تعرف شبكات التواصل الاجتماعي ديناميكية متصاعدة فيما يتعلق بعلاقة المغاربة مع تلك الشبكات لاسيما في مواضيع تتعلق بتدافع القيم، وتلعب تلك الشبكات من الفايسبوك وتويتر وغوغل دورا حيويا في تدافع منظومات القيم من خلال الوظيفة التأثيرية العامة للوسائط الإعلامية، ومن خلال ما تتضمنه من قيم متصارعة، تأخذ أشكالا ديناميكية ومتحولة بشكل سريع، تأخد شكل مجموعات موضوعاتية تأطيرية أو تعبوية. وتكتسب هذه الظاهرة أهمية كبرى، من خلال عدة معطيات، أبرزها التوسع الهائل والقياسي لعدد المنخرطين في الشبكات الاجتماعية. مثلا ففي موقع الفايسبوك يزيد الرقم عن ثلاثة ملايين مغربي. كما أن هذه الظاهرة تأخذ دلالتها المجتمعية والقيمية من كونها جاءت في سياق الحراك الشعبي العربي الذي امتد من المحيط إلى الخليج. كما يستمد التدافع القيمي على شبكة الفايسبوك وباقي الشبكات الاجتماعية أهميته من عدة اعتبارات أهمها: أن الشبكات الاجتماعية عبارة عن شبكات مفتوحة على العالم، وتؤطر أزيد 800 مليون شخص في العالم، وبزيادة ثلاثة ملايين شخص جديد يوميا. كما أن من مميزات الظاهرة أنها تعتمد في التواصل بشكل أساسي على الوسائل البصرية والسمعية الجذابة، وهي الوسائل الأكثر تأثيرا من زاوية تفاعل القيم. في هذا السياق، تشير مختلف الدراسات المنجزة خلال السنوات الأخيرة، على أن أغلب رواد الفايسبوك وباقي الشبكات الاجتماعية ينتمون أساسا إلى فئة الشباب( أزيد من 80 بالمائة من رواد الشبكات الاجتماعية في المغرب هم من الشباب التي تقل أعمارهم عن 24 سنة)، وهي مرحلة عمرية دالة من منظور القيم. كما أن الدراسات تؤكد على أن المستقبل سيكون مرتبطا بالكيفية التي ستدار فيها مختلف المعارك على الميدان بتفاعل وثيق مع مايجري داخل الشبكة العنكبوتية. ولعل درس موقع ويكيليكس وفضح عدد من القضايا التي كانت من أسرار الدول عبر مختلف المواقع، تشكل الدروس لمستقبل الصراع حول منظومة القيم وأشكال التعبير والوجود.