تلقى كريستيان كامبون تهديدات عن طريق رسائل قصيرة، أثناء زيارته للمغرب كرئيس لوفد مجلس الشيوخ الفرنسي، حسب ما صرح به عبد الرحيم عتمون، رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية بمجلس المستشارين، في ندوة صحفية عقدت بمراكش يوم الجمعة الماضية. وأوضح كامبون، في تصريح ل التجديد أن هذه التهديدات صدرت عن أشخاص وجمعيات مدنية في فرنسا وإسبانيا، لم يتلقوا المعلومات الصحيحة، بما أنهم يتحدثون في رسائلهم عن ضرورة تطبيق قرار محكمة العدل لسنة ,1974 وهو القرار الذي مر عليه أكثر من 35 سنة، وتم تجاوزه لعدم واقعيته. وأضاف أنه واجه هذه التهديدات بكثير من الاحتقار، مشيرا إلى أنه، عند استقباله لمسؤولي البوليساريو، سيخبرهم بقناعاته المدعمة للمقترح المغربي. من جهتها، أكدت بريزة خياري، عضو الوفد الفرنسي عن الحزب الاشتراكي الفرنسي، في تصريح ل التجديد أنها تدعم موقف حزبها من القضية، موضحة أنه كان دائما إلى جانب تقرير مصير الشعوب في كثير من القضايا، لكن الأمر مختلف في قضية الصحراء، حيث تبين أن هذا الحل غير واقعي وغير ممكن، ولم يبق غير الحل السياسي من أجل الحد من خطورة التوتر الحاصل، والذي قد يعطي الفرصة الكاملة للمنظمات الإرهابية للنمو والتغلغل، وتشكيل الخطر، ليس فقط على دول المنطقة، ولكن أيضا على الدول الأوروبية. وقالت من جهة ثانية، أنها فوجئت بالتطور الاقتصادي الذي عرفته الأقاليم الصحراوية، مشيرة - خلال كلمتها في الندوة الصحفية - إلى أن الاحترام الذي يكنه المغاربة للجزائر يمنحهم القوة والتقدير، موضحة أن الشعب المغربي كان أول المساندين للمنتخب الجزائري في المونديال، مما أظهر أن الذاكرة الشعبية لا يمكن تجاهلها. وأضافت باللغة العربية، أنها تأثرت كثيرا حينما سمعت من مسؤولين مغاربة جملة إن الجزائر بلاد المليون شهيد وبلاد الرجال. وأضافت خياري لالتجديد، بخصوص دورها كعضو مجلس الشيوخ الفرنسي من أصل جزائري، في حل قضية الصحراء أن الأمر معقد ويتطلب الكثير من الجهود. من جانب آخر، قال كريستيان كامبون - في الندوة التي عقدت مباشرة بعد وصول الوفد إلى مراكش (قادما من الداخلة)، إن التهديدات التي تلقاها المصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المفتش العام لما يسمى بشرطة البوليساريو، تعبر عن مأساة إنسانية حقيقية، مشيرا إلى أنه لم يعد في العالم دول تمنع مواطنيها من العودة لمجرد التعبير عن آرائها. ورأى رئيس وفد مجلس الشيوخ الفرنسي أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية؛ جدي وواقعي، كحل نهائي للنزاع في الصحراء، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها الوفد للعيون والداخلة، سمحت له بالاطلاع عن كثب عن الواقع، سواء من حيث رأي شيوخ القبائل أو من حيث المنجزات الاقتصادية والبنيات التحتية والإصلاحات في مجال حقوق المرأة والطاقة والفلاحة والبيئة، وبالتالي التعبير عن موقف واضح من القضية.وأشار كامبون إلى انشغاله العميق بوضعية عشرات الآلاف من المحتجزين ضدا عن رغبتهم، بمخيمات تندوف، وهو الانشغال التي تتقاسمه معه كل الدول التي تؤمن بالحرية والديمقراطية، ومنها فرنسا. ووجه كومبان نصيحة إلى الدبلوماسية المغربية بالاعتماد أكثر على المبادرة الإيجابية في مجال التواصل، بدل اتخاذ الموقف الدفاعي، مشيرا إلى أنه سينقل ما رآه في المغرب إلى مختلف الحساسيات في فرنسا، بالإضافة إلى عقد ندوة حول الصحراء. يشار إلى أن الزيارة استمرت من 13 إلى 17 شتنبر، وتضمن برنامجها؛ القيام بمعاينة مشاريع البنيات التحتية المتعلقة بحماية وتثمين الموارد المائية في إقليمي العيونوالداخلة، والقيام بزيارة لمدينتي الرباطومراكش، وتكون الوفد إضافة إلى كامبون وخياري، من المستشارين جان بيير شوفو، وألان غورناك، وجاكي بيير، وكلود جانيروت، وجان بيير بلانكاد، وكاترين موران ديسايي، وهؤلاء ينتمون للمجموعات البرلمانية للاتحاد من أجل حركة شعبية (الحاكم)، والحزب الاشتراكي (معارضة يسارية) واتحاد الوسط والتجمع الديمقراطي والاجتماعي الأوروبي.