إعتبرت صحيفة أمريكية أن شهر أكتوبر كان الأصعب على القادة الصهاينة بالمغرب، بدء بإلغاء الرئيس الصهيوني شيمون بيريز لزيارته على خلفية رفض الملك محمد السادس مقابلته، وانتهاء بإلغاء المسؤولين المغاربة لقاءات كانت مبرمجة مع رئيس الكنيست الصهيوني خلال مشاركته في مؤتمر للجمعية البرلمانية المتوسطية في الرباط، نهاية الأسبوع الماضي. وأكدت ''لوس أنجلس تايمز''، في تقرير لها، أنه منذ غلق مكتب الاتصال في سنة 2000 ظلت العلاقات بين البلدين هادئة، حيث تواصلت زيارة آلاف السياح الصهاينة للمغرب، وكذا زيارة الأكاديميين والصحافيين والسياسيين بعض الأحيان، لكن شهر أكتوبر المنصرم، كان ''صعبا جدا'' على المسؤولين الصهاينة. وذكرت الصحيفة أن الرئيس الصهيوني ألغى زيارته للمغرب في آخر لحظة، لأن الملك محمد السادس رفض لقاءه، بعد أن كان قد دعي إلى مدينة مراكش للمشاركة كمتحدث رئيسي في منتدى اقتصادي عالمي. وهو رفض وصفه مقال في القدس العربي، ليوم 25 أكتوبر المنصرم، بأنه شبيه بانسحاب رئيس الوزراء التركي الطيب أردوغان من مؤتمر دافوس لسنة 2009 بسويسرا. وأن خلفيتهما تكاد تكون متشابهة. وقالت الصحيفة الأمريكية إن المحطة الثانية، والصعبة على الصهاينة، حدثت خلال زيارة رئيس الكنيست، روفن ريفلين، حيث ألغيت لقاءاته التي كانت مقررة مع وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، ورئيس مجلس النواب عبد الواحد الراضي. وأضاف المصدر أن ريفلين كان يعتزم الحديث عن التحديات المشتركة والتعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، لكن خطابه تغيّر في آخر لحظة، بعد أن استمع لكلمة رئيس مجلس النواب المغربي التي انتقدت ''إسرائيل'' بشدة، واعتبرتها مصدر النزاعات والحروب في المنطقة، مما دفع ''ريفلين'' للقول: ''أن السلام سيتحقق فقط عندما يكون الفلسطينيون مستعدين له''. وكشفت الصحيفة أن اجتماعا حصل بين المستشار الملكي أندري أزولاي، والبرلماني الصهيوني من أصل مغربي دانييل بن سيمون، قبل بضعة أسابيع في باريس، تم خلاله تقييم العلاقات المغربية الصهيونية، ووصف فيه أوزلاي مستوى العلاقة بأنه أصبح ''كارثي''، في حين قال بن سيمون في مقابلة إذاعية بعد ذلك، بأن ''ما يحصل يبعث على القلق''، لأن ''المغرب هو مقياس الاهتزازات لمكانة إسرائيل في العالم العربي''. ولم يفت الصحيفة أن تسجل بأن ريفلين سجل نجاحا صغيرا فقط، خلال زيارته للرباط، تمثلت في انتخاب وهبي زحلة، وهو زعيم درزي بالكنيست، نائبا لرئيس الجمعية البرلمانية المتوسطية، بعد أن انحاز النواب الأوربيين له على حساب نائب تركي، وبعد أن هدّد ريفيلن بالانسحاب من الجمعية، في حال انتخاب النائب التركي.