أكدت مصادر ليبية مطلعة أن السفير الأمريكي ''جين كريتز'' غادر ليبيا نهائيا بعد أن أبلغ الجهات المختصة بقراره، في وقت أكدت فيه السفارة الأمريكيةبطرابلس أن ''كريتز'' يزور واشنطن للتفاوض حول بقائه في مهمته من عدمه. وقال موقع ''بانوراما'' الليبي، الأحد الماضي، إن خطوة السفير الأمريكي كانت ''غير مفاجئة''، بالنظر إلى التطورات الحاصلة في المواقف الشعبية الليبية مما وصفته بالجوسسة على ليبيا. ونقل الموقع عن مصادره أن السفير المذكور واجه حملة احتجاجات واسعة من قبل الأوساط الشعبية الليبية، على خلفية ما نشره موقع ''ويكيليكس'' من أعمال وتصرفات قام بها السفير واستهجنها المواطنون ووصفوها بأنها ''أعمال جاسوسية'' كان يقوم بها ''بشكل فاضح مخالف للأعراف الدبلوماسية''. وبينما لم تنشر السلطات الليبية الرسمية تفاصيل تذكر عن الخبر، نفى الناطق الإعلامي بالسفارة الأمريكية في طرابلس ''جوزيف جورد رونو'' ما تردد من أنباء عن مغادرة السفير الأمريكي ليبيا بشكل نهائي، مؤكدا أن ''كريتز'' موجود بالفعل في واشنطن لأسباب تعود للاحتجاجات. وأكد ''جورد رونو'' في اتصال هاتفي مع صحيفة ''أويا الإلكترونية'' الليبية أن زيارة السفير ''جين كيرتز'' الحالية لواشنطن تأتي في إطار التشاور حول عدة قضايا تخص العلاقات بين البلدين، من بينها استمرار عمله في ليبيا من عدمه. وتصاعدت الحملة الشعبية ضد السفير الأمريكي في طرابلس بإطلاق مجموعة ليبية لم تكشف عن هويتها حملة واسعة على موقع فيسبوك تحمل شعار ''لا للجاسوسية'' لطرد السفير. وعكست الحملة غضبا ليبيا من تسريب وثائق سرية أميركية على موقع ''ويكيليكس'' يسلط فيها السفير كريتز الضوء على جوانب خاصة جدا في ليبيا. وقد وصفت الحملة التي أطلقت الأيام الأخيرة السفير بأنه ''جاسوس'' و''مدسوس'' واتهمته بالمساعدة في قتل أبرياء غزة على خلفية عمله نائبا للسفير الأمريكي بتل أبيب قبل نقله إلى ليبيا في دجنبر .2008 وبعد تصاعد احتجاجات المواطنين الليبيين، اضطر السفير الأمريكي في طرابلس إلى تغيير برنامجه اليومي، بالإضافة إلى مكان نشاطه الرياضي الصباحي، بعد تعرضه لانتقادات من مواطنين ليبيين، وذلك وفقا لما تناقلته تقارير صحفية الأسبوع الماضي. وقالت التقارير الصحفية، إن كيرتز أبلغ مسؤولين ليبيين بتعرضه لبعض ''المضايقات'' من مواطنين ''هبوا في احتجاجات عفوية ضد أي دور لا يتناسب مع طييعة وظيفة السفير في أي دولة''، وأشار إلى أن المضايقات جاءت على خلفية تسريبات ''ويكيليكس''. ونشر موقع ''ويكيليكس'' برقيات مصدرها السفارة الأمريكيةبطرابلس، من بينها برقية تشير إلى بوادر كارثة نووية عام 2009 على خلفية تأجيل ليبيا شحن مواد نووية مشعة من مفاعل تاجوراء إلى روسيا، وتقارير أخرى تضمنت تقييمات وتحليلات احتوت تعليقات جارحة. وفي تصريحاته حول التسريبات التي نشرها موقع ''ويكيليكس''، قال ''كيرتز'': ''أصحاب النوايا الحسنة يدركون أن التقارير الدبلوماسية الداخلية لا تمثل السياسة الخارجية الرسمية للحكومة''، مجدداً التزام حكومة بلاده بالحفاظ على أمن اتصالاتها الدبلوماسية. وأوضحت المصادر أن كيرتز تلقى ردا ليبيا رسميا، مفاده أن السلطات الليبية لا توعز إلى أي أشخاص بالتعرض له أو سبّه، وأنها في المقابل مستعدة للبحث في الأمر بشكل قانوني، إذا ما تقدم السفير الأمريكي بمذكرة رسمية في هذا الصدد. ومع ذلك استمرت الاحتجاجات ووصلت إلى حد منع السفير الأمريكي من ممارسة رياضته اليومية في ميدان الفروسية بمنطقة أبو ستة بالعاصمة طرابلس الأسبوع الماضي، حين فوجئ بمواطنين يوجهون إليه عبارات تدعوه لمغادرة ليبيا على الفور، باعتباره شخصا غير مرغوب فيه. وكشفت صحيفة ''قورينا'' الليبية اليومية عبر موقعها الإلكتروني، أن كيرتز تعرض أيضا لهجوم بعبارات قاسية في مناسبة أخرى، من قبل بعض المواطنين أثناء ظهوره في أحد فنادق طرابلس. ولفتت الصحيفة إلى أن ما وصفتها بحالة الغضب الشعبي على السفير الأمريكي، نشأت عقب نشر موقع ''ويكيليكس'' بعض تقاريره السرية.