عاد زعيم المعارضة الموريتانية، أحمد ولد داداه، إلى الشارع متعهداً بالوقوف في وجه “نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز” الذي “يسعى إلى تفتيت موريتانيا”، في وقت تحولت فيه جميع مشاريع الدولة إلى “منافع شخصية لولد عبد العزيز وزمرته المقربة”، والذين “اختزلوا موريتانيا في ذواتهم”، على حد تعبيره. وقال زعيم المعارضة في مهرجان لحزبه ليل السبت/الأحد بالعاصمة نواكشوط إن موريتانيا اليوم “مهددة بالتفكك جراء سياسات ولد عبدالعزيز وزمرته” ووصف أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية والأمنية بأنها في “غاية الخطورة”، مؤكداً أن حزبه “سيقف بالمرصاد في وجه كل من يريد إفساد البلاد مهما كلفه ذلك”. وأكد ولد داداه أن الجميع متفقون على أن “تسيير أمور البلاد فاسد”، وأن “العاقل أبو غمزة والفاسد أبو دبزة (ضربة)”. واعتبر ولد داداه أن “الجنرال ولد عبد العزيز” يعرض أرواح الجنود الموريتانيين للخطر عبر سياسته الأمنية التي تمثل “تخبطاً أعمى”، داعياً ولد عبد العزيز إلي إيقاف “هذه الحركات الطائشة”، في إشارة للعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الموريتاني ضد “القاعدة” في مالي المجاورة. وقال إنهم في “التكتل” (حزبه) سكتوا عن “اغتصاب ولد عبد العزيز للسلطة والرئاسة”، ولكنهم لن يسكتوا “عن تحطيم موريتانيا واندثارها”، مطالباً مناضليه بالاستعداد للتضحية. عودة الانقسام وكانت منسقية أحزاب المعارضة قد عاودت الانقسام جراء الموقف من الحوار مع النظام، فيما يواصل زعماؤها مشاوراتهم للرد على مقترحات الرئيس محمد ولد عبد العزيز بشأن انطلاقة الحوار. وفي الوقت الذي أعلن فيه مسعود ولد بلخير رئيس البرلمان وعضو المنسقية أن الحوار سيجري “شاء من شاء وأبى من أبى”، أعلن حزب “التكتل” الذي يقوده زعيم المعارضة أحمد ولد داداه أنه لن يشارك في أي حوار مع النظام، قبل تلبية شروطه الخمسة المتمثلة في اعتماد “اتفاق دكار” كمرجعية للحوار، وتحرير الإعلام الحكومي، والامتناع عن قمع المظاهرات، وفتح الإدارة والصفقات العمومية أمام الوطنيين من دون تمييز، والالتزام بعدم خوض أي انتخابات مقبلة من دون وضع نظام انتخابي متفق عليه. وخلصت اللجنة الدائمة للحزب عقب اجتماعها، السبت الماضي، إلى أن هذه الشروط تعتبر “ضرورية لبعث الثقة وتلطيف الأجواء المشحونة أصلاً بالإقصاء والتهميش والأحادية المفرطة ومعاملة المعارضين كمواطنين من الدرجة الثانية”. وقال بيان الحزب إنه قرر الدفع بهذه الشروط “من أجل ألا يكون هذا الحوار مجرد مهزلة ووسيلة لكسب الوقت من طرف النظام، واتخاذه ورقة إقناع للشركاء الخارجيين بأن نظامه يختلف عن غيره من الأنظمة الدكتاتورية التي تعصف بها ثورات شعوبها”. أما رئيس البرلمان مسعود ولد بلخير، المنافس الرئيسي لولد داداه على زعامة المعارضة، فقد خاطب أنصاره في مهرجان جماهيري حاشد لحزبه بالعاصمة نواكشوط مساء الجمعة الماضية قائلاً “أقول لكم إن الحوار، واسألوا به خبيراً، في مرحلة متقدمة “على كبد من أحب وعلى كبد من كره”. وتمنى ولد بلخير أن يشارك الجميع في “الحوار الذي لا مفر منه وسيحقق لموريتانيا ما تريد”، مؤكداً رفضه بشدة لأي ثورة في موريتانيا. وفي خطوة لافتة، طالب رئيس البرلمان بتأجيل الانتخابات النيابية المقررة نهاية أكتوبر المقبل، مؤكداً أن “الظروف غير مواتية لتنظيم هذه الانتخابات لا سياسياً ولا مادياً”، وطالب بتأخيرها إلى حين اتفاق الأطراف السياسية علي ملفها.