ما تزال حملات التضامن مع المعتقل جامع المعتصم تتواصل بعدد من الجهات والأقاليم، فقد نظمت الكتابة الجهوية لشبيبة العدالة والتنمية لجهة سوس ماسة درعة يوم الإثنين 7 فبراير 2011 وقفة تضامنية مع جامع المعتصم، ولم تمنع ألسنة الشمس الحارقة مئات من أعضاء ومتعاطفي الحزب بالجهة من حضور الوقفة التي تميزت بإلقاء كلمات قوية. وفي هذا الإطار أكد محمد امكراز الكاتب الجهوي لشبيبة العدالة والتنمية بأن الحضور المكثف لهذه الوقفة يدل على عدالة قضية المعتصم، وبأن ملفه مفبرك يراد منه إزالة الشرفاء الطاهرين من طريق المفسدين، مؤكدا بأن هذه الوقفة تأتي أيضا في سياق تصريحات من سماهم المستهترين الذين قالوا بأنهم سيعملون على تفكيك تحالفات العدالة والتنمية في المدن الكبرى، كما أكد مسؤول الشبيبة الجهوي أيضا بأن لا أحد يجب أن ينصب نفسه وصيا على المواطنين الذين اختاروا من يمثلوهم من خلال صناديق الاقتراع، واعتبر بأن اعتقال المعتصم شرف لنا جميعا ووصمة عار على جبين المفسدين الذين طالبهم بفعل أقصى ما عندهم، وأن الشبيبة رسمت خطا نضاليا ستسير عليه حتى إطلاق سراح المعتصم، والدل والعار والخزي للمفسدين الناهبين للمال العام. من جهته، أكد بلقاسم المعتصم، شقيق جامع المعتصم في كلمة باسم الأسرة بأن الموازين انقلبت، والشعارات لم تعد تصدق، مع إطلاق العنان للمفسدين وسجن النزهاء والشرفاء، مؤكدا بأن أسرة أخيه المعتقل أحست بالظلم، محذرا من استمراره في زمن الثورة على الأنظمة الاستبدادية كما هو الحال بالنسبة لتونس ومصر. ومن جانبه، أكد الكاتب الجهوي للحزب بجهة سوس ماسة درعة عبد الجبار القسطلاني بأن ما وصفه بالاستبداد أضحى يمارس على المغاربة بطرق غير مشروعة من قبل نافذين في الدولة عبر قرارات يروجون لها في كل المحافل، مؤكدا بأن المعتصم طاله فساد هذه الجهات النافذة، التي صرح مسؤولوها بالتدخل لفك التحالفات الخاصة بالمدن الكبرى، وصب القسطلاني جام غضبه على حزب الهمة واصفا إياه بأنه صورة للاستبداد، وأنه يتكلم باسم الإدارة رغم أن الإدارة ليست بحاجة إلى من يتكلم باسمها، وطالب في هذا السياق بتوقيف ما سماه المهزلة السياسية والتلاعب بالحياة السياسية، مؤكدا بأن حزبه سيواصل الإصلاح، مشيرا إلى ضرورة القيام بإصلاحات سياسية عاجلة بدون تأخير وإصلاحات دستورية لتجنيب البلد أي شكل من أشكال الفتن، ولتحقيق إقلاع تنموي. الكاتب الجهوي للحزب طالب بحل حزب الأصالة والمعاصرة، ومن أسماهم بأزلامه الذين يتكلمون باسم الدولة، مطالبا في السياق ذاته بتوقيف ما سماه التلاعب بمقدرات الدولة. هذا، ورفعت خلال هذه الوقفة شعارات معبرة عن تضامن المحتجين مع المعتصم، و تطالب بالإصلاح السياسي وإبعاد البام عن الحياة السياسية. وعلى الصعيد نفسه، نظمت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بإنزكان أيت ملول، لقاء موسعا حضره أعضاء الحزب والمتعاطفين بالإقليم، كان مناسبة لهم للوقوف عند تداعيات متابعة المعتصم، والظروف التي سبقت ذلك، وقد أطر هذا اللقاء كل من الكاتب الجهوي عبد الجبار القسطلاني، ونور الدين عبد الرحمن، بالإضافة إلى الكاتب الجهوي للشبيبة محمد أمكراز، وخلال هذا اللقاء الذي احتضنه مقر الحزب بمدينة إنزكان، ذكر القسطلاني بالسياق العام السياسي الذي أتت فيه متابعة رئيس مقاطعة تابريكت بسلا الأخ المعتصم، وتناول بالتدقيق عددا من مبادرات الحزب التضامنية مع المعتصم، والإجراءات التي ستتخذ في هذا الشأن مركزيا، فيما تناول نور الدين عبد الرحمان الجوانب القانونية للقضية، ومن جهته استنكر محمد أمكراز الطريقة التي يتابع بها المعتصم والتي تفتقد لأي إطار قانوني. وعرف هذا اللقاء الذي حضره أزيد من 80 فردا تدخلات جل الحاضرين والذين عبروا عن تضامنهم المطلق مع المعتصم، مؤكدين استمرارهم في محاربة الفساد والمفسدين الحقيقيين والذين مازالوا على رأس مجموعة من البلديات والجماعات على الصعيد الوطني.. وفي موضوع مرتبط، دعا المكتب الجهوي سوس ماسة درعة لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب في بيان تضامني مع المناضل جامع المعتصم، كافة القوى الحية ببلادنا للإعلان عن انخراطها وتضامنها في الدفاع عن جامع الذي يعد حسب بيان له توصلت ''التجديد'' بنسخة منه، رمزا لكل مناضل حر غيور أكان سياسيا أو نقابيا أو جمعويا. وأكد الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب لجهة سوس ماسة درعة بأن مناضله وعضو مجلسه الوطني هو من الأبناء البررة لهذه الجهة، وسيظل مناضلا ميدانيا ومفكرا نقابيا لما قدم خلال اثني عشر سنة من عمله التشريعي بالغرفة الثانية من إنجازات عظيمة يشهد لها جميع الفرقاء والمختصين، وأضاف البيان بأن ''قناعة الاتحاد الوطني بجهة سوس المبدئية والراسخة مازالت ثابتة بل تعززت أكثر وتجدرت مع اعتقال المعتصم وجعلت الكثير من المناضلين يرتبطون بقضيته كمشروع إصلاحي واعد يهدف لمقاومة الفساد بكل أشكاله وتجلياته قبل أي اعتبار ذاتي مقدر كذلك.