياسي لمبادرة طارق بن زياد الذي تأسس شهر غشت الماضي، مقارنة بين حزب العدالة والتنمية وأحزاب الكتلة وأحزاب التحالف من أجل الديمقراطية، بخصوص هيئات الحكم الداخلية والحياة السياسية للأحزاب إلى جانب أدوات التقييم الذاتي والقدرة على التكيف. وأكدت المقارنة أن حزب العدالة والتنمية يتميز على مستوى هيئات الحكم الداخلية، بالتصويت عن طريق الاقتراع المباشر السري و بإجراءات ديمقراطية ومنافسة داخلية قوية، إضافة إلى كونه يشهد حديثا صريحا بين المكتب السياسي للحزب. فيما كشف التقرير أنه يتم التصويت من داخل حزب الأصالة والمعاصرة بالتزكية، ولا توجد أي معلومات عن الممارسة الديمقراطية للحزب. ووصف التقرير، أن الإجراءات شيئا فشيئا أكثر ديمقراطية في حزب الاستقلال الذي يتوفر على قاعدة نقابية مهمة، وأفاد التقرير أن التشريعات الداخلية في حزب الاتحاد الاشتراكي ضعيفة، بينما سجل أن حزب التجمع الوطني للأحرار يقبل عضوية الوزراء في المكتب السياسي دون نشاط مسبق. من جهة أخرى، كشفت المقارنة حول الحياة السياسية للأحزاب، التي أنجزتها المبادرة التي تهدف إلى المساعدة في إعادة هيكلة المجال السياسي للمساهمة في بناء مغرب ديمقراطي، أن حزب المصباح يتوفر على بينة للتفكير الاستراتيجي، وينظم تدريب منتظم لمناضليه، إلى جانب اعتماده على المنشورات في التواصل وحرصه على الاتصال الدائم بالقاعدة، وسجل التقرير غياب بنية للتفكير الاستراتيجي في حزب الميزان وحزب الحمامة وحزب الوردة، وغياب أي معلومات حول حزب الأصالة والمعاصرة. وأشارت المقارنة أيضا، أن حزب الاستقلال يتميز بقيادة وجاذبية ضعيفة واتصال غير متطور باستثناء جرائده الحزبية، بينما يعاني الاتحاد الاشتراكي من أزمة قيادة وضعف الاتصال، في الوقت الذي لا يتوفر حزب الحمامة على تصميم وقانون أساسي. وفي سياق متصل، فقد كشفت المقارنة التي أنجزت اعتمادا على دراسة ومعاينة مختلف الأحزاب، أن حزب العدالة والتنمية وحده الذي يتوفر على أدوات للتقييم الذاتي، من خلال توفره على لجنة الأخلاقيات ولجان التحقيق في حالة الافتراضات، وتميزه بتشريعات داخلية قوية وحدود في الصلاحيات وسهولة في الوصول إلى المعلومات، بخلاف باقي الأحزاب الأخرى التي لا يوجد بها هيكل للتقييم الذاتي.