تحاول بعض المنابر الإعلامية بث رسائل مفادها أن تعاطي المغاربة مع الدين تعاط شكلي ويرتكز على التقية ويذهب بعضها إلى حد الحديث، وبشكل سافر، عن نفاقهم. ويحاول هؤلاء تسويق تلك النظرة، حول رمضان مثلا، بالتركيز على ظواهر غير مناسبة تنتعش فيه وخاصة بالليل. والواقع أنه، ورغم ما يجده المغاربة من عنت بسبب غلاء الأسعار وارتفاع الاستهلاك، ورغم ما يحيط بالشهر الفضيل من عادات مجتمعية مكلفة، فإن تعاطي المغاربة مع رمضان يرتكز على أساس من التدين و بشكل قوي. فقد كشف استطلاع رأي أجرته وحدة "مكتوب للأبحاث" ، نشرت معطياته سنة 2008، شمل 11 دولة عربية أن المغاربة ينفردون وبنسبة 100 % من المستجوبين في تأكيد نيتهم صيام الشهر الفضيل. وقد أجري البحث شهرا قبل حلول رمضان سنة 2008. وهذه النسبة في إعلان الاستعداد لصيام شهر رمضان لها دلالتها القوية والمبدئية. وحول التجاوب مع الأنشطة التأطيرية في رمضان فقد كان المغاربة أكثر المستجوبين، من باقي مستجوبي الدول العربية الأخرى، حرصا على حضور الندوات الدينية وذلك بنسبة 26 %. كما يتجلى الحضور الديني في نوعية التواصل الذي يفضله المغاربة في شهر الصيام. وأبان ذات الاستطلاع أن المغاربة يفضلون تلقي رسائل ذات مضمون إسلامي على هواتفهم المحمولة خلال شهر رمضان، ويفضل 83 % منهم الأدعية بالدرجة الأولى، ثم القرآن الكريم بنسبة 70 %، ثم الحديث النبوي (63 %). وتتقوى العلاقات الاجتماعية ذات البعد الديني بشكل كبير خلال هذا الشهر. حيث تنشط صلات الرحم والتزاور بين الأصدقاء وتبادل الافطارات الجماعية وغير ذلك. كما تتقوى الروابط الأسرية فيه، إذ جوابا على سؤال "كيف تقضي وقت الإفطار"، قال 91 % إنهم يفطروا بمعية أسرتهم في منازلهم. وهي أعلى نسبة مقارنة مع باقي إجابات المستجوبين العرب، في حين أن قلة من المغاربة يفطرون في المطاعم أو مع الأصدقاء بنسبة 2 % و11 % على التوالي، وهي أدنى