كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن دور تكنولوجيا الانترنت في "الثورات" التي شهدتها الدول العربية، فبدأ الحديث عن "ثورة الفايسبوك" و "حزب الفايسبوك" ودور الشباب في تحريك الجماهير عبر وسائل الإعلام المتنوعة من الفايسبوك والتوييتر و المدونات... لكن، كيف استطاع بعض الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات من تعبئة الناس دون الحصول على تكوين مناسب ودون أن يكون لديهم أي ارتباط بأي منظمة أو تنظيم؛ ولماذا لم تتدخل الإدارة الأمريكية لدعم حلفائها، خاصة مصر وتونس، ومنع "شباب الفيسبوك " من استعمال تكنلوجيا المعلومات والاتصالات خاصة أنها تتحكم في بنيتها التحتية ولديها القدرة والإمكانيات على التدخل؛ أم أن ذلك كان يحقق أهدافها الاستراتيجية و يحمي مصالحها الاستراتيجية. إن الشعوب العربية مهيئة لأي ثورة لعدة أسباب والتقارير الأمريكية تطرقت مرار إلى هذا الوضع ؛ويكفي أن نشير إلى التقرير الاستخباري الأمريكي الصادر في شهر فبراير 2009 الذي يتحدث عن تراجع الدور المصري في المنطقة بسب تقدم مبارك في السن (82 سنة ) ومرضه وافتقاد مصر لأي مزايا تنافسية مقارنة مع باقي الدول المحورية في المنطقة؛ وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية كانت تبحث عن بديل لمبارك الذي لم يعد مقبولا لدى الشعب وكذلك الجيش المصري الذي له علاقة قوية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. أما بالنسبة لتونس فيكفي أن نشير إلى ماقاله الباحث في المركز الوطنيّ للبحث العلميّ Vincent Geisser عن رغبة الأمريكيين في استبدال بن علي برجل أقل ضررا ومقبولا لدى الشعب التونسي ويكون لديه ارتبطاطات بالنظام الدولي كما هو حال مع "الحسن وتارا " الموظف السابق بالصندوق النقد الدولي والتي سارعت واشنطن وباريس لتأييده ضد حليفهما التقليدي الرئيس "لوران جباجبو" ... إن الفساد السياسي والمالي أصبح يزعج الشركات المتعدد الجنسية الغربية في تونس بسبب سيطرت "ليلى الطرابلسي " وعائلتها على الاقتصاد التونسي؛ ونحيل القارئ إلى كتاب«حاكمة قرطاج. يد مبسوطة على تونس» الذي يشير إلى الإنهاك الذي أصبح يشعر به المواطن التونسي و كيف أن الأمور بدأت تتجه إلى حالة غير متحكم فيها. وفي حوار أجرته إذاعة RFI مع "جيسر" ونشر بالموقع الإلكتروني بتاريخ 13 ياير 2011 اعتبر هذا الباحث الفرنسي أن الإدارة الأمريكية تطمح إلى شخصية ليبرالية تعوض " بن علي" وتنتمي إلى النظام ( وزير سابق مثلا) ، أو شخصية تنجح في الانتقال الديموقراطي؛ ثم يضيف أنه : " وإن لم يصرحوا بذلك رسميا فإن الأمريكيين دخلوا في شكل من " الثورة البرتقالية على الطريقة التونسية" والتي ستستمر يومين أو 3 أيام. لقد تخلت الإدارة الأمريكية عن"بن علي" كما تخل عنه الجيش الذي كانت علاقته جد متوترة مع الرئيس ؛ بفعل التفقير الذي تعرض له مقارنة بمختلف الأجهزة الامنية ولا ننسى حادث مقتل 13 من الضباط وضباط الصف في الجيش التونسي خلال سقوط مروحيتهم يوم 30 أبريل 2002 فوق مدينة "مجاز الباب "التونسية وكان على رأس الضحايا اللواء "عبد العزيز السكيك" رئيس هيئة أركان الجيش التونسي. لقد أراد الامريكيون استباق الأحداث فشجعوا الانتفاضات ولم يقفوا في مواجهتها بل أمسكوا بزمامها ويعملون على تمكين شخصيات مقبولة لديهم من لتتولى السلطة ؛ فالإدارة الأمريكية لا تمانع في الديموقراطية بشرط أن لاتؤدي إلى الإضرار بمصالحها وهي