❍ نعيش الآن نهاية العشرية الأولى لإصلاح الجامعي، محطة المؤتمر كانت فرصة لتقييم هاته العشرية، أنتم الآن تسلمتم رئاسة منظمة التجديد الطلابي، كيف تقيمون عطاءات المنظمة خلال المرحلة السابقة؟ ● استطاعت المنظمة في المراحل السابقة أن تجعل للعمل الطلابي الإصلاحي بالجامعة إطارا قانونيا يوفر إمكانات أكثر، وفرصا أوسع للمدافعة المدنية والميدانية، وتمكنت من نقل صوت الطلاب إلى عمق اهتمامات المجتمع المدني والسياسي بروح رسالية ونضالية، وأطلقت مشاريع ذات نفس استراتيجي، تتميز بوضوح تصوري يجسده التراكم المقدر في الوثائق المرجعية، وفعالية برنامجية منخرطة في عملية البناء الحضاري ومعركة التحرر والعدالة والكرامة. فترتب عن هذا، مبادرات متعددة الأبعاد والمجالات، و أثرا عميقا في البنية التنظيمية والتصورية لمنهجية الاشتغال والتفكير داخل المنظمة، وانعكس ذلك على حضور المنظمة الكثيف والبارز في معركة الإصلاح العام، إلى جانب تطويرها لعلاقات عامة أفقية وواسعة على المستوى الوطني والدولي. لقد أثبت مشروع المنظمة حيوية وفعالية دلت على قدرته الاستشرافية في فتح آفاق جديدة لمشروع المنظمة، وتقديمه لإجابات مركبة واستباقية للتحديات المحيطة بواقع الشباب الجامعي، والمتأثر بالمتغيرات التي يعيشها الوطن والأمة، والتي تعرف تحولات بنيوية طالت مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمس المجتمع العربي الإسلامي عموما والمغربي خصوصا، حيث امتداد آليات الاستبداد السياسي والقهر الاجتماعي والابتذال الثقافي والقيمي، والمحاولات المستمرة للتحكم في مناهج التعليم ومهننتها وفق مقاربات تخدم العقلية الاستهلاكية، وتغيب المقاربة الإصلاحية الجذرية المتطلعة إلى تعليم وطني عمومي منخرط في معركة التحرر، كما تؤكد ذلك وثائقنا المرجعية، وفي مقدمتها الورقة التعليمية الصادرة عن المؤتمر الأخير للمنظمة. ❍ سجلتم حضوركم خلال الحراك السياسي المجتمعي الذي شهده المغرب في الأشهر السابقة، وحضرتم في النقاش الدستوري، وقدمتم مقترحاتكم للجنة المنوني، أي دور ترونه ينتظركم خلال المرحلة الراهنة؟ ● انخرطت المنظمة في معركة الإصلاح التي عرفها المغرب بكل وعي ومسؤولية، وبينت من خلال بياناتها ومذكرتها حول الإصلاحات الدستورية، موقفها ورؤيتها للإصلاحات الواجب تحققها، في الأبعاد التعليمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكانت وما زالت تأمل أن يخطو المغرب بإرادة حقيقية اتجاه التحول المأمول والمطلوب الذي يرجوه وينتظره المغرب والمغاربة، لكن المؤشرات التي ظهرت أثناء مرحلة الاستفتاء وما بعده، تكشف عن استمرار النهج السلطوي بآليته المعروفة والمعهودة، والتي ستعطل وتوقف التذبذب الديمقراطي، وتكرس الانتهاك الحقوقي والابتذال القيمي والثقافي. والمنظمة لن تتراجع عن نهجها في مقاومة ومدافعة الاستبداد بكل أشكاله السياسية والقيمية والاجتماعية، وستسعى من خلال إمكاناتها وآلياتها وفضاءات اشتغالها إلى العمل على محاصرته والحد من امتداداته، والتأسيس بالمقابل لثقافة الحرية والكرامة والعدالة. ❍ ماهي أولوياتكم خلال السنة الجامعية الجديدة، بالنظر إلى موقعكم الطلابي من داخل الجامعة والانتظارات الطلابية؟ ● لم تنفصل الجامعة في وقت من الأوقات عن التأثر بالمشهد السياسي المجتمعي والتحولات التي يعيشها، واستطاعت أن تبصمه كذلك ببصماتها، فالجامعة في قلب الحراك المجتمعي الذي يعيشه المغرب، وتنتظر أن تمتد نسمات الربيع العربي إليها، من خلال إصلاح وضعها العلمي والاجتماعي والقيمي والحقوقي، أهداف وضعتها المنظمة في أولوياتها قبل وبعد الربيع الديمقراطي، وانخرطت بكل مسؤولية وروح نضالية لتحقيقها، لتجعل من الجامعة قاطرة للعلم والمعرفة والتحرر من قيود التبعية والاستبداد في أبعادها المجتمعية. وستستمر في نضالها ودفاعها عن مصالح الطلبة والشباب والمجتمع المغربي، وحقه في العيش الكريم، وفي تعميم التعليم ومجانيته ودمقرطة تدبيره وتسييره وتوجهاته، وفي حق طلابه في المنحة وتعميمها وزيادتها، ولن تتراجع عن نهجها وخطها الذي رسمته في منطلقاتها وتوجهاتها، والذي عبرت عنه في أوراقها، وتعبر عنه في بياناتها ومواقفها من الإصلاحات التي تعرفها الجامعة، ومن الأحداث التي يعرفها المغرب.