تحل يوم الأربعاء 21 يوليوز 2010 الذكرى 89 على معركة أنوال الشهيرة، التي انتصر فيها الثوار الريفيون بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي على الاستعمار الإسباني، وانهار فيها جيش من 20 ألف جندي بكل عتاده وقواته، وحقق المغاربة فيها انتصارا لا يزال يذكره التاريخ. وأعلنت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أنها ستنظم احتفاء بهذه الذكرى مهرجانا خطابيا بتعاون مع عمالة إقليم الدريوش بجماعة تاليليت، يحضرها مجاهدون مغاربة شاركوا في مسيرة الكفاح الوطني في مواجهة الاحتلال الأجنبي والدفاع عن المقدسات الدينية. وأكدت المندوبية أن مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي تعد امتدادا للمقاومة التي أسس لها الشريف محمد أمزيان بين 1908 و,1912 وأكدت أن الأمير الخطابي استطاع بفضل شخصيته القوية والمتزنة هيكلة حركة المقاومة سياسيا وعسكريا، لتشمل مناطق الشمال بكاملها. وأوضحت في بلاغ لها توصلت التجديد بنسخة منه، أن معركة أنوال في 21 يوليوز 1921 كانت بمثابة الضربة القاضية للقوات الإسبانية التي كان يقودها الجنرال سلفستري، غنم على إثرها الريفيون عتادا مهما ساعدهم في بناء قواتهم. ويروي المؤرخون أن ابن عبد الكريم قاد حركته التحررية بعد وفاة والده بطريقة غامضة، في غشت .1920 إذ قام بجولة تعبوية ميدانية، اتصل خلالها بأعيان القبائل، ركز في البداية على ضرورة توحيد الجبهة الريفية الداخلية، لأنه كان يعتبر أن تحقيق الوحدة السياسية بين القبائل مقدمة ضرورية قبل مواجهة الإسبان، ولأجل ذلك عقد مؤتمر إيمزورن في ماي .1921 وخلال شهر بالضبط، أي ما بين 21 يونيو و21 يوليوز ,1921 تاريخ معركة أنوال، وقعت أحداث لم يكن يتوقعها أحد. إذ انهار جيش إسباني بكامله يتجاوز عدده 20 ألف جندي، في مثلث لم يكن يذكره أحد لا في الجغرافيا ولا في التاريخ، إنه مثلث إغريبن وإدهار أوبران وأنوال، الذي أصبح أشهر من نار على علم، بل أصبح رمزا لعزة المغرب وشرفا للمغاربة. وبعد أنوال، تابع عبد الكريم انتصاراته حتى جبل أعروي حيث وقعت معركة استمرت 15 يوما، وضرب الحصار على الجيش الإسباني وقائده الجنرال نفارو الذي استسلم في النهاية، ووجد المجاهدون الطريق سالكا بعد ذلك إلى مليلية، حيث طوقوا المدينة، وقذفوها ببعض القذائف، وظلوا يحاصرونها خمسة عشر يوما، لكنهم لم يدخلوها.