أكدت لطيفة العبيدة، كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، أنها سجلت رغبة أكيدة في الإصلاح، وأبرزت - ردا على مداخلات الكتاب العامين للنقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلة - خلال اللقاء التواصلي المنعقد أول أمس الأربعاء، بباب الرواح بالرباط، أن الوضع ما زال مقلقا للغاية، وعلينا جميعا أن ننتفض ونغير نظرتنا للواقع، معبرة عن استعدادها للاشتغال بالطريقة التي اقترحها المسؤولون النقابيون، وتعهدت بالعمل جاهدة من أجل التعاون لحل الملفات المستعصية والعالقة للأسرة التعليمية، كما أنها سترفع من جديد بمعية الوزير أحمد اخشيشن، المطالب الكبرى للوزير الأول. الوزيرة اتفقت أيضا مع النقابات التعليمية الخمس على عقد لقاء في القريب العاجل، لوضع برنامج عمل مشترك وفق أجندة محددة تجعل ضمن أولوياتها حل مشاكل رجال ونساء التعليم. وفي السياق ذاته، جدد عبد الإلاه الحلوطي، الكاتب العام للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، مطالبته الوزارة بتنظيم حركة انتقالية استثنائية شفافة للحالات الاجتماعية، خصوصا وأنها من المكتسبات التي حققتها الشغيلة التعليمية، ونبه الوزارة إلى ضرورة حل عدد من الإشكالات، التي تعرفها المنظومة والملفات العالقة للعديد من الفئات حاملي الشهادات العليا، والإجازة، الأساتذة المبرزين الراسبين، الحركة الانتقالية للإداريين، المحللين، وغيرها، حتى يتم التغلب على الإكراهات التي تواجه القطاع، وحث المتحدث على ضرورة إعادة النظر في المناهج والبرامج، وطالب بدعوة مدير المناهج والبرامج لإلقاء عرض في الموضوع. وأجمعت كلمات الكتاب العامين للنقابات الخمس على ضرورة إعادة النظر في منهجية الحوار مع الوزارة، خصوصا بعدما تم توقيع اتفاق فاتح غشت ,2007 دون أن يتم تنفيذ أهم بنوده، التي لازالت عالقة، ورفضت الحكومة تنفيذها؛ وبالتحديد ما تعلق بالترقية الداخلية. النقابات ألحت أيضا على ضرورة عقد لقاء في القريب العاجل، لاستئناف جلسات الحوار التفاوضية، على أساس جدول أعمال واضح يتم من خلاله إشراك النقابات في وضعه. يذكر أن المسؤولين بوزارة التربية الوطنية قاموا باحترازات أمنية، إذ تم التدقيق في هوية أعضاء المكاتب الوطنية للنقابات التعليمية الخمس، بعد أن تم إمداد الوزارة بأسماء الحاضرين، وذلك لمنع بعض الأعضاء المفصولين من نقابة الجامعة الوطنية لموظفي التعليم والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب من الدخول، وهو ما تم، إذ منع رجال شركة الأمن الخاص كل من محمد البرودي وسعيد مندريس وآخرون من ولوج مقر الوزارة، كما تم منعهم من حضور لقاء اللجنة المشتركة بمديرية الموارد البشرية، يوم الإثنين المنصرم. وكانت وزارة التربية الوطنية حسمت في أمر الممثل الشرعي والقانوني للجامعة الوطنية لموظفي التعليم، عبد الإلاه الحلوطي، الذي تم انتخابه بشكل ديمقراطي خلال مؤتمر بوزنيقة يومي 12 و13 ماي ,2010 وهو ما لم تستسغه بعض العناصر، والتي سبق أن فكت ارتباطها بنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وفق ما سمي بيان مراكش في 29 ماي .2010