شدد محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، على أن التحدي الحقيقي للحركة هو نقل الأفكار والقناعات التي تؤمن بها، وجعلها رهن إشارة المجتمع، والإسهام في إقامة الدين وإشاعة نفس الإستقامة والإصلاح، واعتبر الحمداوي في مداخلة له بالجامعة التربوية لشبيبة العدالة والتنمية، التي اختتمت أول أمس الأحد بمكناس، اعتبر أن هناك حاجة إلى إعادة التموقع في حركة الدعوة العامة، وإلى تعميق التدين في المجتمع، واستيعاب ظاهرة التدين مع تعميقها وترسيخها، وهو ما اعتبره الأولوية الأولى للمرحلة القادمة لحركة التوحيد والإصلاح. وأضاف رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن الأولوية الثانية تكمن في تعزيز وتقوية المرجعية الإسلامية في التدافع القيمي والهوياتي، وتطرق الحمداوي إلى خماسية الإنتاج؛ المتمثلة في عمق التحليل وموضوعية التفسير ودقة التوقع وواقية التخطيط، وكذا الفعالية في التنفيذ وحماية المنجزات، وأخيرا الطاقات المتجددة أو التنمية المستدامة. من جهة أخرى، اعتبر عبد الإله ابن كيران أن حزب العدالة والتنمية لا يمكن تجاوزه في الوقت الراهن، بالرغم من محاولات عزله والتشويش عليه، وأكد أن الحياة السياسية أصبحت وسيلة للإثراء وتكوين الثروة، مؤكدا أن البلاد محتاجة للأوفياء الصالحين، وخاطب بنكيران شباب العدالة والتنمية قائلا: أعطيكم عهد الله، من عمل لدينه وبلده بإخلاص فسيؤتيه الله ما يشاء. وفي سياق متصل، تطرق حسن مكي، مدير جامعة إفريقيا العالمية بالخرطوم، إلى وضع المسلمين في إفريقيا، واعتبر أن المسلمين يشكلون النسبة الأهم من ساكنة إفريقيا، إذ يبلغ عدد المسلمين في إفريقيا 500 مليون مسلم من أصل 800 مليون إفريقي، وأفاد مكي بأن هناك ثلاث تكتلات لمسلمي إفريقيا، أضخمها كتلة شمال إفريقا، وتضم 220 مليون مسلم، ثم كتلة غرب إفريقيا ب 160 مليون مسلم، وأخيرا شرق إفريقيا ب 120 مليون مسلم، كما تطرق مكي إلى التحديات التي تواجه المسلمين بإفريقيا، وفي مقدمتها ما أسماه ب الإرسالات الكنسية، إذ أبرز دورها في نشر المسيحية بإفريقيا، وتحدث عن وجود 300 مليون مسيحي في إفريقيا خلال قرنين من الزمن، بسبب الحملات التنصيرية، وأبرز مكي أن الكنيسة تعتمد على العمل التطوعي الخيري وهو مرتكزها لنشر المسيحية بإفريقيا. بدوره قدم امحمد الهلالي، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، عرضا تربويا أمام المشاركين في الجامعة التربوية، وأكد الهلالي أن جوهر عمل المشروع الإسلامي الذي تتبناه الحركة بشراكة مع الحزب، هو إقامة الدين من خلال تعزيز مكتسبات الإسلام، واعتبر أن المشروع الإسلامي أكبر من أن يكون مشروعا سياسيا. أما الأستاذ مصطفى الخلفي، فقدم قراءة في تقرير الحالة الدينية بالمغرب، بينما تحدث الدكتور محمد عز الدين توفيق عن فقه التدين فهما وتنزيلا، إذ ركز على أهمية مرحلة الشباب في العمل الدعوي والسياسي. واعتبر خالد البوقرعي، المشرف على الجامعة التربوية، ونائب الكاتب العام الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، أن الجامعة حققت الأهداف المرجوة منها، إذ كانت فرصة مواتية للمشاركين من جل أنحاء المغرب، للاستفادة من برنامج مهم وثري بموضوعاته القيمة والمتنوعة، كما كانت مناسبة، يضيف البوقرعي، للتأكيد على أهمية العمل التربوي في عمل الشبيبة، بما هو زاد ومعين في التنشئة السياسية. يذكر أن الجامعة التربوية في دورتها الخامسة، انعقدت بمكناس تحت شعار قد أفلح من زكاها، وذلك على مدى أربع أيام، واختتمت أول أمس الأحد، اعتبرها المنظمون فضاءا للتربية وتزكية النفس، وللتواصل بين الأعضاء، ومناسبة لتأكيد أهمية العمل التربوي والحث على الاجتهاد فيه، وشهدت حلقات تربوية لمدارسة بعض سور القرآن الكريم، أطرها كل من الدكتور عبد الحق الطاهري والدكتور أحمد بوزيدي، بينما تقدم الدكتور سعد الدين العثماني بمداخلة حول أنواع تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم.