اهتمت الصحافة الدولية الصادرة أمس، بخبر تعيين بن كيران رئيسا للحكومة من طرف الملك محمد السادس، إذ أكدت جريدة «الواشنطن بوست» أن فوز الإسلاميين وقيادتهم للحكومة كان منتظرا بعد القيام بإصلاح الدستور وإجراء انتخابات مبكرة، وشددت الجريدة الأمريكية أن بن كيران هو الأصلح لقيادة الحكومة بالنظر إلى تعبيره القوي عن دعمه للملك، وأشارت في مقال بعنوان «الملك المغربي يعين زعيما لحزب إسلامي رئيسا للوزراء» أنه مع سقوط الديكتاتوريات وإضعاف العلمانية المدعومة من الغرب، اتخذ الناس في جميع أنحاء شمال إفريقيا الأحزاب الإسلامية التي كانت في المعارضة بديلا. وقالت جريدة «le monde» الفرنسية، أنه أخيرا تم استقبال السيد بنكيران الإسلامي المعتدل وتعيينه رسميا رئيسا للوزراء كما كان متوقعا، وانتقلت الجريدة إلى الخوض في تكهناتها حول تشكيل الفريق الجديد الذي سيقود الحكومة الإسلامية، إذ كشفت أنه من المتوقع أن تشمل الاتصالات بداية حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي ثم حزب التقدم والاشتراكية وهي أحزاب الكتلة. وأشارت الجريدة أن السيد بنكيران بدأ يعتمد لهجة أكثر تصالحية اتجاه مختلف الأطياف السياسية وحركة 20 فبراير، وحتى جماعة العدل والإحسان، مؤكدة أن فوز الإسلاميين يأتي بعد شهر من انتصار الإسلاميين المعتدلين في تونس، وقالت «ينبغي على الإخوان المسلمين الحصول على درجات جيدة بمناسبة الانتخابات البرلمانية». وفي سياق متصل، أوردت جريدة «le figaro» الفرنسية، أن استقبال بن كيران وتعيينه رئيسا للحكومة من طرف الملك يعتبر شكلا من أشكال التعايش التي تجذب كثيرا من الأسئلة، واعتبرت الجريدة أن ربط بنكيران لربطة العنق حول عنقه أثناء استقباله من طرف الملك دليل على حسن النية واحترامه الكبير للملك، ما دام لم يسبق أن ارتداها في حياته، وقالت الجريدة الفرنسية في مقال بعنوان «محمد السادس: التعايش في المغرب» لصاحبه «تييري أوبيلي» إن خطابات بن كيران الإسلامية القريبة من اهتمامات الناس تجعل منه شخصية شعبية. من جهة أخرى، قالت جريدة «إلباييس» الإسبانية، إن بنكيران الذي لم تلتقط له أبدا صورة بربطة عنق، ارتداها عندما استقبله الملك محمد السادس في بلدة ميدلت حيث دشن العاهل المغربي حملة التضامن مع الفقراء. وأضافت أن تعيين بن كيران وضع حدا للتكهنات حول مدى احترام التقاليد، وأشارت أنه المرة الأولى التي يدخل فيها الإسلاميون إلى الحكومة. وأفادت جريدة «إمبرسيال» الإسبانية، أنه لأول مرة في تاريخ المغرب بعد الاستقلال، رئيس الحكومة سيكون هو المخاطب المباشر مع رئيس الحكومة الاسبانية. وقالت «حتى الآن، كان رؤساء الحكومات الإسبانية (أدولفو سواريز، سوتيلو كالفو ، فيليبي غونزاليس، خوسيه ماريا اثنار وأو خوسي لويس رودريغيز ثاباتيرو) يجدون أنفسهم في مواجهة «وزير أول» بدون سلطة، ودون قدرة على صنع القرار، كل السلط كانت تتركز في يد القصر وكان الوزير الأول يضطر إلى انتظار قرار الملك لحسم أي قضية». وشددت على أن الملك محمد السادس صنع التغيير. وأضافت أن عبد الإله بنكيران، يعرف جيدا اسبانيا والملفات الثنائية، على الرغم من أنه لم يكن له قط أي لقاء مع رئيس الحكومة الإسبانية المقبل، واستقبل تهاني قيادة الحزب الشعبي لنجاح حزبه في الانتخابات الأخيرة. وأكدت جريدة «إلموندو» الإسبانية، أن بنكيران وغيره من قادة حزب العدالة والتنمية لا يخفون رغبتهم في التحالف مع الكتلة، وهي تجمع لثلاث أحزاب وطنية حصلت على 117 مقعدا في البرلمان.