أحالت لطيفة العابدة كاتبة الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي مكلفة بالتعليم المدرسي، ملف حالة الغش التي تم ضبطها بأحد مراكز تصحيح امتحانات البكالوريا بالدارالبيضاء، على الوكيل العام للملك لدى المحكمة الابتدائية بعين السبع، الذي أحال بدوره الملف على الشرطة القضائية بالمعاريف لمباشرة التحقيق التفصيلي في قضية غش وتزوير استثنائية، تبين بعد تجميع المستندات والمعطيات المتعلقة بها، أن هناك أياد خفية كانت تعمد إلى سحب الورقة الأصلية التي دون عليها المرشح أجوبته، لتستبدل بورقة إجابة جديدة، تحمل نفس رقم السري للمترشح، لكن لا تحمل نفس خط المترشح. وعلمت «التجديد» من مصادر مطلعة أن الشرطة القضائية باشرت التحقيق في الملف باستجواب مجموعة من الأساتذة المشرفين على المداومة، والأطر الإدارية بثانوية البارودي التي كان المترشح قد اجتاز بها امتحانات البكالوريا «الدورة الأولى» بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء الكبرى، النيابة الإقليمية عين السبع الحي المحمدي. وركز التحقيق على الظروف التي مرت فيها الامتحانات والمسار الذي تسلكه أوراق التحرير، كما تم الطلب من المحقق معهم كتابة معادلة رياضية وكلمة باللغة العربية بخط يدهم، لإحالتها على مختبر التحليل. وكان مدير الثانوية التأهيلية البارودي بنيابة عين السبع الحي المحمدي، الذي تم إعفائه على خلفية ضبط حالة الغش، والعاملون بالمؤسسة من أساتذة وإداريين، وكذا جمعية مديرات ومديري الثانويات الإعدادية والتأهيلية لجهة الدارالبيضاء الكبرى، قد طالبوا بإجراء تحقيق نزيه وشفاف للكشف عن كل ملابسات حالة الغش المكتشفة في مركز التصحيح والمتورطين في هذه العملية المتعددة الأطراف، وشددوا على أن القضاء هو وحده الكفيل بالكشف عن الحقيقة كاملة غير منقوصة.