طالب موظفوا مستشفى الولادة التابع للمركز الاستشفائي الجامعي بالرباط، في وقفة احتجاجية يوم الجمعة الماضي، باحترام كرامتهم ورد الاعتبار لهم، كما رفعت في الوقفة الاحتجاجية ذاتها شعارات مناوئة لإدارة المستشفى، وقد جاءت هذه الوقفة التي أطرتها الجامعة الوطنية لقطاع الصحة (إ.و.ش.م) عقب تعرض ممرضين لاستفزازات تمثلت في استدعائهما من طرف الشرطة القضائية للتحقيق معهما، بدعوى أن أحدهما خلال فترة الحراسة من يوم الأحد 10 مارس 2002، أجاب "مسؤولا كبيرا" في الهاتف إجابة لم ترقه، بعدما اتصل للاطمئنان على حالة إحدى المريضات. وقال الدكتور عبد القادر طرفاي، الكاتب العامة للجامعة الوطنية لقطاع الصحة، في تصريح للتجديد إن نقابته متعهدة بالدفاع عن حقوق وكرامة الشغيلة، وسوف تعمل على فرض احترام القانون وحماية موظفي الصحة مما يتعرضون له من استفزازات وإهانات. واتهم إدارة مستشفى الولادة بالتواطؤ مع البوليس قائلا إنها مكنت أجهزته من عناوين وأسماء الممرضين المكلفين بالحراسة لحظة اتصال "المسؤول الكبير". واستنكر طرفاي ما أسماه "تخلي الإدارة عن واجبها في حماية موظفيها". من جهته قال أحد الممرضين المعنيين للتجديد: "لحقنا ضرر معنوي كبير من هذا الحدث، حيث أصبح الكل يشير إلينا بالأصابع في المستشفى، وأصبحنا ننعت بسوء الأدب رغم أننا لم نفعل شيئا، ولا علم لنا بأي اتصال هاتفي؟؟ ويضيف زميله "الهاتف موضوع في بهو عام، ويمكن لأي كان أن يجيب فيه، ونحن لم نكن الوحيدين في الحراسة، كان معنا حراس وأطباء وموظفون آخرون، فلماذا نحن بالذات"وقد طالب الممرضان بإعادة الاعتبار لهما وحماية جميع الموظفين بالمستشفى من مثل هذه الاستفزازات. الدكتورة عائشة ?وي?م، المديرة المؤقتة لمستشفى الولادة شككت في أهداف الوقفة الاحتجاجية وردت من جهتها على الاتهامات الموجهة ضدها حيث قالت للتجديد: "إن إدارة المستشفى لم تسرب أية معلومات لرجال الشرطة، وأضافت أن الإدارة مستعدة لحماية موظفيها والدفاع عن كرامتهم". ومضت قائلة: >اتصلت بالمسؤول المعني وطالبته بتوقيف المسطرة، ووقع ذلك فعلا، وانتهى المشكل، ولا مبرر لهذه الوقفة الاحتجاجية." يذكر أن شغيلة مستشفى الولادة بالرباط كانت قد أصدرت في نهاية أبريل الماضي بيانا توضيحيا وقعه 220 بين أساتذة وأطباء وممرضين وأعوان إداريين طالبوا فيه بالكف عن جعل كرامتهم مطية لخدمة المصالح الخاصة، وذلك إثر نشر قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء تشير إلى الأوضاع المتدهورة بالمستشفى وتعزوها إلى تقصير موظفيه، مما دفع هؤلاء إلى التنديد بما أسموه في بيانهم "التغليط بإخفاء قصور الإدارة عن إيجاد الحلول للمشاكل الحقيقية في المستشفى بإبراز ما سمي إنجازات هي في واقعها شكليات وكماليات لتلميع المظاهر الخارجية فقط." كما أشار البيان إلى ما أسماه: "التهميش والعراقيل التي يتعرضون لها من قبل إدارة المستشفى". محمد أعماري