تواصلت فعاليات المؤتمر العالمي ل(ظاهرة التكفير الأسباب - الآثار- العلاج) في المدينةالمنورة، وتناولت الجلسة الخامسة والسادسة محور (الأسباب المؤدية لظاهر التكفير)، وأوضح الدكتور إدريس مقبول من المغرب في ورقته التي ألقاها بعنوان (الأسباب الفكرية لمنزلقات التكفير) أن أسبابها فكرية مركبة، ويحتاج النظر الموضوعي للظاهرة التوقف عند أهم هذه الأسباب، في محاولة للبحث عن علاجات لهذه الأسباب من خلال التعليم والتربية والحوار الهادئ الرصين، ثم بيِّن أهم هذه الأسباب كما يراها الباحث، وهي: الجهل بالرؤية الشرعية، والتسرع في الخلوص إلى النتائج المدمرة، وذهنية الغضب والكراهية التي توجه إلى نهايات سوداوية تصادر حق الآخرين في الوجود والاختلاف، والانغلاق العقلي وضعف البضاعة العلمية. من جهته تطرق الدكتور علي يعقوب من المغرب في بحثه (الأسباب الفكرية للتكفير: الجهل بالدين واتّباع الهوى، التأويل الخاطئ - مخالطة الجماعات المنحرفة والتلقي عنهم ) إلى التكفير وأسبابه ودوافعه ونتائجه على الفرد والمجتمع المعاصر وتوصل من خلال هذا البحث إلى أن الجهل واتّباع الهوى من الأسباب الفكرية لانحراف جماعة التكفير عن المنهج الصحيح وأن التأويل الخاطئ للنصوص الشرعية وراء انحراف جماعة التكفير. بدوره قدم الدكتور عبدالله البخاري من المغرب دراسة (الجهل والهوى سببان رئيسان لظاهرة التكفير) عالج فيها سببين رئيسين يعتبران من أهم الأسباب الفكرية المؤدية لظاهرة التكفير، وهما: الجهل، واتّباع الهوى. وقدم خلال الجلسة الدكتور بدر بن ناصر البدر، بحثا بعنوان (التحذير من الغلو في ضوء القرآن الكريم) قرر فيه أن الغلو في الدين آفة قديمة ابتليت بها الأمم قبلنا، كما بليت بها هذه الأمة، وأن للغلو مرادفات كثيرة منها: التنطع والتعمق والتشدد والتعنت والتطرف والعنف والتحمس، والأدلة على التحذير منها والنهي عنها في كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وذكر أن وسائل علاج ظاهرة الغلو الوضوح والشفافية والصراحة في طرح هذه القضية ومناقشتها بموضوعية، بذكر أسبابها والبحث الجاد عن علاجها، مع أهمية استقراء شبهات الغلاة ودعاويهم وحججهم أو الأمور الملتبسة عليهم، ثم الرد عليها بالحجة والدليل الشرعي والعقلي، والحوار الهادئ معهم لإقناعهم وذلك من خلال إنشاء المراكز والجمعيات المتخصصة التي تعنى بهذه الأمور، يكون فيها باحثون متفرغون متخصصون لدراسة هذه الظاهرة، وتوفر لهم جميع الإمكانات التي تعينهم على أداء عملهم والقيام برسالتهم. وذكر الدكتور رضا عبد الواحد أمين من مصر بدراسته (دور وسائل الإعلام في الترويج للأفكار التكفيرية) أنه مع تعدد أشكال وسائل الاتصال وتطورها تطورا كبيرا في المرحلة الراهنة، وجه إليها الاتهام بأنها مسؤولة عن انتشار ثقافة التكفير، وذلك لأسباب كثيرة قد يكون منها غياب أو نقص الكفاءات المهنية القادرة على توجيه المجتمع وطرح قضاياه بموضوعية وحرفية، وقد يكون منها أيضا سهولة الحصول على منبر إعلامي لنشر الأفكار التكفيرية في القرية الإعلامية الصغيرة التي تنبأ بها عالم الاتصال الكندي الشهير (مارشال ماكلوهانة) بفعل الثورة المعرفية وانفجار المعلومات وظهور شبكة الإنترنت.