أطلقت مؤسسة ''إبداع للأبحاث والدراسات والتدريب'' موسوعة إلكترونية هي ''موسوعة محرقة غزة'' الأحد 26 دجنبر الماضي تزامنا مع الذكرى الثانية للعدوان الإسرائيلي على غزة (حلت الاثنين 2010-12-27). وحسب المؤسسة تحوى الموسوعة بين جدرانها الإلكترونية العشرة، وثائق وشهادات وبيانات وإحصائيات تشكل معا أحد أكبر الموسوعات التي تتحدث عن العدوان الإسرائيلي على غزة. وحسب موقع ''أون إسلام''، اعتبر الدكتور محمد المدهون، الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة إبداع في غزة، أن موسوعة ''محرقة غزة'' الإلكترونية هي ثمرة جهود طويلة قام بها المركز، مؤكدا، حسب نفس المصدر، أن أكثر من 120 باحثًا ميدانيًّا تابعين للمؤسسة ساهموا في هذا العمل، علاوة على مساهمة العديد من مراكز الأبحاث والمعلومات ومؤسسات حقوق الإنسان والوزارات. وقال المدهون خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد قبل أسبوع في مدينة غزة بمناسبة الإطلاق إن فكرة الموسوعة الإلكترونية ''+جاءت وليدة لحظة العدوان الصهيوني على قطاع غزة بالتوثيق للمعاناة وكشف جرائم الحرب. وعما تشكله الموسوعة من أهمية، أضاف المدهون،حسب المصدر ذاته، أن ''الموسوعة تشكل حماية للتاريخ من التزييف، موفرة مراجع موثقة بالصوت والصورة والكلمة لمؤسسات حقوق الإنسان، ومراكز الأبحاث، والأمم المتحدة، ومؤسسات المجتمع المدني، والباحثين، عما حدث في غزة خلال الفترة من 27 ديسمبر 2008 حتى 18 يناير ,2009 من عدوان أسفر عن 1400 شهيد، مشيرًا إلى أن كل ذلك يساهم في تعزيز صمود شعب فلسطين وأهالي قطاع غزة. وطالب المدهون في المؤتمر الصحافي جميع المؤسسات الصحافية والإعلامية بالعمل على إيصال هذه الموسوعة لكل شخص وبيت بالعالم، وقال: ''لابد من ترجمة هذه الموسوعة إلى اللغة الإنجليزية، ومن ثم الاستمرار في تطويرها ودعمها بالمعلومات والوثائق''، مشيراً إلى أن هذه الموسوعة منهج جديد في توثيق التاريخ وملاحقة المجرمين؛ لتمثل مدرسة في كل عمل وحدث في ظل ثورة المعلومات والاتصالات والإنترنت. وعن محتويات الموسوعة، قال المهندس نبيل أسليم المدير التنفيذي لمؤسسة ''إبداع للأبحاث والدراسات والتدريب'' ''تضم الموسوعة العديد من المعلومات والبيانات والوثائق والتقارير اليومية التى ترصد بالتفصيل الأوضاع التي كانت سائدة في قطاع غزة خلال فترة الحرب، والتى تهم جميع الباحثين والحقوقيين والإعلاميين بشكل خاص''. وأشار إلى أنه تم عقد العديد من ورش العمل بعد انتهاء الحرب مباشرة، وشارك فيها أكثر من 120 شخصا، وتم خلالها التباحث والاتفاق على آليات العمل، وتوزيع المهام على فريق العمل؛ للبدء بالتنفيذ الفعلي للخطط الموضوعة. وقال أسليم: ''إن سبب تسمية الموسوعة بهذا الاسم جاءت لكسر الاحتكار الصهيوني لمصطلح كلمة محرقة؛ حيث يتباكى الصهاينة أمام العالم على ما تم ارتكابه بحقهم على أيدي القائد الألماني هتلر، وفى المقابل فهم يمارسون أفعالا وجرائم تفوق في بشاعتها ما تم ارتكابه بحقهم بمراحل عديدة''. 