لم تدخل إلى المدرسة ولم تكن تعلم القراءة، ومع ذلك استطاعت أن تحفظ القرآن المنزل على سيد المرسلين، إنها سعاد الابراهيمي مزدادة سنة 1980 حيث ختمت القرآن في مدة سبع سنوات. لم يسبق لها أن درست من قبل، وتشتغل في بعض الأحيان، وتغلبت على كل الصعوبات من أجل إتمام كتاب الله، ويرجع الفضل بعد الله عز وجل للأسرة حيث كانت توفر لها المكان للحفظ وكانوا يتحملون نفقة ومصاريف الحفظ لأنها لم تكن تشتغل. الأسرة وفرت كل الظروف لمساعدة سعاد، ويعمل أفراد الأسرة على أن لا يكون هناك ضجيج خلال فترات الحفظ، و يوفرون لها جميع متطلبات الراحة لتتمكن من الحفظ . فقد كانت دائما تبحث عن مكان تحفظ فيه القرآن حتى سمعت بجمعية أبو شعيب الدكالي بسلا، والتي تكن لها كل الاحترام، وتشكر المشرف عليها الشيخ السحابي حفظه الله والمشرف على قسم النساء مبارك المبدوري. وتعمل على حفظ نصف حزب في الأسبوع ثم تراجع خمسة أحزاب. قبل حفظها للقرآن لم يكن لديها هدف محدد، أما بعد إتمام الحفظ، فقد ساعدها كتاب الله على تحديد هدفها. فالقرآن نظم لسعاد الوقت مثلما تنظم الصلاة وقت الإنسان. فحفظ القرآن حمل ثقيل وأمانة، فيجب على المرء أن يراجعه أولا، وأن يستلهم ما حفظه من أجل تجسيده على أرض الواقع، «فالقران احدث في نفسي نقلة عجيبة» تقول سعاد. على الرغم من أنها كانت أمية، ولم يسبق لها أن دخلت المدرسة، استطاعت أن تحفظ كلام الله سبحانه وتعالى، وذات يوم كانت تستمع للشيخ محمد حسان فقرأ قوله تعالى }اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ . خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ .الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ{، فتأثرت بهذه الآية كثيرا، وذهبت إلى إحدى الصديقات وطلبت منها أن تشرح لها معنى هذه الآية، فقالت لها بأن أول شيء أمرنا به الله عز وجل هو العلم، ومن ثم راودتها رغبة كبيرة في حفظ القرآن. الآية التي تؤثر في سعاد كثيرا وعندما تسمعها تفرح كثيرا هي قوله تعالى }اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ .خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ . اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يعْلَمْ{ فهي تحمد الله على تمكنها من إتمام القرآن وتعلم القراءة. فهل يمكن للأشخاص اللذين لا يقدرون على القراءة والكتابة أن يمكنوا من حفظ القرآن؟ تجيب سعاد :»الأمر جد سهل ولا شيء مستحيل، ولكن الصعب هو أن يتوفر الأمي على العزيمة و يتخذ القرار لحفظ القرآن، أنا أجد القرآن من أسهل العلوم فقد حاولت أن أتعلم علوم النحو والعقيدة ووجدتها صعبة إلا أن المادة الوحيدة التي وجدتها سهلة وسلسة هي تعلم القرآن» . وتنصح سعاد النساء كلهن بتعلم القرآن سواء كن أميات أو متعلمات وسيجدونه إن شاء الله سهلا وسلسا وسينور لهم حياتهم بإذن الله .