تعمل على امتصاص النخب في إطار قواعد لاتغير المسار الاستراتيجي لسياستها. وكما يقول العالم الاستراتيجي "المهدي المنجرة ": من المستحيل عمليا على كل بلدان العالم الثالث، الانخراط بشكل حر وديموقراطي ضمن عملية التغيير، بدون مباركة "القوة العظمى الوحيدة".. ويضيف " إن عولمة الديموقرطة، تعني تقوية آليات التوجيه عن بعد (والمراقبة عن بعد)، لضمان استمرارية أنظمة خاضعة تنادي بالديموقراطية عل المستوى الصوري، ولكنها تمارس عمليا بموافقة "عالمية". وثائق ويكيليكس أقنعت الأنظمة بانها لا تستطيع التعويل على الدعم الامريكي في حديثه أمام حوالى 800 من طلاب جامعة كمبريدج يوم الثلاثاء 22 مارس 2011 ؛ أشار "جوليان اسانج" ، مؤسس موقع ويكيليكس إلى أن نشر وثائق الدبلوماسية الأمريكية ساهم في الانتفاضات الشعبية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا؛ وأضاف أن الوثائق المنشورة ربما "اقنعت بعض الأنظمة السلطوية بانها لا تستطيع التعويل على الدعم الامريكي اذا استخدمت القوة العسكرية ضد المحتجين". وأضاف مؤسس ويكيليكس: "أوضحت البرقيات الخاصة بتونس أنه اذا وصل الأمر أمام الولاياتالمتحدة إلى صدام بين الجيش وبن علي فعلى الأرجح ستؤيد الولاياتالمتحدة الجيش"؛ وأضاف: "وبالتاكيد جعل ذلك بعض الدول المجاورة لتونس تفكر أنها لو تدخلت عسكريا فلن تكون الولاياتالمتحدة الى جانبها". كما يتبين من برقيات السفيرة الامريكية في القاهرة التي نشرتها ويكليكس فإنها كانت تجري لقاءات مع بعض ممثلي المعارضة بما فيهم بعض الشباب مثل "حركة 6 ابريل" لبحث الظروف السياسية والاجتماعية في البلاد. ففي الفترة الممتدة من 23 فبراير إلى 13 مارس 2010 استقبلت منظمة " بيت الحرية " Freedom House 11 مدون من الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية والذين لهم ارتباط ببعض جمعيات المجتمع المدني. هؤلاء النشطون حصلوا على تكوين في الأمن المعلوماتي وفي كيفية تصميم الرسائل وانتاج الفيديو كما استقبلوا أثناء زيارتهم مسؤولين من الإدارة الأمريكية. فقد شارك هؤلاء النشطون في مؤتمر صحافي عقد في مجلس الشيوخ، والتقى مع مسؤولين رفيعي المستوى في وكالة USAID والدولة والولاية والكونغريس وكذلك وسائل الإعلام الدولية بما في ذلك قناة الجزيرة وصحيفة واشنطن بوست. وحسب وثيقة نشرها موقع ويكليكس مؤرخة بيناير 2010؛ فإن بعض الشباب من حركة " شباب 6 أبريل" (April Six Youth Movement) شاركوا في برنامج " الجيل الجديد " New Generation الذي يهدف إلى إعطاء سلطة وقوة للمجتمع المدني المصري والشرق الوسط عبر تطوير وتدريب المدونون؛ ومن بين محاور هذا البرنامج: تدريب الشباب على المشاركة والتعبة المدنية والتفكير الاستراتيجي والاعلام الجديد.. كما قام بعض شباب حركة 6 أبريل خلال صيف 2009 بزيارة لصربيا للاستفادة من دورة تدريبية وورشة عمل نظمت بمركز CANVAS(Center for applied nonviolent action and strategies) بهدف التعرف على كيفية تكوين الحركات السلمية دون اللجوء إلى العنف و من ضمن شركاء المركز : مؤسسة " ألبرت أينشتين" ، المعهد الجمهوري الدولي و منظمة "بيت الحرية". و تعتبر مؤسسة " بيت الحرية " التي تسهر على برنامج " الجيل الجديد " كما هو مذكور بموقعها الإلكتروني: " منظمة غير حكومية مستقلة تساعد على تنمية الحريات عبر العالم؛ وتعتبر أن " الحرية لا تتحقق إلا ضمن نظام سياسي ديموقراطي حيث الحكومات مسؤولة اتجاه