قال عدد من المغاربة وصلوا مساء الإثنين 31 يناير 2011 إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء ضمن الفوج الأول من مغاربة كانوا عالقين بمطار القاهرة الدولي، إنهم عانوا الأمرين في مطار القاهرة الدولي، حيث لاحظوا تمييزا لمسؤولي المطار بين السياح الأجانب خاصة من أمريكا وأوروبا، والراغبين في السفر من دول عربية من بينها المغرب. وأضاف أحدهم أن ثمن تذكرة الرجوع تضاعف خمس مرات. فيما ذكر آخرون أنهم عاشوا أربعة أيام هي الأقسى في حياتهم في المطار، حيث لم يستطيعوا النوم ولا سد الرمق ولا الذهاب إلى المراحيض، مشيرين أن بعض موظفي المطار استغلوا الأزمة، وبدؤوا يبيعون للمسافرين ''كارطونات'' لاستعمالها في الجلوس والراحة. وقال هؤلاء، إن فوضى عارمة عمت المطار بسبب غياب رجال الأمن ورغبة الآلاف من الأجانب في السفر، موضحين، أن المعلومات التي كانت تقدم إلى المسافرين كلها مغلوطة، ولم تكن تهدف إلا إلى طمأنتهم وتقديم وعود تبين فيما بعد أنها كاذبة. وحكى أحد العائدين أن محاولات الاتصال بالسفارة كانت متعذرة طيلة يومين قبل أن يستطيع نائب السفارة الوصول إلى بعض المغاربة من أجل طمأنتهم، وتأمين عودتهم إلى المغرب، مشيرا أن النائب أخبرهم أن الخطوط الملكية بصدد توفير 3 طائرات من أجل نقلهم. وقالت مصادر مطلعة إن حوالي 345 فردا سافروا على متن الخطوط الجوية المصرية، فيما لا يزال المئات من المغاربة عالقين في المطار بسبب عدم وجود رحلات لإغلاق الأجواء المصرية إلى غاية صباح اليوم الاربعاء. وعلمت ''التجديد'' أن حوالي 20 مغربيا آخرين اضطروا إلى السفر إلى تركيا على متن رحلات متوفرة، على أمل أن يتم تدبير أمرهم هناك من قبل السفارة المغربية للرجوع الى المغرب. من جهة ثانية، قال آخر إن بعض المغاربة انخرطوا قبل وصولهم إلى المطار مع المصريين في حماية الممتلكات والأشخاص، ووصف أعمال النهب والسلب التي تعرضت لها المحلات والمنازل والمؤسسات الحكومية بالدمار الشامل، مشيرا إلى أن لجانا شعبية تشكلت حاملة الأسلحة البيضاء والهراوات وفي بعض الأحياء أسلحة نارية من أجل الدفاع عن أنفسهم، كما اضطروا إلى وضع حواجز في المعابر من أجل التأكد من السيارات المارة، ولم يكونوا يستثنون سيارات رجال الأمن وسيارات الإسعاف. وأضاف أن النساء استعملن نوافذ منازلهن كأبراج مراقبة يخبرن الرجال والأطفال الواقفين أمام العمارات بأي قادم جديد، موضحا أن أطفالا في العاشرة برهنوا على مواطنة عالية باشتراكهم في دوريات الحراسة والمراقبة. وأشار أن الرصاص الحي كان قريبا منه سيما أنه كان يوجد في حي قريب من سجن طرة، وشاهد الحرب الدائرة بين أهالي السجناء وحراس السجن. وقال مواطن مصري في حديث ل''التجديد'' إن أكثر ما يعيب المتظاهرين على الرئيس مبارك، مكوثه في الحكم لمدة طويلة مع انتشار الفساد والاستبداد السياسي، وذكر على الخصوص ما عاناه المصريون في بناء جدار الفصل مع ''اسرائيل''، وكيف يشتري المواطن المصري الغاز المصدر إلى تل ابيب بثمن يضاعف خمس مرات الثمن الذي يشتري به الإسرائيليون. وأوضح أن الحكومة المصرية راهنت على تفشي انعدام الأمن، حيث أمرت رجال الأمن بالمكوث في منازلهم في إجازات مفتوحة. ومن جانب آخر، قال المتحدث نفسه، قال الحكومة المصرية استعملت الراديو من أجل حث المواطنين على حماية أنفسهم بأنفسهم، والتشديد على ضرورة احترام حظر التجوال، في حين دأب الراديو المحلي على بث أغنية وحيدة حول ''حب مصر''.