10 جدران إلكترونية الموسوعة التي تضم بين جدرانها عشرة أقسام باللغة العربية تشكل جميعها أحد أكبر الموسوعات الإلكترونية لرصد جرائم العدوان الإسرائيلي على غزة؛ حيث تبلغ مساحتها على الإنترنت أكثر من 40 جيجا بايت، وفى طريقها إلى الزيادة والترجمة إلى لغات أخرى. وتقول الموسوعة في رسالتها إن ''هدفهم هو إبراز حجم الألم والمعاناة التي عاشها أبناء قطاع غزة خلال حرب ''الرصاص المصبوب''، وفضح العدو الصهيوني وتجريده أمام العالم، وتسهيل مهام الباحثين، والكتاب في الحصول على المعلومات والبيانات والوثائق المتعلقة في الحرب''. ومن خلف الجدران تعرض الموسوعة في أحد الأقسام يوميات الحرب التي تروى تفاصيل كل يوم من أيام العدوان، بينما يرصد قسم الشهداء أعداد القتلى وأسماءهم وأعمارهم وتاريخ الاستشهاد، وغير ذلك من التفاصيل، كما يتضمن قسم آخر تفاصيل عديدة عن المصابين خلال العدوان بداية من الأسماء وتاريخ الإصابة مرورا بالسن عند الإصابة، والحالة الصحية الآن، واسم المستشفى الذي يقيم بها المصاب. ولا تغيب الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل عن الموسوعة، حيث يحمل قسم خاص لها نفس الاسم مستعرضا أنواع الأسلحة التي تم استخدامها في العدوان، مبينا تاريخ هذه الأسلحة وتأثيرها على البشر وتاريخ من استخدمها من قبل. وحضرت المساجد في الموسوعة بأعدادها وأسمائها ، ومكانها على الأرض بعد التدمير؛ نتيجة القصف الإسرائيلي. شهادات مسموعة، وأحاديث ليست مكتوبة تعبر بواقعية شديدة عن حقيقة ما جرى في غزة، يضمها قسم الصوتيات الذي يتضمن كذلك شهادات أكثر من 20 أسرة من أهالي غزة يروون وقائع العدوان. و يضم قسم آخر وثائق وتقارير حول تفاصيل تعامل الصحف العربية والعالمية مع يوميات العدوان على غزة من خلال الأخبار والتقارير وغير ذلك. هناك أيضا 6 أقسام فرعية لقسم الصور الذي يعرض أهم الأماكن والمنازل والمساجد التي تم تدميرها خلال العدوان، بالإضافة إلى صور للمجازر البشرية التي تم ارتكابها خلال العدوان، وآثار القنابل والدمار، بالإضافة إلى رسوم كاريكاتيرية عن العدوان. ولا يضاهى قسم الصور أهمية سوى قسم الفيديو الذي يضم ثلاثة تقسيمات (شهادات - الاعتداءات على المناطق - الأسلحة الخطيرة المستخدمة في الحرب)؛ ويضم هذا القسم شهادات حية للمصابين وللمسعفين ورجال الإسعاف، بجانب مقابلات مع رجال وزارة الصحة الفلسطينية؛ كذلك لم تغب لقطات تدمير القرى والمنازل الفلسطينية، وفى جزء الأسلحة يوجد فيديو وحيد عن الفسفور الأبيض واستخدامه في العدوان على غزة. كذلك تضمنت الموسوعة كتابا إلكترونيا بعنوان ''روايات الحرب على غزة''، وهو متاح للتحميل مجانا على موقع الموسوعة، هذا بالإضافة إلى قسم خاص بالأفلام التسجيلية، ومن المقرر أن يتم افتتاحه قريبا. ويأتي مجرمو الحرب، آخر أقسام الموسوعة، ويضم بعض أسماء من شارك في العدوان الإسرائيلي على غزة من جيش الاحتلال، ولم يكتف بأسماء ''المجرمين'' حسب الموقع، وإنما يذكر كذلك رتبهم وأسماء وحداتهم ووظيفتهم في الجيش، كذلك يحتوى القسم على تصنيفات مجرمي الحرب من جنرال إلى نقيب مرورا ب 11 رتبة عسكرية.