شعوبها ، و حيث القانون يحترم حرية التعبير وتكوين الجمعيات واحترام الأديان وحقوق الأقليات وحقوق المرأة " ؛ لكن بالاطلاع على الشخصيات التي تسير المؤسسة والهيئات التي تمولها، فإنه يظهر أن لديها اربتباطات برجالات الإدارة الأمريكية؛ فقد ترأس المنظمة في مرحلة سابقة المدير السابق للمخابرات الأمركية James Woolsey أما بالنسبة لمجلس الإدارة فيتكون من أعضاء سابقين في الحكومة الأمريكية، علماء وكتاب، صحافيون وزعماء أحزاب نقابيون ومدراء شركات. ومن بين أبرز الشخصيات المتواجدة بمجلس الإدارة: سامويل هانتغتون صاحب نظرية "صراع الحضارات" ؛ دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق زمن بلين المسؤولين عن احتلال العراق؛ بول وولفيتز، مهندس الحروب الأمريكية و عراب الفوضي الخلاقة ؛ وشخصيات فاعلة في السياسة الأمريكية... أما بالنسبة للتمويل؛ فإنها تتلقى أموالا من الحكومة الفدرالية عن طريق وزراة الخارجية الأمريكية و منظمة USAID و المعهد الوطني الديموقراطي ؛ كما تستقبل تمويلا من العديد من المنظمات الخيرية تضم Lynde- Harry Bradley Foundation, Sarah Scaife Foundation ؛ و من بين الممولين الرئيسيين مؤسسة سوروس Soros Foundation ... القوة الذكية للحفاظ على المصالح الأمريكية... إن الإدارة الأمريكية خسرت في عهد بوش الكثير من شعبيتها في العالم وخصوصا في الدول العربية، مما قلل من تأثيرات البعد الثقافي الأمريكي، فاضطر المسؤولون الأمريكيون إلى اللجوء إلى مفهوم جديد للقوة بهدف تلميع صورة أمريكا و استعادة مكانتها دوليا. هذا المفهوم الجديد للقوة عمل على صياغته علماء مركز الدراسات الإستراتجية والدولية (Center for Strategic and International Studies) تحت اسم "القوة الذكية" وهو مفهوم يدمج بين مفهومي القوة الناعمة (Soft Power) والقوة الصلبة (Hard power). وقد دعا المركز إلى اجتماعات ومناقشات ضمت أعضاء من الإدارة الأمريكية، الجيش، المنظمات غير الحكومية، وسائل الإعلام، أكاديميين، وكذلك أفراد من القطاع الخاص. و أصدرت اللجنة تقريرها عن التحديات التي تواجهها الولاياتالمتحدة بعنوان "التوقع العالمي لتحديات الأمن العليا لعام 2008" "Global Forecast the top security challenges of 2008"، وتقرير "القوة الذكية، أمن أكثر لأمريكا" "Smarter, More Secure America" . وقد أشارت إلى هذا المفهوم الجديد للقوة ، "هيلاري كلينتون" في حديثها أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ يوم 13 يناير 2009 حيث قالت أن " زعامة الولاياتالمتحدة كانت دائما مطالبة، لكنها مطلوبة أيضا. وعلينا أن نسخر ما يسمى بالقوة الذكية Smart Power وكل الأدوات التي تتوفر لنا – أي الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والسياسية والقانونية والثقافية – ثم انتقاء الأداة المناسبة أو مجموعة من الأدوات التي تتناسب مع كل وضع. وباعتمادها على القوة الذكية ستصبح الدبلوماسية في طليعة أدوات السياسة الخارجية." كما أعلنت وزيرة الخارجية في 3 نوفمبر 2009 في منتدى المستقبل المنظم بمراكش ، عن مبادرة " الشرق الأوسط الكبير ومنطقة شمال أفريقا ومجموعة الدول الثماني الكبرى والمجتمع المدني والجماعات الخاصة" ، و أكدت كلينتون "التزام الولاياتالمتحدة بتوسيع تواصلها مع المجتمعات المسلمة حول العالم " وحددت الخطوات الملموسة التي تتخذها الولاياتالمتحدة لمتابعة العمل بالنسبة لمبادرة "البداية