صدحت أصواتهم بكل سهولة وانسياب بفضاء قصر البلدية بالقنيطرة، إنها مجموعة المخالب، أبناء المدينة ومجموعة حال الغيوان، التي قدمت من الجديدة. ومجموعتا أمواج وإيسوفا من الدارالبيضاء وأكادير. كلهم اجتمعوا، يوم الجمعة الماضي، بقصر البلدية بالقنيطرة لإحياء الدورة الأولى من مهرجان الأغنية الغيوانية بالمدينة، والتي أرادوها أن تكون دورة أولى تؤسس لدورات قادمة يكون فيها مزيد من العطاء والإبداع، حسب ما صرح به لالتجديد، شهاب عبد الرحيم، رئيس فرقة حال الغيوان، مضيفا بأنهم يريدون مع كل المحبين والمهتمين بفن الغيوان أن يعيدوا إحياء هذا الفن بين شباب اليوم، مؤكدا بأن الفن مرآة كل جيل. كما أكد حسن حدوش، رئيس فرقة المخالب، في تصريح لالتجديد، بأن تنظيم المهرجان يدخل في إطار محاولة إعادة الاعتبار لهذا الفن الأصيل والعمل على إيصاله إلى الأجيال الحالية من الشباب، الذين لم يعايشوا سنوات تألق هذه المجموعات، مضيفا بأن البداية كانت بالجديدة والآن جاء دور القنيطرة، متمنيا ألا تكون المحطة الأخيرة، داعيا إلى توفير دعم أكبر من الجهات المسؤولة، كي لا تختفي مثل هذه المبادرات. وجاء تنظيم الدورة الأولى من المهرجان بالقنيطرة، ثمرة تعاون بين جمعية لمخالب للأغنية الشعبية الثراتية الأصيلة والمجلس البلدي لمدينة القنيطرة، وبشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بالمدينة. وتميز الحفل بحضور الفنان علال يعلى، من فرقة ناس الغيوان، الذي أراد المنظمون تكريمه، ومن خلاله تكريم ناس الغيوان والفن الغيواني على العموم. وكان ليعلى جلسة مع الصحافة قبل التوجه لقاعة الحفل، إذ دمعت عيناه وهو يعبر عن فرحه بالتكريم. وتحدث عن بدايات الفرقة وكيف تشكلت في بداية السبعينات، حيث كانت بدايتهم الأولى مع الطيب الصديقي، الذي سهل لهم الطريق لدخول التلفزيون المغربي وتقديم أغنية الصينية، التي عرفت نجاحا كبيرا. وأكد يعلى على تشجيعه ودعمه لأي محب لفن الغيوان، يريد أن يمضي على نهجهم في طريق الفن الملتزم والهادف، مشيرا في نفس الوقت، إلى ضرورة صقل الموهبة والشغف بهذا الفن، بدراسة الموسيقى واحترام ذوق الجمهور. استهل الحفل بأداء بعض القطع المشهورة لناس الغيوان وجيل جيلالة، كأغنية الصينية والمغرب بلادي، وغيرها من القطع المشهورة، وشهدت تناوب الفرق المشاركة على تأديتها أمام الجمهور، الذي ملأ القاعة وتفاعل مع كل أغنية بالتصفيق وترديد كلماتها. وكان من اللافت، تنوع الجمهور الحاضر ما بين مختلف الفئات العمرية، فترى مثلاً؛ رجلا أبيض الشعر إلى جانب طفلة لم تبلغ العاشرة من العمر. وكانت ذروة الحفل، حين أعلن عن تكريم الفنان علال يعلى، وصعوده للمنصة من أجل تسلم درع التكريم، حيث ضجت القاعة بالتصفيق والتقاط الصور التذكارية.