بنجاح الثورة المصرية في إسقاط حسني مبارك، دخلت المنطقة العربية مرحلة جديدة، يراها فاعلون سياسيون وباحثون لحظة فارقة في تاريخ المنطقة الحديث، ستؤثر على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كما ستؤثر على التوازنات السياسية في المنطقة العربية كلها. وقال سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن الثورة المصرية دشنت مرحلة جديدة عنوانها الحرية والديمقراطية والمقاومة. وأكد أن ثورة المصريين تشكل نقطة فارقة بين عهد انتهى وعهد آت، وأن الحديث عن المنطقة سيتم عنه بما قبل الثورة وما بعدها. وأوضح العثماني أن الثورة المصرية ستؤثر على الدولة المحيطة على الكيان الصهيوني، في اتجاه تقوية خيار المقاومة ضد الكيان الصهيوني، ويتوقع أن تؤثر على التوازنات السياسية داخل لبنان وفي السلطة الفلسطينية والأردن، وهو تأثير سيتجه نحو القطيعة مع مرحلة دعم خيار السلام، الذي ترفضه الشعوب العربية المنتفضة، وتهتف قلوبها بالمقاومة ودعم فلسطين. أما التغير الثاني فيتصل بدعم الحريات والديمقراطية ومحاولة القطع مع مرحلة الانغلاق السياسي التي تميزت بالإضرار بالحريات الفردية والجماعية، والتحكم في الأحزاب والإعلام، ذلك أن الثورة المصرية والتونسية أثبتت أن الشعوب تسترد حقها في أول فرصة تتاح لها. أما خالد السفياني، منسق مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين، فقد أكد أن الثورة المصرية قد تفتح آفاقا جديدة للكرامة والحرية والقرار المستقل، وقال إن مصر في عهد مبارك قادت محور الاعتدال الذي دعّم العدوان على العراق، ويوفر الحماية للكيان الصهيوني، ويقبل بالتبعية للغرب ولأمريكا. لكن مصر الثورة لن تعود إلى الوراء، لن تقبل بالتبعية ولن تحاصر غزة ولن تستمر في توفير الحماية للكيان الصهيوني وتلعب دور العرّاب له بين الدول العربية. وتوقع السفياني أن تستعيد مصر الثورة دورها الحضاري والقيادي في المنطقة من جديد، ولا يمكن أن تعود إلى الوراء ولن يقبل الشعب المصري بعد اليوم العودة إلى الوراء. من جهته، اعتبر سعد الركراكي، أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، الثورة المصرية بمثابة تقرير جديد لمصير شعبها إزاء حاكم متسلط غير ممثل لشعبه، كما يقر ذلك القانون الدولي. وأكد أن الشعب المصري لن يسمح لأي حاكم جديد بأن يعود إلى ما كان عليه مبارك من انغماس في أحضان الصهاينة والأمريكيين. وقال الركراكي إن المصريين قبل الثورة كانوا يستحيون من أنفسهم بسبب مواقف النظام المخلوع من القضية الفلسطينية وحصاره لغزة.