دُعِي سكان جزر القمر الأحد إلى الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تقتصر فقط على مرشحي جزيرة موهيلي، والرامية إلى وضع حدّ لأزمةٍ سياسية نجمت عن تمديد ولاية الرئيس المنتهية ولايته. ولأول مرة في تاريخ هذا البلد الفقير الواقع في المحيط الهندي والذي لا ينعم بالاستقرار، سيتولّى مواطن من جزيرة موهيلي رئاسة البلاد بعد أن تولاها ممثل عن جزيرة القمر الكبرى وآخر عن أنجوان كما ينص عليه نظام التداول على الرئاسة طبقًا لدستور 2001. وبالتالي تقتصر هذه الدورة على جزيرة موهيلي حيث سيختار الناخبون البالغ عددهم 21429 من بين عشرة مرشحين ينحدرون جميعًا من هذه الجزيرة البركانية، التي لا تتجاوز مساحتها 290 كيلومترًا مربعًا. وسيشارك المرشحون الثلاثة الذين سيحلون في المقدمة في دورة ثانية ستنظم حينئذ في كافة أنحاء البلاد في 26 ديسمبر بمشاركة 384 ألفًا و358 ناخبًا قمريًا، كذلك تجري الأحد بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية عملية اختيار الحكام في الجزر الثلاث. ويعتبر رئيس موهيلي السابق محمد سعيد الفاضل المدعوم من حاكم الجزيرة الحالي ومعارض الحكومة القمرية، الأوفر حظًا وكذلك نائب الرئيس المنتهية ولايته ايكيليلو ضوينين مرشح الحكومة الرسمي. ويتطلع إلى الحلول في المرتبة الثالثة محمد العريف عكاشة المرشح المنشق عن الحكومة وبيانريفي ترميدي رئيس الوزراء السابق ورئيس الجمعية الفدرالية سعيد ضويفير بونو. وقد تَمّ اعتماد هذا الجدول الانتخابي برعاية المجتمع الدولي، بهدف إنهاء أزمة سياسية نجمت عن تمديد مثير للجدل لولاية الرئيس القمري أحمد عبد الله سامبي إلى ما بعد 26 مايو الماضي في قرار انتقدته المعارضة وسكان جزيرة موهيلي. وتهدف هذه الانتخابات- الرئاسية ولمناصب الحكام- عمومًا إلى إنهاء عملية المصالحة الوطنية التي بدأت سنة 2001 إثر أزمة مؤسساتية ناجمة عن أزمة انفصال جزيرة انجوان في أغسطس 1997. وقد أثار تولي الرئاسة من قبل مواطن من موهيلي، الجزيرة التي تعتبر نفسها محرومة منذ استقلال الأرخبيل سنة 1975، توترًا وشبهات. وسرت شائعات حتى آخر لحظة حول وقوع عمليات تزوير انتخابية وشراء أصوات ناخبين وحتى اعتقالات تعسفية. وخضع المسافرون القادمون من موروني، لاسيما كبار الموظفين ورجال الأعمال، خلال الأيام الأخيرة لعمليات تفتيش أمتعتهم بشكل منهجي بحثًا عن أموال قد تكون مخصصة لشراء أصوات الناخبين. كما أعربت المعارضة عن القلق من تغيير حصل قبل أيام في رئاسة اللجنة الانتخابية وكذلك من تعيين الكومندان زروقي عز الدين مؤخرًا للإشراف على الانتخابات في جزيرة موهيلي. واقتصرت الحوادث التي وقعت صباح الأحد على التأخير في الاقتراع لمنصب الحاكم في جزيرة القمر الكبرى، بسبب خلافات بين اللجنة الانتخابية الوطنية ولجنة الجزيرة. من جانبهم أقام سكان حي مفوني على مرتفعات العاصمة موروني، حواجز على الطريق المؤدية إلى قريتهم.