انتشلت مصالح الوقاية المدنية جثة شاب يبلغ من العمر 43 سنة، كانت قد جرفته السيول مساء الثلاثاء 30 نونبر 2010 بوادي آيت داوود بالإقليم. وقد تم العثور على جثة الضحية بعد انحسار منسوب المياه بالوادي، الذي شهد ارتفاعا عقب التساقطات المطرية الهامة. وقد تم إيداع جثة المتوفى بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة. وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا الأمطار الاستثنائية التي تهاطلت على مناطق متفرقة من الممكلة إلى 73، إضافة إلى عدد من المفقودين والجرحى. ومن جانب آخر، وقعت مشاداة أول أمس الأربعاء بين الساكنة المتضررة التي أغرقت مياه الأمطار مساكنها بدوار البراهمة شرقاوة بالمحمدية بعمالة المحمدية) ورجال الأمن. وأسفرت هذه المواجهات عن اعتقال حوالي 21 من المحتجين، وخلفت إصابات في صفوف الكثير منهم. وكان المحتجون قد توجهوا من عين حرودة إلى مدينة المحمدية، واقتحموا شققا سكنية فارغة لشركة العمران بحي النصر، كانت مخصصة لإعادة إسكان تجمعات صفيحية، تم تعويضهم ببقع أرضية بعد أن رفضوا السكن بهذه الشقق السكنية. وهو ما أدى إلى تدخل رجال الأمن الذين أخرجوا المحتلين لشقق العمران بالقوة، غير أن السكان الغاضبين على عدم تدخل الجهات المعنية بعد الفيضانات التي اجتاحت مساكنهم القصديرية وأتلفت كل أغراضهم، توجهوا في مسيرة احتجاجية إلى مقر عمالة المحمدية، وبعد تصاعد المواجهات تم اعتقال 7 أشخاص منهم. وعمت حالة من الفوضى بعد توجه المحتجين إلى الطريق السيار، حيث تمت عرقلة حركة السير، واستمرت المواجهات هناك لساعات، قبل أن تتم السيطرة في نهاية الأمر على الوضع، بعد أن عمد رجال الأمن إلى تطويق جمهور المحتجين بسلسلة حديدية، واعتقال 5 أشخاص آخرين منهم. وفي موضوع ذي صلة، خرج ساكنة الهراويين المتضررين من التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء في مسيرة احتجاجية أول أمس الأربعاء، وتوجهوا إلى عمالة مولاي رشيد، قبل أن تتم معالجة الأمر بإسكان المتضررين بمدرسة الهراويين. هذا، وتعيش العديد من المناطق بالدارالبيضاء وضواحيها فصلا آخر من فصول معاناتها مع تراكم مياه الأمطار، جراء إفلاس البنيات التحتية الخاصة بالتطهير السائل في مقابل سخاء التساقطات المطرية وارتفاع منسوب مياهها بشكل استثنائي، حيث إن ساعات من تهاطل الأمطار بإيقاعات متباينة بلغت 200 ملم، وسط رياح عاصفية، كانت كافية لإغراق أزقة المدينة وأحيائها وشوارعها وساحاتها، وعجزت قنوات الصرف الصحي من جديد عن القيام بمهمتها. إلى ذلك، بدأ مجلس مدينة الدارالبيضاء أمس في تقديم مساعدات لمنكوبي الفيضانات بالمدينة، وكان المجلس المذكور قد خصص في اجتماعه أول أمس الأربعاء مبلغ 4 ملايين درهم كإعانة لمتضرري الفيضانات.ومن جانب آخر، أكدت السلطات المحلية بجهة الدارالبيضاء الكبرى أول أمس الأربعاء أنه تمت معالجة غالبية الأضرار المترتبة عن التساقطات المطرية التي عرفتها الجهة ليلة الاثنين -الثلاثاء الماضيين. وأوضح مصدر بالوقاية المدنية في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن القيادة الجهوية عملت بتعاون مع المصالح المختصة على إعادة فتح كل الطرقات (أزقة وشوارع) التي غمرتها المياه.وأضاف المصدر ذاته أن القيادة الجهوية للوقاية المدنية قامت خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية بأكثر من ألف تدخل بجل عمالات ومقاطعات جهة الدارالبيضاء الكبرى. ومن جهة ثانية، أعلنت شركة ''ليديك في بلاغ لها أنها تمكنت إلى غاية الساعة الحادية عشرة من صباح أول أمس من إصلاح وإعادة تشغيل 746 مركزا لتوزيع الكهرباء من بين 800 مركز أصيبت بأضرار جراء التساقطات المطرية.وأوضحت الشركة أنه لم يتم بعد إعادة تشغيل 153 مركزا للتوزيع بأحياء المعاريف وبورغون والنخيل وكاليفورنيا وعين حرودة لوجود معظمها في أماكن تحت الأرض وغمرتها المياه أو لعدم توفر ظروف السلامة. وبخصوص الطرق الرابطة بين الدارالبيضاء ومطار محمد الخامس، أكد المكتب الوطني للمطارات في بلاغ، إمكانية الوصول إلى المطار عبر الطريق السيار الآتي من الجديدة مرورا بحي اليساسفة وعبر الطريق المؤدية لبوسكورة عبر محول ''مكة''.