قامت المجموعة الوطنية للمكفوفين المعطلين صبيحة أول أمس باقتحام مقر كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والتضامن والعمل الإجتماعي بالرباط مرددة شعارات تطالب الجهات المعنية بتشغيلهم، وقد استطاعت المجموعة، المكونة من 50 فردا جاؤوا من مختلف مناطق المغرب، الوصول إلى باب كاتبة الدولة في القطاع ياسمينة بادو بعد أن اجتازوا الحراس الأمنيين للبناية الذين فاجأهم الاقتحام إذ جاء حسب عبد الرحمان عربان الناطق باسم المجموعة بعد استنفاذ كافة السبل والخطوات السلمية من أجل إدماجنا في الشغل، موضحا انخراط زملائه في معركتهم النضالية منذ صيف 2000 عبر محطات مختلفة، استقبلهم خلالها عدة مسؤولين بدون جدوى. وأعرب عربان عقب جلسة الحوار الثالثة مع ياسمينة بادو عن أمله أن تفي هذه الأخيرة بوعدها بتحديد لقاء عاجل مع الوزير الأول للنظر في قضيتنا العادلة، مخبرا بأن مجموعته مقبلة على خطوات نضالية غير مسبوقة، من قبيل إحراق الذات بعد ربطها بسلاسل في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. أما ممثل فئة حاملي شواهد توزيع المكالمات الهاتفية المكفوفين في لجنة الحوار كمال الداودي فقد صرح لالتجديد عن أمله في أنتخصص مناصب مالية لزملائه البالغ عددهم 34 فردا بالوظيفة العمومية خلال السنة المالية المقبلة، اعتبارا لاحتياج الإدارات العمومية لهؤلاء من جهة، وتخفيفا من معاناة المكفوفين. وعبرت ياسمينة بادو من جهتها لالتجديدعن تفهمها لوضعية المجموعة مؤكدة بأن مصالحها تبذل قصارى جهدها من أجل العمل على إدماجهم في الشغل، ولهذا الغرض فتحت حوارا مع وزارة التربية الوطنية لاستفادة هذه الأخيرة من أكبر عدد من المناصب المالية على خلاف باقي القطاعات التي يصعب معها تطبيق مشروع قانون مقعد لمكفوف من بين 15 منصبا ماليا، كما ستفتح الوزارة الحوار مع القطاع الخاص والمؤسسات العمومية قصد إدماج المجموعة في سوق الشغل، وأضافت ياسمينة قائلة إن الوزير الأول أولى عنايته للملف الذي سنتعاون من أجله عن طريق التوظيف المباشر تجاوزا لقانون الوظيفة العمومية الذي يحتم إجراء مباراة قبل التوظيف مع السلامة البدنية للمترشح الناجح. هذا وقد رفضت المجموعة مغادرة مبنى الوزارة التي احتلوا ممرات طوابقها العلوية جلوسا ووقوفا من العاشرة صباحا إلى حدود الخامسة مساء، وبعد إلحاح كاتبة الدولة وتأكيدها ألا يتدخل رجال الأمن لأذيتهم قرروا إكمال الاعتصام خارج مبنى الوزارة على أساس التزام المسؤولة بعرض ملفهم العادل خلال انعقاد المجلس الحكومي اليوم الخميس مع إبلاغ طلبهم بلقاء الوزير الأول في أقرب وقت. وفي موضوع ذي صلة، أصدرت مجموعة المعاقين المجازين المعطلين بيانا بمناسبة دخولهم في الأسبوع الخامس من الاعتصام المفتوح منذ 21 يونيو المنصرم أمام كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والتضامن والعمل الاجتماعي أبرزوا فيه ما أسموه استمرار تجاهل السلطات والجهات المعنية لملفهم العادل والمتمثل في حق الشغل، محملين إياها المسؤولية فيما ستؤول إليه أوضاعهم جراء ذلك. خالد السطي