الجديدة" التي أطلقها الرئيس أوباما من القاهرة. لقد ركزت الوزيرة كلينتون في كلمتها على الشراكات التي " تعزز المجتمع المدني والأعمال التجارية والتنمية الاقتصادية والفرص التعليمية والتعاون العلمي والتكنولوجي وتمكين المرأة من حقوقها والتعاون بين الأديان" . ومن بين هذه المبادرات التي أطلقت خلال منتدى المستقبل هي مبادرة"المجتمع المدني 2.0 " لدعم المنظمات الشعبية عبر العالم عبر مجموعة من الإجراءات من بينها: تدريب ودعم منظمات المجتمع المدني في أنحاء العالم لبناء إمكانياتها الرقمية( كيفية إنشاء موقع على شبكة الإنترنت، كيفية التعامل على المدونات، كيفية إطلاق حملة رسائل نصّية قصيرة، كيفية بناء شبكة اجتماعية على الإنترنت،كيفية حشد الشبكات الاجتماعية لتأييد قضية ما)؛ تخصيص منحة قيمتها 5 ملايين دولار لتمويل برنامج طليعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من شأنه تعزيز وسائل الإعلام الجديدة وإمكانيات منظمات المجتمع المدني وقدرته على تكوين الشبكات الاجتماعية وتعزيز التعليم في المنطقة عن طريق الإنترنت( هذه المعلومات منشورة بموقع الخارجية الأمريكية america.gov). الديبلوماسية الرقمية جارد كوهين وأليك روس . 16 يوليوز 2010 لقد قررت الخارجية الأمريكية أن تستعين بالتكنولوجيا لخدمة سياستها الخارجية بهدف تعزيز جهودها الدبلوماسية التقليدية وتطوير حلول سياسية مبنية على التكنولوجيا؛ إنها الديبلوماسية الرقمية في خدمة السياسة الأمريكية. هذا المفهوم الجديد للديبلوماسية أشار إليه الكتاب الصحافي"جيسي ليشتنشتاين" JESSE LICHTENSTEIN في مقال له بعنوان Digital Diplomacy نشر بجريدة «نيويورك تايمز» يوم 16 يوليوز2010 ؛ يتحدث فيه الكاتب إلى مهندسي هذه الديبلوماسية الجديدة وهما " أليك روس" و" جارد كوهين " الموظفان بوزارة الخارجية الأمريكية . وكيف أن " هيلاري كلينتون" تعتبر الشباب في الشرق الأوسط «جاهزون بشكل خاص للتأثير الخارجي» عبر «ممرّات التكنولوجيا» كالفضائيات التلفزيونية والهواتف المحمولة وشبكة الانترنت؛ وبناء على اقتراح أليك وكوهين ، أدرجت وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون «حق الاتصال» ضمن حقوق الإنسان ، وأجندة السياسة الخارجية. وكمثال على فعالية الدبلوماسية الرقمية يورد الكاتب قضية الإيرانية " ندا آغا سلطان " التي استأثرت باهتمام العالم برمته من خلال نشر مقطع فيديو عنها في اليوتيوب، وقد وصف كوهين ذلك الفيديو بأنه «أهم فيديو ناقل للعدوى في عصرنا»، وقال للمشرف على الموقع: «إن اليوتيوب هو بطرق كثيرة، أفضل من أي مخابرات يمكن أن نحصل عليها، لأنه يوضع من المستخدمين في إيران»؛ وحسب جيسي لينشتاين فإننا نشهد «زواجاً جدياً بين وادي السيليكون* ووزارة الخارجية الأميركية». أليك روس : "تشي غيفارا" القرن 21 هو الشبكة العالمية لقد قامت "هيلاري كلينتون" بوضع العديد من الشباب في مرافق إدارتها والتي بدورها تشرف وتؤطر على مجموعات صغيرة؛ فكلفت الشاب " أليك روس" لتنزيل برنامج المجتمع المدني 2.0 civil society 2.0 والذي يرتكز على تكوين وتدريب المنظمات الشعبية grass-roots organsiations في أنحاء العالم (إنشاء مواقع الإنترنت، إطلاق حملات الرسائل النصية وبناء المجتمعات على الإنترنت..). هذا الشاب لعب دورا كبيرا في الحملة الرئاسية ل" باراك أوباما " حيث كلف بمهمة التنسيق والتواصل بين مئات من المستشارين السياسيين policy advisors من