بمناسبة إعلان مدينة الرباط بالمغرب الأقصى عاصمة للثقافة العربية لسنة 2003 , نظمت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع جمعية الدعوة الإسلامية معرضا لجماليات الخط العربي المطرز بمساهمة الفنانة الهندية المسلمة "شمس النساء محمد عبد الرحيم"، وذلك بالمركز الثقافي بأكدال بالرباط انطلاقا من فاتح مارس إلى الخامس منه , وقد زارت التجديد رواق هذا المعرض الذي يضم حوالي مائة وستة وعشرين لوحة كلها كتبت بالخط العربي الأصيل المطرز، هذه اللوحات تحتوي على آيات من الذكر الحكيم وكذا قصار السور, وقد ولدت الفنانة البريطانية المسلمة في "بنجالت" بالهند وتحمل الجنسية البريطانية وقضت أكثر من عشرين عاما في دولة الإمارات العربية المتحدة, وعملت مصممة أزياء وتطريز لألبسة العائلة الملكية في الشرق العربي, كما عملت مذيعة في إذاعة" بي بي سي" من خلال برنامج "عبر البحار" من لندن, بدأت "الفنانة شمس النساء" في قراءة وحفظ القرآن عندما كان عمرها أربع سنوات وفي سن السادسة بدأت الكتابة, وقد حرص والدها على تعليمها القرآن مع جميع أفراد عائلتها, ومن هنا بدأ حبها للخط العربي فكرست جهدها لهذا الهدف، وحرصت على زيارة المعارض الدولية واقتنت الكثير من اللوحات التي شجعتها على أن تكون فنانة ذات موهبة خاصة . وفي تصريح للفنانة "شمس النساء" وضعته رهن إشارة الزوار بالمعرض تقول: (إن الجهد الذي أبذله يهدف إلى الحفاظ على أعمال الخطاطين الذين استلهموا فنهم من خطاب الله سبحانه وتعالى, كما أنني أتأسف نظرا لأن القليل من الناس هم الذين درسوا هذا الفن فعرفوه حق المعرفة, لذلك فإن شغلي الشاغل هو التحسيس بهذا الفن داخل العالم العربي والإسلامي وخارجه). وخلال زيارتنا لهذا المعرض اطلعنا على ملف إعلامي "لشمس النساء" وقفنا فيه على مجموعة من الحوارات الصحفية خصت بها بعض المؤسسات الإعلامية نقتطف منها مايلي. تقول شمس النساء ( منذ طفولتي كنت دائما أتأمل هذه الآيات، فيجذبي جمال الخط وعذوبة المعنى فأفكر في عمل شيء ما لأستغرق في هذا الجمال, ولم تتحقق هذه الرغبة إلا عندما تعرفت في مدينة أبو ظبي إلى الخطاط الباكستاني الشهير صادقين) مجلة كل الأسرة العدد 279 السنة 99 . وحول موضوع العولمة قالت الفنانة شمس لمجلة الشرق( نحن بعملنا هذا نحاول بعث الروح في كتابة الخط العربي، بل والحفاظ على قيمته التراثية , فقد كان منارة من منارات الثقافة والإبداع . واليوم نحن نتحمل مسؤولية الحفاظ على ذلك باتجاه العولمة التي تحاول بتقنياتها التقليل من قيمة كل ما هو إنساني, وباختصار أعتبر نفسي مجاهدة من أجل تعزير الثقافة الروحية الخالدة). وعندما شاركت في معرض للخط العربي بمدينة الرياض بالمملكة السعودية صرحت بأنها شغفت بكل أنواع الخطوط، وأخذت في تتبع وتقصي لوحات كبار الخطاطين والمشاهير في بقاع الأرض،بداية بالعراق ومرورا بسوريا ودول الخليج ومصر وتركيا والهند وباكستان،ونهاية بلندن والصين واليابان, وأوقفت نفسها لخدمة هذا الفن الأصيل في الكتب والمتاحف. وعن أهم مشروع في هذا المجال تنوي "الفنانة شمس النساء" إنجازه، أجابت ابنتها" سيمي خان"، التي حضرت نيابة عنها إلى المغرب فقالت( إن الفنانة شمس تتمنى كتابة القرآن الكريم كاملا بالتطريز اليدوي كأحسن وأكبر وأجمل ما كتب في العالم, كما ترجو أن تجد من يدعمها ماديا ومعنويا حتى تتمكن من تحقيق رغبتها هذه). وفي جواب عن سؤال حول نظرة الفنانة شمس إلى القضية الفلسطينية، قالت ابنتها إن أمها كغيرها من أبناء الأمة الإسلامية تنتظر اليوم الذي يتحرر فيه هذا الشعب من الغطرسة الصهيونية. عبد الرحيم بلحاج