أكد حزب الله اللبناني أنه لن ينصاع للتهديدات والضغوط التي يمارسها وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول"، مؤكدا على استمراره في القيام بعملياته العسكرية ضد مواقع جيش الاحتلال الصهيوني في مزارع شبعا بجنوب لبنان لتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية. وأكد الحزب في بيانه الذي أصدره الإثنين 15-4-2002 أنه لن يتخلى عن دوره في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم والدفاع عنه، وحمل الولاياتالمتحدة مسؤولية تفاقم الأوضاع في المنطقة، معتبرا أنها "شريك كامل في تحمل العواقب الوخيمة التي سوف تؤدي إليها الجرائم الصهيونية من مخاطر وتدهور الأوضاع بشكل شامل في المنطقة برمتها". واعتبر الحزب أن الولاياتالمتحدة تسعى عبر جولة وزير خارجيتها في المنطقة إلى الظهور بمظهر الوسيط الذي يبحث عن الحلول السياسية، في الوقت الذي يعلم فيه الجميع أنها شريك في كل ما يقوم به العدو الصهيوني من جرائم ومجازر ضد الشعب الفلسطيني إلى حد تجنب حتى إدانة المجزرة الوحشية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بمخيم جنين ضد المدنيين والعزل. ورأى الحزب أن جولة باول التي شملت القاهرة والأردن قبل بيروت ودمشق تهدف إلى مساعدة المجرم شارون في الاستفادة السياسية من عدوانه الواسع ضد الشعب الفلسطيني، كما أنها تهدف إلى الضغط على المسؤولين العرب لممارسة ضغوط شتى على الفلسطينيين. وكان باول قد عقد خلال الساعات التي أمضاها في بيروت الإثنين اجتماعين مع رئيس الجمهورية "إميل لحود"، ورئيس الحكومة "رفيق الحريري"، مطالبا إياهما بوقف فوري للعمليات العسكرية على الحدود اللبنانية-"الإسرائيلية".وقال باول: "الولاياتالمتحدة تبقى قلقة من جراء العنف المتواصل على جانبي الخط الأزرق الذي رسمته قوات الأممالمتحدة بعد الانسحاب "الإسرائيلي" من جنوب لبنان في مايو 2000". وشدد الرئيس لحود على شرعية عمليات المقاومة التي ينفذها حزب الله في قطاع مزارع شبعا التي يحتلها العدو، كما شدد على رفض لبنان قبول توطين اللاجئين الفلسطينيين على أرضه. وأكد الحريري على أهمية التوصل إلى حل سياسي للنزاع العربي "الإسرائيلي"، معتبرا أن وقف إطلاق النار وحده لا يقدم أي حل، وقال: "إن الأمن وإن كان مهما جدا ليس بديلا لاتفاق سلمي". من جهته أكد وزير الخارجية اللبناني "محمود حمود" أن لبنان يميز بين العمليات في مزارع شبعا والتي يعتبرها مشروعة والعمليات التي تقوم بها عناصر غير منضبطة على باقي الحدود، وهي أعمال يدينها لبنان ويعمل على اعتقال مرتكبيها.بينما اعتذر رئيس مجلس النواب "نبيه بري" عن المشاركة في استقبال باول في القصر الجمهوري وفي مقر المجلس بسبب انحياز واشنطن الكامل إلى الكيان الصهيوني .وكان آلاف اللبنانيين والفلسطينيين قد تظاهروا على طريق مواز لطريق مطار بيروت الدولي؛ احتجاجا واستنكارا لزيارة باول وهم يهتفون: "الموت لأمريكا"، و"الموت لإسرائيل"، وذلك تلبية لدعوة من الأحزاب الإسلامية ومنها حزب الله، والأحزاب اليسارية والحركات الفلسطينية.