بينهم خبراء في التكنلوحيا high tech titans مثل المدير التنفيدي لشركة جوجل "إيريك شميدت " وأكاديميون مثل أستاذ القانون من جامعة هارفيرد Lawrence Lessig و ردجال أعمال.. لقد ساهم " أليك روس " في تطوير ودعم حملة أوباما عبر التكنولوجيا ؛ وبعد فوز أوباما في الانتخابات الأمريكية ، عينه الرئيس الجديد في منصب كبير مستشاريه في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار ثم أصبح مستشارا لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لشئون التقنيات وهي الوظيفة التي أنشئت لغرض المزج بين الدبلوماسية والتكنولوجيا. و حسب "أليك" " الذي فاز بجائزة المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات «اجمع» التي أقيمت في مملكة البحرين بصفته «الشخصية العالمية الأكثر تأثيرا في قطاع المعلوماتية والاتصالات للعام 2010»؛ فإن العالم منقسم إلى صنفين: المدافعين عن الافتاح والمنغلقين. و المشكل يالنسبة ل" أليك روس" هو " كيف سنمكن قوى الانفتاح التي نمثلها نحن geeks (لشخص المهووس الذي يحب النكنولوجيا الى درجة الجنون) بمواجهة من يدعون إلى الانغلاق ". كما نشرت وكالة الأنباء الفرنسية (22/02 /2011 ) تصريحا ل" اليك روس" يعتبر فيه أن الشبكات الاجتماعية لعبت "دورا مهما" في أحداث تونس ومصر لكنه لفت إلى أن "هذه الحركات لم تنبثق من التكنولوجيا"؛ وأوضح أن " التكنولوجيا سرعت مجرى الأحداث، بحيث أن حركة كانت ستستغرق في الأوضاع الطبيعية أشهر أو سنوات، جرت في فترة أقصر بكثير"، وختم " أن "تشي غيفارا" القرن 21 هو الشبكة العالمية؛ كما يعتبر أليك أنه " لم يعد هناك حاجة الى شخصية كاريزمية فريدة لتعبئة الحشود وتنظيمها". وفي تعليقه على احتجاجات تونس كتب "أليك روس " على صفحة " تويتر" : " يجب السماح للمواطنين بالاحتجاج ولهم الحق في الانتقاد" و يضيف " لقد أعلنا عن انطلاق الديبلوماسية الرقمية والبدئ في الاتصال بببعض الناشطين في هذه الدول العربية" . لقد اتصل "أليك" بالمدون التونسي سليم عمامو slim Amamou الذي سيصبح فيما بعد "كاتب الدولة في الشباب" في الحكومة التونسيةالجديدة الذي استفاد من التكوين الذي نظمته مؤسسة "بيت الحرية" التي تعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة التي يتمتع مواطنوها بالحرية في منطقة لشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأسرها ! ولتقريب القراء من أفكار " أليك روس" المكلف بتنزيل "برنامج المجتمع المدني 2.0 " ننشر الحوار الذي أجراه معه Olivier de Gandt و Joan Tilouine من موقع Inrocks بتاريخ 15 فبراير 2011 مع أليك روس: اليك روس : عندما قام بن علي بسرقة كلمات المرور لأكثر من ملايين مستخدمي الفايسبوك، فإننا تدخلنا بسرعة كيف يمكن اعتبار عملكم نوع من الديبلوماسية؟ من بين مهامي في وزارة الخارجية الأمريكية هو تحسين صور الولاياتالمتحدةالأمريكية في العالم عبر التكنولوجيا والشبكات الاجتماعية. فعندما تراقب دولة ما و تمنع الصحافة والانترنت، فإنه يصبح من الصعب الاتصال مباشرة مع الناشطين المحليين. لدى يجب أن نكون ديبلوماسيين في مواجهة الحكومة ، ونشرح ونؤثر. إنه فن تقوية سلطات التكنولوجيا في خدمة الأهداف الديبلوماسية. هل يمكن اعتبار الديبلوماسية الرقمية فقط أداة جديدة للتأثير كما يقول Hubert Védrine؟ نعم، لكن وسائل الاعلام الاجتماعية هي فقط أداة للديبلوماسية الرقمية؛ وهذه الأخيرة هي أداة جديدة للديبلوماسية التقليدية. الدفاع عن حرية الانترنت هي حق الانسان في القرن الواحد والعشرون. إنها ليست بروباغندة، إنها أداة لتكثيف amplifier أصوات الشعوب. عندما تقوم دولة بقطع الانترنت فهل يهاجم الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ نعم، لأنه يهاجم الشبكة العالمية التي تحميها الولاياتالمتحدةالأمريكية باسم الحرية و سنرد riposterons عند كل هجوم. فعندما قام "بن علي " بسرقة كلمات المرور لأكثر من ملايين مستخدمي الفايسبوك، فإننا تدخلنا بسرعة. كيف دعمتم الناشطين التونسييونر cyberactivistes؟ لقد قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتطوير أدوات مناسبة للوضعية. ونحن جد فخورين لأننا قمنا بتدريب وتكوين المناضلين من أجل الحرية عبر العالم. جارد كوهين وفن إدارة شؤون الدولة في القرن الحادي والعشرين يعتبر جاريد كوهين Jared cohen الذي ولِد من أسرة يهودية يوم 24 نوفمبر 1981 في وستون كنتيكت من بين مهندسي «الديموقراطية الرقمية». و هو إلى جانب عمله بشركة جوجل كمدير للأفكار، فهو وزميل منتسب في مجلس العلاقات الخارجية، الأمريكية ؛ وقد عمل سابقاً كعضو في طاقم تخطيط السياسات لوزيرة الخارجية ومستشار مقرب لكل من "كوندوليزا رايس" وبعدها "هيلاري كلنتون". وكانت كوندوليزا رايس قد ضمته للوزارة كأصغر عضو في تاريخ الحكومة الأمريكية، وكان واحداً من القلائل الذين احتفظوا بمواقعهم بعد انتقال الوزارة إلى هيلاري كلنتون. استقر في ايران سنة 2004 قبل أن ينشر سنة 2005 مقالا عن الثورة المخملية The Passive Revolution في ايران بمجلة Hoover Digest التابعة لمؤسسة Hoover والتي تعتبر قريبة من الجمهوريين وخدمت ضد الاتحاد السوفياتي. ويركز "جاريد كوهين" ، الذي يجيد اللغة العربية إلى جانب الفارسية والسواحيلية Swahili والاسبانية لغة الماساي (تنزانيا)، على "مكافحة الارهاب والتطرف" وقضايا شئون الشرق الأوسط وجنوب آسيا إلى جانب قضايا الشباب والتكنولوجيا ، و صرح سنة 2009 بان الشباب المسلمون يحبون الانترنت مثل الشباب الأمريكي؛ وذلك إثر سفرياته إلى أكثر من 70 بلدا ؛ كما أجرى بحوثا حول مناطق التي تعيش اضطرابات ، بما في ذلك إيران والعراق وسوريا ولبنان وجنوب آسيا ، وأفريقيا؛ لدى اختارته شركة دڤكس Devex واحداً من أهم 40 شخصية في العالم تحت سن الأربعين. حسب مجلة النيويورك تايمز، فإن كوهن يعتبر من بين المصممين الرئيسيين ل "صناعة الدول في القرن الحادي والعشرين" التي تحدتث عنه هيلاري كلينتون في كلمتها يوم 21 يناير، 2010 بمتحف واشنطن الإخباري "نيوزيوم" :"بصفتنا المكان الذي انبثق فيه العديد من هذه التكنولوجيات، تقع على كاهلنا مسؤولية استعمالها من اجل خير الجميع. ولتحقيق ذلك علينا ان نطور قدرتنا في ما نسميه في وزارة الخارجية "فن إدارة شؤون الدولة في القرن الحادي والعشرين". "أطفال الجهاد "children of jihad" في كتابه "أطفال الجهاد" يشير جاريد كوهين الى أن الاتجاهات الديموغرافية الشرق أوسطية تبشر بتغيرات إيجابية في العلاقات بين الولاياتالمتحدة و العالم الإسلامي. و العامل المهم بالنسبة ل" كوهين" هو أن الشباب في المنطقة مرتبطون ببعضهم البعض و بالعالم الخارجي بشكل لم يحدث قبل ذلك مطلقاً؛ و انتشار الاتصالات السهلة و الرخيصة قد يترجم الى انفتاح كبير و تحرر سياسي و رغبة في السلام و التعايش المشترك؛ كما تطرق في الكتاب إلى دور التكنولوجيا في إحداق الاضطرابات