رغم أن غزة وحدها بارزة في عنوان الفيلم الوثائقي مستشفى غزة فإن مخرجه الإيطالي ماركو باسكويني يعرج فيه على حكايات فلسطينيي لبنان في المخيمات وأيضا لبنانييه من خلال مشاهدات جرت في المستشفى على مر سنوات طويلة تعاقبت فيها الأحداث على المخيمات وسكانها منذ إنشائه عام .1968 عرض الفيلم هذا الأسبوع في مركز أمم للأبحاث في الضاحية الجنوبية لبيروت، بحضور مخرجه المولع بقضايا التشرد والشعوب المتنقلة والمخيمات الشعبية، وعدد ممن كانوا مادة للفيلم من العاملين في المستشفى، ومن متطوعين متضامنين مع قضية الشعب الفلسطيني وشاركوا في صناعته. ويعرض هذا الوثائقي بدقائقه ال84 ثلاثة فصول من تاريخ لبنان بلبنانييه وفلسطينييه وسواهم: اجتياح ،1982 مجزرة صبرا وشاتيلا، وحرب المخيمات حتى يومنا الحاضر. المخيمات الفلسطينية قدمت مادة خصبة لشغف باسكويني، فمكث سنوات يراقب ويعايش الأحداث التي تقع في المخيمات ومحيطها، فكان مستشفى غزة صدى لهذه الأحداث باستقباله لتداعياتها من قتلى وجرحى مع ما يرافق توافدهم إليه من قصص وحكايات لمآس متوالدة في رحم الشؤون الفلسطينية الشديدة التعقيد. كان باسكويني يعبر شارع صبرا المؤدي للمستشفى للحصول على وقائع وشهادات، فجمع وقائعه عبر عشرات الرحلات التي وثقها في الفيلم مراعيا تسلسلها الزمني. باسكويني قال للجمهور الوافد لحضور الفيلم إن عمله هو ثمرة خمس سنوات من البحث المتواصل والتصوير، شاكرا تجاوب الفلسطينيين المقيمين في المستشفى الحقيقي، والعاملين السابقين فيه، وأهالي مخيم صبرا وشاتيلا على تعاونهم بتقديم ما بحوزتهم من وثائق وصور لإنجازهم. وعن مستشفى غزة تحدثت ماري كلود سعيد من جمعية أمم التي أدارت النقاش حول الفيلم عن خلفية الاهتمام الكبير به وهي اهتمامنا بالذاكرة ولدينا سلسلة افلام تحكي عن الذاكرة أي عن الحرب الأهلية، وذاكرة الحرب والأمكنة.. فالمهم عندنا التوثيق.