الاجتماعية . وخلال شهر أبريل 2009 استقبلت السفارة الأمريكية في بغداد وفدا يترأسه "جارد كوهين" مكونا من متخصصين في التكنولوجيا الحديثة تنفيدا للاتفاقية الأمنية بين الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية؛ ومن بين الشخصيات التي حلت ببغداد مؤسس ورئيس شركة " تويتر" جاك دروسي. (جريدة الشرق الأوسط 22 أبريل 2009)؛ وآخر زيارة له كانت للبحرين خلال شهر فبراير 2011 يعني وقابل نائب رئيس مجلس الوزراء هناك الشيخ محمد آل خليفة. يعمل "جاريد كوهين" حاليا على تأليف كتاب Empire of the Mind: The Dawn of the Techno-Political Age بالتعاون مع مدير جوجل التفيذي "إريك شميدث" ، والكتاب يتطرق إلى التحديات التي ستشكلها التكنولوجيا على الأنظمة الاستبدادية و كيف ستغير الكنولوجيا السياسة. كما كتبا معا مشروع "التشويش الرقمي" "The Digital Disruption الذي يتطرق إلى إشكالية الحرية وكيف أن الاتصال بالشبكة يسمح بانتشار القيم الليبرالية و أن على الدول الديموقراطية أن تتعرف على كيفية خلق تحالفات مع الناس و الشركات لتشجيع التدفق الحر للمعلومات ومواجهة الأنظمة الاستبدادية.. "إيريك شميدث" هو عضو في مجلس مستشاري العلوم والتكنولوجيا التابع للرئيس أوباما، وقد تم انتخابه في الأكاديمية القومية للهندسة في 2006، ثم تم تعيينه في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم كزميل في 2007. كما يحتل إيريك مقعدًا في مجلس إدارة مؤسسة نيو أميركا New America Foundation والتي هي مجمع للأفكار think tank جد مؤثر في اختيارات الإدارة الأمركية ويضم شخصيلات مشهورة في عالم السياسة مثل المنظر فوكوياما. وختالما فإننا عندما نتحدث عن التدخل الأمريكي في الاحتجاجات العربية فهذا ليس انتقاصا من دور الشعوب في هذه الانتفاضات و لانشكك في وطنية أي أحد لكن إذا نجح المصريون والتونسيون في إزاحة رأس النظام فإن النظام بقي وإذا تغير السياسيون فإن السياسة لم تتغير بعد؛ وعليه فإنه يجب أن يبقى الجميع متيقظا؛ كما يجب أن تتوحد الجهود لتحقيق الحرية الكاملة دون أي تبعية غربية والعمل على تحقيق العداالة الاجتماعية بعيدا عن أي تدخل أجنبي. كما يجب أن لاننسى أن الحرب الحالية هي حرب على القيم كما يقول الدكتور مهدي المنجرة في كاتبه "قيمة القيم" : إن الأزمة الحالية، لن يتم حله بحلول ترقيعية عنا وهناك، إنها أزمة النظام الحالي بأكمله، وكل حل يستوجب عادة تحديد الأهداف والمهمات والبنيات، مع إعادة توزيع السلكة والموارد، حسب قيم مغايرة لتلك القيم التي سببت الأزمة " ..ويضيف "..إن التحول السطحي عادة مايؤدي إلى التقليد والتبعية ولنحدر من أي استلاب حضاري وهيمنة ثقافية غربية فهو أخطر من نظام الحزب الواحد " . وكما يقول غاندي: " لا أريد أن يكون منزلي محاطا بالجدران من كل جانب، ونوافذي مسدودة، أريد أن تهب ثقافات كل الأوطان على منزلي، من جميع الجهات، وبكل حرية. لكنني أرفض أن يقتلعني أحد من جذوري" المهاتما غاندي [email protected] **** سيليكون فالي أو وادي السيليكون (بالإنجليزية: Silicon Valley) هي المنطقة الجنوبية من خليج سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، بالولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي الأولى في مجال التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة وتساهم في ثلث العائدات الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية.